رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 20:49
المحور:
الادب والفن
عبر صور وإيحاءات متنوعة الأبعاد والزوايا، وخطابية شاملة أو موجهة، وبانسيابية شعرية متفردة ومفردات متداولة أو استثنائية، جاء قصيدُ الجواهري، والتنويري المحرّض منه بشكل رئيس، ليرسخَ، وبكل عمق، في أمزجة وعقول ناسه، وقل أفئدتهم ولا تخف... ومن بينها، قصيدة "تنويمة الجياع" التي نشرها عام 1947، بمطلعها الذائع الصيت:
نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام ِ
نامي فان لـم تشبعي من يقظة.... فمن المـنام
والقصيدة هذه، وربما هي الأكثر شعبية لدى مواطني الشاعر الخالد - إلى جانب رديفتها أي طرطرا - تتجاوز المئة بيت، باثنين، وقد راحت بأسلوبها الباهر تستنهض الجماهير، وتحثّها للانتفاض على الظلم الاجتماعي، والجور السلطوي، والتقاليد الموروثة البالية، على الرغم من ان تأطيرها جاء ساخراً، وربما على نهج ان "شر البليّة ما يضحك"... ولكنه ضحك يستفز المشاعر والأحاسيس لينهضها من سبات هنا وتردد هناك، ولينال من أولئك الحاكمين بأمرهم حقاً، أو بأمر أسياد آخرين، ظلماً وتجاوزاً على حقوق الشعب وحرياته وتطلعاته:
نامي فان الوحدة العصماء تطـلب ان تنامي
ان الحماقة ان تشقي بالنهوض عصا الوئام
نامي فان صلاح امر فاسـدٍ في ان تنامي
وإذ يطول الحديث والكتابة عن هذه الميمية الجواهرية العامرة، الرحيبة بمضامينها وأبيات قصيدها، من نقاد ومتابعي أدب حقيقيين، لا زائفين وأدعياء، نختار هنا مقطعاً من دراسة تفصيليةصدرت عام 1988 للمتخصص والأكاديمي الفلسطيني البارز، الدكتور سليمان جبران بشأن القصيدة عام 1988 ومما جاء فيها:
ان الجواهري في هذه القصيدة بالذات، بالإضافة إلى مواقف أخرى في غيرها من القصائد، تكشف بوضوح ان الشاعر يقف "مرشداً" أو "حادياً" يغني قافلة المناضلين... وفي الأكثر فهو "
أحد الناهضين" القلة الذين لا يخشون تبعات النضال، ويظلون هدفاً للرماة.
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