نقاب العقل

عمرواسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 15:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان

دار جدل ليس معني في مصر مؤخرا حول النقاب .. ليس له معني .. لأن النقاب ليس حرية شخصية ..بل هو تعدي علي حرية الآخرين .. فكشف الوجه للتحقق من الشخصية هو ضرورة أمنية واجتماعية ..وكل هويات تحقيق الشخصية في جميع انحاء العالم حتي في اشد الدول انغلاقا تحتوي علي صورة للوجه يجب مضاهاتها بالوجه الحقيقي..وبالتالي اي انسان لا يكشف وجهه امرأة كانت أو رجل لا يحق له أو لها ارتياد اي أماكن عامة ... بدءا من الشارع وليس فقط الجامعات والمعاهد .. فالنقاب في الحقيقة هو مرادف للجريمة .. فمن يسطو علي بنك مثلا غالبا مايكون متنقبا ..والعشيقة التي تذهب لممارسة الرذيلة في بلد مثل السعودية منتحلة شخصية الزوجة تفعل ذلك بسهولة شديدة لأنه يسمح لها هناك أن تغطي وجهها..
الأمر ليس له علاقة بالدين ..بل يجب أن يكون كشف الوجه قانون يسري علي الجميع في مصر وغيرها ويجب الا تتنازل الدولة عن ذلك أمام الابتزاز الذي تمارسه كل جماعات الاسلام السياسي الانتهازية .. من لا تريد أن تكشف وجهها في الشارع لاعتقادها أنه أمر ديني ..أولي بها أن تجلس في منزلها ..هكذا هو الأمر ببساطة ..
النقاب الذي استشري في مصر في الآونة الأخيرة اصبح مرادفا لنقاب العقل الذي يخيم علي منطقتنا الموبوءة من العالم التي تسير عكس التطور والزمن وتتحول بسرعة البرق الي تطور عكسي قد يعود بها الي عصر الانسان الحجري .. علي جميع المستويات ..
قد نفهم أن غطاء الشعر المسمي بالحجاب هو حرية شخصية له أساس ديني .. رغم أنه في الحقيقة ليس سوي كاتم للذكاء .. ولا تلبسه غالبية نساء مصر إلا بسبب الضغط الاجتماعي الذي استشري بسبب جماعات الانتهازية الدينية وقد اقرنته غالبيتهن مع لباس يظهر الأنوثة أكثر مما يخفي وحولنه الي نوع من الموضه .. ولكن لا يمكن تفهم النقاب علي نفس الأساس .. بل هو في الحقيقة مخالفة تامة للقانون ..ولهذا علي الدولة في مصر ومسئوليها عدم التهاون في هذا الأمر ومنع النقاب تماما في الشارع و أماكن التسوق والعمل والدراسة ..
لقد تأخرت مصر كثيرا منذ سبعينات القرن الماضي نتيجة هجرة عدد كبير منهم للعمل في دول النفط والعودة بمظاهر التدين الطقوسي الخالي من الجوهر والروح .. وإعطاء الفرصة بسبب السادات سامحه الله لجماعة طز في مصر أن تمارس انتهازيتها للقضاء علي التيارات اليسارية في مصر .. وآن الأوان التصدي لها وانتهازيتها لتعود مصر الي سابق عهدها ..
لقد انتشر الحجاب والنقاب واللحية والزبيبة ..وتدهورت الأخلاق وقيم العمل والمساواة في نفس الوقت .. وزاد الفساد واستشرت الرشوة ..هل هي مصادفة؟
لا أعتقد .. إنه نقاب العقل الذي استشري بسبب التدين الطقوسي ..

#عمرواسماعيل (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -

تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

التسلسل: 1 العدد: 52884 - خطاب جنسي شبقي

2009 / 10 / 12 - 13:24
التحكم: الحوار المتمدن محمد البدري

لم يتطرق احد الي ان النقاب له معني رئيسي واحد اضافة للمعاني والدلالات التي تفضا د. عمرو بذكرها. هذا المعني يكمن في ان من تتنقب او ترتدي النقاب تبعث برساله جنسية غرائزية شهوانية الي كل من يقابلها في حياتها. فهي تقول ضمنا انني موضوع جنسي وان كل من حولي يشتهونني وانهم ليسوا علي خلق من اي نوع لهذا ينبغي اخفاء كل ما يظهر مني كما لو اني غير متواجده في الحياه العامة. المرادف الطبيعي لهذا المنطق الطبيعي ان من يريد ممارسة الرزيلة دون كشف اغراضه فعليه التخفي وراء نقاب حتي يوهم الاخرين انه بعيد عن شبهه الغريزة والشهوةن ثم يبدا في اختيار شركاؤه في المعاشرة من وراء حجاب ز وهو بالضبط ما ذكره الفاضل المحترم د. عمرو في طيات مقالة عما يجري في المملكة تحت وسمع وبصر ورقابة هيئة اولي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. انه المجتمع المحتقن جنسيا ويعج بالكبت ويجد طرق متعدد لاشباع رغباته حتي ولو التحفوا وتنقبوا بايات قرانية او احاديث نبوية.
إرسال شكوى على هذا التعليق        91 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 2 العدد: 52899 - نقاب العقل

