أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضى وديع خليل - ألم يمل العرب الوقوف عند مرحلتى وصف المرض و تشخيصه؟















المزيد.....

ألم يمل العرب الوقوف عند مرحلتى وصف المرض و تشخيصه؟


راضى وديع خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 23:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يواجه عالمنا العربى اليوم مأزقاً ربما لم يتعرض لمثله فى المراحل السابقه من مسيرة البشريه,فالعالم من حوله يموج بالحركه و التغير بل و الصراع المحموم,
فالمتفوق(الولايات المتحده مثالاً) يسعى جاهدا للحفاظ على مسافة السبق التى تبعده عن أقرب منافسيه(اليابـان و الاتحاد الأوربى) اللذان يحرصان كل الحرص على ألا تتسع المسافه التى تفصلهما عن المتفوق إن لم يعملا على تقليصها-رغم كونهما حلفاؤه-,و لا يقتصر صراع الصداره بين هؤلاء,بل تلهث أمم أخرى(الصين مثالا) ثم( الهند والنمور الآسيويه)خلف هؤلاء بلا هواده.

فهل يعمل العرب على أن يكون لهم مكان وسط هذا الجمع الكريم؟,أم أنهم قد استسلموا لمصيرهم البائس و عاونوا بتقاعسهم و استاتيكيتهم و نزوعهم الى الإغراق فى الغيبيات مَن لا يريد لهم الخير و العزه و القوه و النهوض؟

الواقع يشير الى أن أمما أخرى ما زالت تجاهد ليكون لها مكان تحت الشمس,و لو باتباع طرق قد لا تؤدى للنتيجه المرجوه(كوريا الشماليه و ايران مثالا),و لكن هؤلاء يتميزون عنا بالديناميكيه و الحيويه.

أما نحن العرب ,فان قادتنا المتعاقبون قد هيأوا–عن قصد أو كيد أو غفله-البيئه المناسبه لأعدائنا لأن يعبثوا ببلادنا كيف شاءت لهم أهواءهم و كيف اقتضت مصالحهم,و ذلك بالانقسام على أنفسنا والوأد المستمر لكل محاولات الوحده و التكامل بيننا,وتضييع المتاح من الفرص الجيده , و الركض خلف الحسابات الخاطئه و عشق الاستبداد و المغامرات الفاشله.

رغم تعدد أعراق و تباين ثقافات شعوبنا العربيه,إلا أن شفرة واحده قد صهرت تلك الأعراق و الثقافات فى بوتقه واحده ,هذه الشفره هى الأصوليه الإسلاميه التى إكتسى بصبغتها حتى غير المسلمين الذين احتد ت ردود أفعالهم فى مواجهة اصرار الأغلبيه الكاسحه من المسلمين على فرض السياده على المغايرين من خلال فرض موروثهم الثقافي ,مما نتج عنه إبتلاع هوياتهم و فقدانهم الكثير من الحقوق كمواطنين عرب.

أما عن قيام النخبه من المثقفين العرب بالدور المنوط بهم فى التوعيه و التنوير و اقتراح البدائل و الحلول لمشاكل المجتمع العربي,فحدث و لا حرج عن انقسامهم بين مُنَظِّر لاستبداد الحاكم جلبا للمنافع أو درءا للايذاء,و مرتمى فى أحضان تيارات الاسلام السياسى ركوباً للموجه متفانياً فى خدمة أغراضها و التدليس على العامه بالظهور فى ثوب المدافع عن الحقوق.أما المخلصون من صفوة مثقفينا فقد آثروا السلامه بإلإعتكاف و الغياب عن الساحه تفاديا من التنكيل بهم إذا أبرزوا للناس الصوره الحقيقيه للمستبد(الزعيم السياسى أو الدينى)أو قدموا الحلول و أرشدوا الشعوب لطريق الخلاص ثم النهوض.و الخلاصه المحبطه:هى أن جميع الراقصين على المسرح من المثقفين و أدعياء الثقافه لا يتجاوز حديثهم و مقالاتهم مرحلتى الوصف الملتبس و التشخيص المضلل لأمراض مجتمعاتنا العربيه,أما مرحلة وصف العلاج فلا يتطرق لها أحدهم.

