أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - سمفونيّة مريم العذراء














المزيد.....

سمفونيّة مريم العذراء


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 02:50
المحور: الادب والفن
    


هـَبيني القصيدة يا مريمُ *** مضى زمنٌ وأنا أحلـُمُ

بأنْ أكتبَ اليومَ ما جاز لي *** وفخـْرُ الملاك هو النـّـَعَـمُ

نـَعَمْ قلتُ أنّي سأكتبها *** إذا أوعز السيّدُ المُلهِمُ

فليس سواكِ بمُستأهلٍ *** فـَدَتـْكِ القصيدة ُ والقلمُ

شهيدُ النبوّات يسبقني *** قروناً تجيءُ وتنصرمُ

ثمانية ٌ هِيَ في عُرْفِهِ *** سريعاً تمرّ وتـُستـَقدَمُ

وأيّامُ آحاز شاهدة ٌ *** وسابعُ أصْحاحِهِ مَعلـَمُ

ويا نِعْمَ ما قال مِنْ آيةٍ *** بها يُبتدى وبها يُختـَمُ

وكمْ منْ نبيٍّ حَذا حَذوَهُ *** وليس مِنَ القتل ما يَعصِمُ

أشِعياءُ مات على أملٍ *** لهُ الإنسُ صلّوا لهُ رنـّموا

سيحيا ولا ريبَ في خالق *** بهِ الحَيّ والمَيْتُ لا يُظلـَمُ

تنبّأ لكنـّهُ مُؤمِنٌ *** بأنّ النبوّة تـَستـَحْكـِمُ

بعذراءَ تحبَلُ بالمُـرتجى *** وعِمّانـُئـِيلُ هو القـَيّمُ

وجاء الملاكُ وفي قلبـِهِ *** سلامٌ وفي قولِهِ الأقوَمُ

فمِنْ قبْلِهِ اٌمتلأتْ نعمة ً *** وفي بَطـْنِها سَكـَنَ المُنعِمُ

هِيَ المصطفاة بلا دَنـَسٍ *** ولا ورثتْ ما جنى آدمُ

لأنّ اٌبنها طاهرٌ مِثـْـلها *** بذا يُتقِنُ الفهمَ مَنْ يَفهـَمُ

تجسّدَ مِنْ صُلبها كائِناً *** نقيّاً هنيئاً لمَنْ يعلمُ

ليشغـَلَ كرسيّ داودَ في *** يَهُوْذا وأورَشـَلِيمُ دَمُ

بأطفالها أمسِِ واليومَ لا *** يُكـَفّ النزيفُ بما يُؤلِمُ

على بيت لحْمَ سَمَتْ نجمة ٌ *** تضوءُ بها الشمسُ والأنجُمُ

يُقاسي المجوسُ خـُطىً نحْوها *** من الشرق أمّـُوا ولمْ يَوهَموا

تحارُ الملوكُ وتختصِمُ *** صروحُ الممالكِ تنهدمُ

يعـِزّ أمانٌ على أهلِهِ *** ويَغنـَمُ ذاك الذي يَسْـلـَمُ

وقد خان مملكة ً وعْـيُها *** بمُنـْـتـَظـَرٍ هُوَ ذا يَقـْدُمُ

بمقدمِهِ اٌنقسمتْ وغـوَتْ *** وتأريخها بات ينقسمُ

يُحاميهِ بارّ لهُ كـَأبٍ *** ويَستبعـِدُ الشّـكّ مَنْ يَرجُمُ

سعى لخطيبتِهِ واٌبنها *** بمِصْرَ لتنقضيَ الإزَمُ

فمِنْ مِصْرَ يُدعى اٌبنُ ربّ السّما *** وربّ الورى المَلِكُ الأعظمُ

سلاماً من القلب يا مريمُ *** عليكِ وقلبيَ يضطرمُ

بنار المحبّة منْ أصْـلِها *** فإنّ المحبّة لا تـُكتـَمُ

هي الكلماتُ مُخـَبّأة ٌ *** يقصّرُ لو ضمّها مُعْجَمُ

بكِ المُعجـِزاتُ اٌبتدتْ أوّلَاً *** بـِقانا الجليل سرى البَلسَمُ

ليصحوَ مَنْ غـَطّ في سَكـَرٍ *** وينجوَ مَنْ شـَحْمُهُ وَرَمُ

ويُبصِرَ أعمى البصيرة في *** زمانٍ مضى والفضا مُعْـتـِمُ

ويُلقيَ عُكـّازهُ مُقعَدٌ *** وينطقَ بالنـّعْمة الأبكمُ

أما أنتنـَتْ جُـثـّة ٌ في الثــّرى *** لـَعَازَرُ قامَ كما النـّوّمُ

وأيّ اٌفتخارٍ لمُفتخـِرٍ *** بغـَير الصّليب الذي يَصِمُ

وأيّ فداءٍ بدون دمٍ … وأيّ خـلاصٍ لمَنْ يندَمُ

لقد جادَ ربّ العبادِ بهِ *** بشخصٍ هو الأطهَرُ الأكرمُ

لأنّ الأنامَ بأقداسهمْ *** خطاة ٌ جميعاً بما قدّموا

