|
حوار حول واقع الثقافة العراقية في المرحلة الراهنة مع الشاعر والناقد وجدان عبد العزيز
وفاء الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 03:21
المحور:
مقابلات و حوارات
سألته عن رأيه بواقع الثقافة العراقية في المرحلة الراهنة و ماهو تأثيرمخلفات المرحلة السابقة ؟ مرت بالعراق مراحل وثقافات عديدة كانت الغاية منها فك اللحمة السياسية والاجتماعية وهي مراحل عدوانية .. لكن داخل هذا المجتمع وطوال نشأته بقي تناغم التآلف والتكامل الوطني والإنساني ، بحيث صار مستوعبا هذا التباين في رسم مسارات أخلاقية ذات نفع عام ، فيا صديقتي رغم همومك أبديتي حبك وحرصك أن يكون المثقف كونه الأكثر حساسية هو السبب في بقاء هذا التناغم والتآلف والتكامل الوطني والإنساني ، من هذا فلا الثقافات السابقة حاولت فك لغز هذا التآلف برغم من مصادرة كل الأصوات وحصرها تعسفيا في بودقة تجميل السلطات في العهد السابق على حساب ذلك التآلف أو الدالة الوطنية مما أهدر الكثير من الجهود الحضارية لإمكانيات البلد وظلت الثقافة المشاكس الوحيد ترفض بأشكال مختلفة هذا الوضع فمالت نحو الغموض والتلغيز والتعمية لتحميل المواقف التي يبغي ذلك المثقف إيصالها وبقي هكذا شامخا حتى التغيير الأخير وبروز المحاصصة التي رفضها المثقف جملة وتفصيلا لماذا؟؟ لان ولا مثقف عراقي صادق وحقيقي انحاز لكفتها بل رفضها علنا ودون سابق التفات لمصلحة مادية زائلة بل التزم بالدالة الوطنية واسم العراق .. وهذا العامل هو ركيزة العافية في لحمة الدولة العراقية ببنائها القديم والجديد ، وحتى الطائفي بدى لا يجرأ على قول هذا لك وهذا لي إذن الأفضل محو كل شيء إلا الحب بدالته الوطنية شعار التضحيات وفتوحات الألفة .. واني لا أدعو إلى الحب الأفلاطوني والدولة المثالية والأحلام المحلقة بدون أجنحة إنما هي الحقيقة وسؤالي : لماذا وفاء الربيعي الماكثة في مدينة كونتكن الألمانية تطرح هذه الأسئلة وتبغي تكوين رؤية موحدة لجميع المثقفين العراقيين باتجاه صنع دولة حديثة بتناغمها التاريخي الموحد ؟؟؟؟؟؟ الجواب هو الحرص بدالة المسؤولية تجاه الحفاظ على الروح العراقية التي تنزع دائما ، لتكون روحا إنسانية مشعة لجميع البشر بدرس الوحدة والتضامن والتعاون رغم فسيفساء التنوع في المجتمع العراقي ، بهذه الدالة يجب ان يكون إنتاجنا الشعري والقصصي والتشكيلي ، وحتى تكتمل لوحة التآلف وتتعمق بيننا لابد من رفع شعار الحب أولا وأخيرا ويكون غصن الزيتون دائم الخضرة بيننا .. 2 ـ من هو المثقف وماهي اشكالية العلاقة بينه وبين السياسي الجواب : المثقف في اعتقادي هو بما يمتلكه من حس إنساني وعقل استقرائي وما يتمتع به من إحساس بالمسؤولية تجاه قضايا الإنسان في وطنه والأوطان الأخرى ودائما يتحلى بالروح النقدية والتحليلية تجاه ظواهر الحياة ونظم الحكم السائدة وافتراض البدائل ضمن سياقاتها التاريخية باستعمال القراءة العميقة والتدبرية للتجربة الإنسانية ، لان الثقافة هي تفاعل عوامل البيئة الإنسانية والتاريخية والجغرافية من مفاهيم الدين وطبيعة الإرث الثقافي ، حتى يتصير حينما