2009 / 10 / 12 - 15:30
التحكم: الحوار المتمدن victor fouad

الكاتب المحترم
تقول فمن يسطو علي بنك مثلا غالبا مايكون متنقبا
و انا اقول هزا بالظبط ما حدث في مدينة مسيسوجا بكندا ويافضيحتكم يااهل النفاق و التقية
إرسال شكوى على هذا التعليق        33 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 3 العدد: 52941 - ما قل ودل

2009 / 10 / 12 - 19:37
التحكم: الحوار المتمدن عبد القادر أنيس

أولا حبذا لو أن كل المقالات كانت قصيرة ومكثفة بدلالتها مثل مقالك، أستاذ عمرو، حتى يتسنى لنا أن نقرأ أكبر عدد ممكن من المقالات التي يبعث بها أصحابها بغرض إشراك غيرهم في تجربتهم وفكرهم ولكننا نعجز عن تحقيق هذه الأمنية بسبب تعمد البعض التطويل، وما يتسبب فيه من حرماننا من قراءة الكثير من المقالات، وهو ما يؤدي بنا إلى الانتقاء أو حتى الاختيار العشوائي لما نقرأ وهو إجحاف في حق الكتاب.
عصر السرعة يجب أن يشمل أيضا طريقتنا في الكتابة والقراءة.
وثانيا، لا بد أن المجتمعات التي تغرق في هذه الحالة من الحجاب والنقاب والزبيبة هي مجتمعات مريضة وفاقدة تماما للأهلية.
لقد مرض الاقتصاد بالفشل التام عندنا فصار عاجزا عن سد حاجاتنا من الغذاء والدواء وحتى الماء النفي ومرض التعليم فصار يخرج الجهل والإرهاب ومرضت الزراعة ومرض الأنهار والوديان بالتلوث.
ولكن مرض العقل لا يضاهيه مرض.
فما أصدق الشاعر القائل:
يهون علينا أن تصاب جسومنا وتسلم أعراض لنا وعقول
تحياتي
إرسال شكوى على هذا التعليق        81 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 4 العدد: 52988 - غزو وهابي

2009 / 10 / 13 - 02:42
التحكم: الحوار المتمدن سامي المصري

تحية للكاتب على مقاله الجيد
عندما بدأ الغزو الوهابي لمصر بفضل الرئيس المؤمن لم يكن أحد ليتصور أن يتغلغل لهذا القدر حتى يشوه الشكل الحضاري لمصر بهذه السرعة ويستمر في التمادي لمدة قاربت من أربعين سنة. كنت أتصور أن المرأة هي أول من سيقاوم هذا التخلف. فالمرأة بطبيعتها الأنثوية لن تطيق أن تحمل ذلك المنظر المخيف أو تلبس السيدات لبس الخدمين للعصر السابق عليه مباشرة، حين كانت المرأة المصرية تتميز بالأناقة والرقة التي تنافس الأوربيات. أذكر تلك الأيام التي لم تكن المرأة المصرية تعجب كثيرا بالذي الأمريكي البسيط حيث كانت تعتبره أقل أناقة من الأوربي. على أيامنا تبدلت عدة موضات على مصر، في كل ذلك كانت المرأة المصرية لها رونقها الخاص تعبر عن شخصيتها المتفردة التي تجمع بين الأناقة واحترامها لنفسها، فتمزج الجمال بالوقار. في ذلك الزمان لم تكن حتى زوجات وبنات الشيوخ بلبسن الحجاب على الإطلاق، فهذه البدع دخيلة على مصر بهدف محو هويتها. إنها هجمة وهابية شرسة تستهدف محو الهوية المصرية وبذلك يسهل تنقيب العقل بفكر رافض لحب مصر ؛
كم تحتفظ المرأة وتفرح بألبوم الصور العائلية، وكم تحتفظ جدات اليوم بصورهن عندما كن تلبسن أجمل الموضات الباريسية. ماذا يمكن أن تقول الجدات لأحفادهن المحجبات والمنقبات؟
لذلك
إرسال شكوى على هذا التعليق        30 أعجبنى           المزيد-الاشراك

* الاسم الثنائي او الثلاثي

* البريد الالكتروني

* عنوان التعليق

التعـلـيـق

عدد الحروف المتبقية

الاسم يجب ان يكون الثنائي او الثلاثي و بالعربية فقط ولاتقبل الاسماء الرمزية
أعلمني عن التعليقات الجديدة على الموضوع

| نسخة قابلة للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295