فلا يُفتدى أحدٌ بسوى *** مثيلٍ لهُ إنـّما التوأمُ

من النـّفـْس والروح والعقل بلْ *** يَفي بالعلامة مَنْ يبصُمُ

فـبان الطريقُ وحان الهُدى *** وكان المسيح الذي يَخدِمُ

ومنْ شاءَ أنْ يُصطفى سيّداً *** يكـُنْ خادماً حولهُ خـَدَمُ

وكمْ خدمة أسدِيَتْ دونما *** مُقابلها وَهْو لا يلزمُ

مُبارَكـَة ٌ أنتِ يا مريمُ *** مُطوّبَة ُ الجيل والنـّغـَمُ

شفيعتـُهُ البـِكـْرُ مهما نما *** ومهما تجاهَلَ مُستـَلئِمُ

أجَبْتِ الحوائجَ من سائلٍ *** ولو لمْ يَسَلـْكِ ولو يَكظِمُ

ونجّيتِهِ مِنْ عيون العِدى *** وساح الوغى والرّدى مُفحِمُ

فصاغ لكِ الشـِّعْرَ لمْ يُلقِهِ *** أقلّ من الشّأن ما ينظِمُ

تغارُ الحبيبة لو عَلِمَتْ *** مِنِ اٌمرأةٍ رَاحَ يستـَـلـْهـِمُ

وأمّا عليكِ فلا إنـّما *** تمنـّتْ مع النـّظـْم لو يَرسُمُ

بصورتـِكِ اٌمتلأ البيتُ مِنْ *** ضياءٍ ومنْ دُونِها يُظلِمُ

وفي يدِكِ الطـِّفـْـلُ مَنْ ذا يرى *** ولا يتبارَكُ بلْ يَنـْعَمُ

بما بَذلَ الإبنُ من أجْـلِهِ *** فطـُرّاً تـُسَبـّحُهُ الأمَمُ

مُجاهِدة ٌ أنتِ يا مريمُ *** مكابدة ُ الحُزن لا تسأمُ

بحُريّةٍ قلتِ يوماً بلى *** أنا أمَة الرّبّ والمَوسِمُ

وحُريّة المرأة اٌستـُهدِفتْ *** ومِنْ جنسِكِ اليومَ مَنْ تـُعدَمُ

على عَجَلٍ أو ببطءٍ فما *** سواكِ بمطلبها أعْـلـَمُ

أغـِيثي التي ترتجي مخرجاً *** من البؤس فالمرء لا يَرحَمُ

وبين الرّجال اٌنزوتْ طيْبة ٌ *** ولكنّ بعضـَهُمُ مُجرمُ

يـُجافي المساواة َ قاموسُهُ *** على أنـّهُ الخصمُ والحَكـَمُ

وأنّ على الزّوج حَمْـلَ الْأذى *** إلى أبد الدّهر تستسـلِمُ

سيأتي بعونِكِ يا مريمُ *** زمانٌ لنصْـرتها يُحسَمُ

وأنّ الأنوثة قوّامة ٌ *** وعنفَ الرجولة ينهزمُ

بعقـلٍ يزيّنُ مجتمعاً *** يميّزُ عدلَاً ولا يُرغِمُ

ليرجعَ حقّ إلى دارهِ *** وينكسرَ القيْدُ لا المِعصَمُ

_____________________


* تنويه: أجيز لجميع الكنائس ترنيم أيّ مقطع منها لمجد ربّ المجد




#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 12
- سونيتا: سأدّعي النبوّة
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- خامساً وأخيراً
- ززز
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- رابعاً
- مِنْ وَحْي اٌضطهاد الأقلّيّات
- عاش الزعيم عبد الكريم
- لَا يُفتِ رسولُكَ بالجنّهْ
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثالثاً
- قالتْ إنّي أعشقُ كُفري
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثانياً
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- أوّلاً
- والقمر إذا خسَف
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني- 3 من 3
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني- 2 من 3
- شكراً أختنا العلمانيّة د. وفاء سلطان
- من وحي حوار مع د. وفاء سلطان
- كذِبتَ فلا تقلْ كذِبَ الرّصافي
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني وجلدهما في الحدي ...
- ردّاً على فقيه ولو على مضض


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - سمفونيّة مريم العذراء