كيف يتغلب أولى الألباب على مشاكلهم و يجدون لها الحلول المبتكره؟

ظهرت منذ سنوات العديد من الاصطلاحات و المفاهيم و طرق التفكير الإبداعى,سوف يقتصر عرضى اليوم على أحداها :-


العصف الذهنى:

هى استراتيجيه تضم العديد من الأساليب لتحفيز التفكير الابتكارى المفجر لطاقات العقل و الخيال الكامنه فى الانسان من خلال طرح مشكلة ما على مجموعه من الناس فى مكان يوفر لهم مناخا مريحا للأعصاب,ثم يحثهم قائدهم على إعمال عقولهم و خيالهم بحريه كامله بغية التوصل لكل حل أو علاج ممكن لتلك المشكله موضوع العصف فى غضون وقت محدد,مع التنبيه العام على المجموعه بعدم اعتراض أىِِ عضو لزميله أو سخريته منه لطرحه حلاً غريباً أو مضحكا أثناء جلسة العصف الذهنى,و ذلك حتى يتوفر للقائد أكبر كم من الحلول للمشكله يمكن له عرضه على الجهه صاحبة المصلحه,ثم يأتى دور التقييم للحلول و اختبار قابليتها للتطبيق العملى ,مع امكانية المزج بين أكثر من حل أو تطوير أمثل الحلول.

أهداف جلسات العصف الذهنى:
(1) حل المشكلات بطرق غير تقليديه, بل إبداعيه .
(2) خلق المشكلات أو الأزمات للخصم .
(3) التوصل لمشاريع و خطط جديده,أو إيجاد مشكلات جديده للخصم .
(4) تحفيز وتدريب تفكير وإبداع المتدربين و المشاركين فى الجلسات.

مراحل عملية العصف الذهنى:
1 ـ مرحلة صياغة المشكلة :يقوم القائد لجلسات العصف الذهني بطرح المشكلة على أفراد المجموعه المشاركه وشرح أبعادها وطرح بعض الحقائق حولها بغرض تقديمها للمشاركين.
2 ـ مرحلة بلورة المشكلة :يقوم القائد بتحديد دقيق للمشكلة وذلك بإعادة صياغتها من خلال مجموعة تساؤلات مثل:ما هي الآثار المترتبة على الكرة الأرضية إذا استمر التلوث بهذا المعدل؟أو,: كيف يمكن البحث عن بدائل جديدة لمصادر طاقة غير ملوثة؟ فإعادة الصياغة قد تقدم مؤشرات للحل.
3 ـ العصف الذهني لواحدة أو أكثر من عبارات المشكلة التي تمت بلورتها :تعتبر هذه الخطوة مهمة لجلسة العصف الذهني حيث يتم من خلالها إثارة فيض حر من الأفكار، وتتم هذه الخطوة مع مراعاة الجوانب التالية :
أ – عقد جلسة تنشيطية للمتابعه و تأكيد و تعميق الأفكار والاستنتاج منها أو تطويرها.
ب – عرض لمبادئ العصف الذهني(تجنب النقد-حرية التفكير-عنصر الكم-تعميق الفكر)
ج – استقبال الأفكار المطروحة حتى لو كانت شاذه .
د – تدوين جميع الأفكار وعرضها ( الحلول المقترحة للمشكلة ) .
هـ – قد يحدث أن يشعر بعض المشاركين بالإحباط أو الملل، ويجب التغلب على ذلك .
4 ـ تقويم الأفكار التي تم التوصل إليها :تتصف جلسات العصف الذهني بأنها تؤدي إلى توليد عدد كبير من الأفكار المطروحة حول مشكلة ما،ومن هنا تظهر أهمية تقويم هذه الأفكار لانتقاء القليل منها لوضعه موضع التنفيذ.

أعتقد جازما أن شيوع استراتيجية العصف الذهنى فى وطننا العربى و الأخذ بأسـاليبها المختلفه و المتنوعه و التى بدأها الأمريكيون بالتوصل الى 30 أسلوب,ثم طورها اليابانيون فوصلوا بها الى مئة أسلوب بما فيها الأساليب الأمريكيه,و تعميمها فى جامعاتنا و مدارسنا و مصانعنا و شركاتنا و كافة أنشطتنا التعليميه و الاقتصاديه,و عدم قصرها على أجهزة المخابرات أو حصرها فى نطاق شريحه اجتماعيه محدوده سوف يحقق طفره فترتقى أنماط تفكيرنا و ننجح فى التغلب على مشاكلنا السياسيه و الاقتصاديه ..و غيرها بما سوف يسهم فى المدى المنظور فى تخطى الأمه العربيه لأزمتها التاريخيه الراهنه و تطلعها الى اللحاق بمن سبقها من الأمم فى ركب التقدم التقنى و النماء الاقتصادى ,و ذلك اذا خلصت النوايا و صدقت العزائم.



#راضى_وديع_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نتوقف طويلا عند مرحلتى وصف المرض و تشخيصه؟
- هل ينتمى الاخوان (عقليا) للفكر الغربى, و(عاطفيا) لفكر ابن تي ...
- الانتماء العقلى و الانتماء العاطفى - دراسه للأسباب و النتائج
- حكايات الطيِّبَه - قصه قصيره
- جريمه هاتفيه - قصه قصيره
- سائق القطار - قصه قصيره
- أسئله تحير عقلى و تؤرق ضميرى


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضى وديع خليل - ألم يمل العرب الوقوف عند مرحلتى وصف المرض و تشخيصه؟