يستشعر المثقف بهذا أي يتصير رمزا للأمة أو للشعب ، ولابد أن يكون باتجاه فضح ومجابهة ثقافة الزيف بالاستناد على مرتكزات ثقافة المجتمع واحترام ثوابته الشرعية وارثه الحضاري والثقافي والإنساني .. وفي المجتمعات الديمقراطية يكون المثقف هو المساهم الفاعل في حركة المجتمع وتقويم مسيرته لوجود هامش الحرية والتعبير عن الرأي أما في المجتمعات غير الديمقراطية ، فالرأي مصادر وبالتالي فان المثقف مشلول يعمد إلى جهة الترميز والتلغيز لإيصال أرائه ومواقفه من خلال إنتاجه الأدبي ، مثلما كان سائدا في العراق أبان النظام السياسي التعسفي في زمن صدام حسين 3 ـ كيف يستطيع المثقف أن يساهم في تحديث الواقع الثقافي ؟؟ الجواب : لو قيض للحضارة في العراق استمرارها منذ النشوء لحد الآن ولم تصاب بالقطيعة لكان العراق ومن حوله منارة للعالم ، لكن القطيعة التي خلقتها الغزوات والحروب جعلت هذه الحضارة تعاني الركود نتيجة هذه الغزوات والحروب المدمرة التي جاءت على كل شيء جميل ثم تنهض حضارة العراق من جديد كالعنقاء .. أذن حالة أللاستقرار واللانظام جعلت من الثقافة شبه مشلولة وبقي المثقف كالمحارب يجاهد في الإنتاج الثقافي ومجابهة الواقع المزري ، لكن بعد هذه الهزة الكبيرة وتغيير النظام في 4/9/2003 وجد المثقف نفسه مسؤولا تجاه هذا التغيير وبدأ يكافح في الكلمة ولا يكتفي بالإنتاج الأدبي البحت إنما بالمقالة التنظيرية في بناء مؤسسات الدولة مع النفس النقدي ، كما إني من خلال هذا أدعو لجعل الأدباء قوى منتجة في المجتمع وعلى الدولة رعاية إنتاجها في سن قوانين ثابتة في رعاية هذا الإنتاج وترويجه وبهذا أكيد سيكون المثقف أداة واضحة في تحديث مؤسسات المجتمع المدني وتأطير علاقة الدولة بالثقافة بالإطار الايجابي .. 4 ـ هل هناك فرق برأيك بين مثقفي الخارج والداخل ؟؟ الجواب : بما أن المثقف يمتلك الحس الإنساني والعقل الاستقرائي والإحساس بالمسؤولية لا يختلف مثقف الداخل العراقي عن مثقف الخارج العراقي لان الأثر والتأثير هو واحد ، لكن بقي مثقف الداخل في تكبيل اكبر بسبب انعدام هامش التعبير الحر بينما مثقف الخارج تمتع بهذا وبالتالي فان الهموم واحدة والأهداف واحدة هذا بالنسبة للمثقف الذي يستشعر المسؤولية تجاه الوطن بالهم الوطني والانساني..
#وفاء_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار حول واقع الثقافة العراقية في المرحلة الراهنة مع الشاعرة
...
-
سلسة حوارات حول واقع الثقافة العراقية بالمرحلة الراهنة
-
لعل
-
تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاص
...
-
تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاص
...
-
تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاص
...
-
تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاص
...
-
قصيدة بعنوان وشوشة الشعر
-
بين هنا وهناك
-
هيّ
-
قصيدة غزة
-
رسالة مستعجلة
-
صوتي التائه
-
لوحة لم تكتمل
-
الخفافيش
-
امال عليلة
-
حروف
-
طيف
-
بكائية عند عيون بغداد
-
من أنتِ ?
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|