لا للهوية العربية السورية

كاوا رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 03:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

تمر الذكرى السنوية التالية على الإحصاء الاستثنائي سيء الصيت في منطقة الجزيرة ذات الأغلبية الكردية، والذي أجري عام 1962، وقد ترتب على ذلك نتائج سلبية، أثقلت كاهل الشعب الكردي في سوريا، إضافة إلى محاربة ثقافته ولغته ووجوده وتاريخه .
تابعت باهتمام بيانات وتصريحات منظمات وأحزاب ومقالات كتاب سوريين يتناولون مأساة الإحصاء وآثاره السلبية على الكرد في سوريا، والكل يجمعون على أحقية وعقلانية مطلب إعادة الجنسية لهؤلاء المجردين منها، كما لو كانت ورقة الجنسية ستنهي معاناتهم في وطنهم السوري، كما لو كان الكرد منهم الذين يحملون وثيقة الهوية والجنسية السورية هم في أحسن حال، ويتمتعون بخيرات الوطن ..!
أنا هنا اختلف مع هؤلاء بالرأي تماما، واطرح السؤال التالي: لماذا لا يطرح الكرد في سوريا "لا للهوية العربية السورية" لأنه:
1- إعادة الجنسية السورية يفرض عليهم الذهاب للخدمة العسكرية (للدفاع عن الوطن) وبعد ذلك يتم قتلهم برصاصة من الخلف أو تحت تعذيب وحشي ويدفن تحت أنظار الأمن دون تحقيق أو تقرير طبي محايد.
2- إعادة الجنسية يعني بمقدورهم الانتخاب والترشيح (مضحك ومبكي) من سيرشحون ومن سينتخبون وهل في وطنهم حرية الانتخاب والترشيح وحرية التعبير.؟
3- إعادة الجنسية يعني حقهم في العمل والتوظيف، وهل فرص العمل للسوري بشكل عام متوفرة، وهل هي موجودة للكردي أصلا، آلا يتم فصل وتسريح عمال وموظفين أكراد من وظائفهم تحت غطاء "خطر على امن الدولة" وحفاظا على الأمن.؟
4- إعادة الجنسية يعني حقهم في جواز سفر سوري والسفر إلى خارج القطر، وهل للجواز السوري أهمية واحترام في العالم، من يثق به ويعطي السوري تأشيرة بقصد السياحة أو العلاج من المرض لحامل هكذا جواز.
5- إعادة الجنسية يعني الاستفادة من المواد التموينية، وهل من لديه الجنسية السورية ينعم باقتصاد جيد وينعم بعيش رغيد وهل المواد الغذائية التموينية التي تشبه التسول لها أي اثر في معادلة المواطن السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص.
6- إعادة الجنسية يعني حق الملك والتملك والبيع والشراء . وهل يملك الكردي السوري كل ما يريده وكل ما من حقه في هذا الوطن , وهل ابقي المرسوم الرئاسي الأخير رقم 49 شيئا لمن يريد التملك والبيع والشراء؟
7- إعادة الجنسية تعنى المواطنة بما فيها من حقوق وواجبات، وهل للكردي في سوريا أي نوع من حرية المواطنة وأي مواطنة ستكون إن حملوا الهوية السورية (عربي سوري) هل هذا كل ما يريده الكردي، ألهذا يتظاهر ويسجن ويقتل، هل هدف نضالنا هو أن نكون مواطنين بوثيقة هوية تنص فقط في حقل المواطنة "ع.س" ؟
وهناك بالتأكيد أسئلة تراود أذهان الكثير من الأكراد السوريين وأنا منهم، ماذا كانت النتائج لو طرحت الحركة الكردية في سوريا منذ السبعينات شعار "لا للهوية العربية" بدلا من المطالبة بها. وبما أن وثيقة الجنسية لن تغيير من حال هؤلاء المجردين منها، حتى وان أصدر حاكم دولة الجمهورية العربية السورية ودولة حالة الطوارئ و البعث القائد العام للدولة والمجتمع فرمانا بصيغة مرسوم يعيد بموجبه الجنسية ووضعهم في خانة مواطنين (ع.س)عرب سوريين، سيكونون جزء من المشاريع الأخرى التي طالت تعريب المناطق الكردية وتغير أسماء المدن والقرى وحتى الجبال والينابيع . وعليه:
ما لم يتحول مجموع الفعل الثقافي والسياسي الكردي إلى واجهة أمينة للمطلب الشعبي الكردي، سنظل أسرى الشخصنة والمحسوبية ونفرّط بالصالح القومي والوطني على مذبح المصالح الشخصية، فلعنة الأجيال والتاريخ تحل على ممارسي هواية النضال ترفا بأوقات الفراغ.
________________________
[email protected]
واشنطن – 10 أكتوبر 2009

#كاوا_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات