انانا الأمير
الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 16:01
المحور:
الادب والفن
كانت على منبر الشّعر قصيدة أنثى ، وما كنت ُبين الحضور إلا رجلا خاض غمار مئة حب وحرب وسجن .. وكثير من الهزائم ؛ آخرها كف ٌ هزمتها رصاصة ..!
كان الشّعر يحتفل على منبر ذاك المهرجان ...
وكنت ُ أعيش ُهزيمتي الأخيرة ، وتعيش ُ حكاية " وجعٌ أولُ " أسمع صداه يتردد بين حروف قصيدتها .. فأتلاشى مع بوحها الخجل ، وأنا المقسم على هجر أي عطر لشاعرة يشعلني ، ويضم حرفا من حروف .. الهزيمة ، ألم يعد الحب هزيمتنا الكبرى !؟
- أحسنت ِ
رددتها أجزائي بصمت حين أنشدت ْ:
ينبئني أني أميرة أفراحه وأشبه وقت الحب ِّ لحنا لبغداديِ
إنّها أنثى من عينين تفيضان خجلا ، وشفتين أناديهما لقبلة حتى ينفطر لوح الصّلصال في َّ منذ الأزل وإلى .. الأزل !
غريب أنّي تماهيت في صمتي بلوح الصلصال ؛ لأجدني تشدني بخفر :
كأسطورة في لوح طين يضمني ... أعيش الخلود والزّقورات شاهدي
إنّها أنثى الزّقورة ، لا ريب في ذلك ؛ تلك التي ترتدي ثياب كاهنة ليلا ، وتلقى حبيبها خلسة .. بوردتين تنبتان حديث أكف ٍ أربعة ... وما من غياب لكف ٍ خطفته رصاصة ..!
وحين هَبَطَتْ عن المنبر ؛ لم تلتفت ْإلي ّ إلا في أمنيتي ، غابتْ بين طيات قميصي .. ومارأتني
******
تحاشيت عينيه بارتباك لم يُخف َعن قلبي ؛ هو الذي اعتزل منابر الشعر وما عاد يصافح الجمهور إلا من وراء .. كتاب .
هو بشعره الأشيب ، وصوته الذي أحفظه كدّقات مطر أول ، ولون حبره الذي بلون أحزان الوطن ؛ قد فرض طوقا من أهدابه على المنبر ..حيث أُسِرْت .
وبينما كان يميل بجلسته نحو اليمين مسندا ذقنه على أنامله التي أخضعت القلم ..فصدح وصرَّح وباح .. وبكى ، كانت عيناه تتسلل بين بياض أوراقي ، تفتش عن سر " وجع أول " أعلَنَتْه مقاطع القصيدة ...!
وحين هبطت ُ عن المنبر ، لم يلتَفِت ْ إليّ إلا في مخيلتي ، غبت بين طيات قميصه .. وما أحسَّ بي ...
انانا الأمير
كاتبة من العراق
#انانا_الأمير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