|
مجلس محافظة نينوى نزعة جديدة للتمرد والانقلاب
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 10:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سبق أن أكدنا في عدة مقالات سابقة عن الموقف المشبوه لقائمة السيد أثيل النجيفي التي حصدت الأكثرية في انتخابات مجالس المحافظات السابقة وبدأت تنهجا نهجا دكتاتوريا لا يختلف عن النهج الشوفيني لنظام البعث البائد لأن هؤلاء معروفون بانتمائهم البعثي وتعصبهم القومي الرامي لأحداث الفرقة في البلاد وجرها لحرب داخلية بين العرب والأكراد بعد أن فشل أسيادهم في الفتنة الطائفية التي ثبت أن ورائها البعث والقاعدة من خلال تحالفهم على تدمير العراق وأعادته للدكتاتورية البعثية واتخذت واجهات مختلفة لتمرير أفكارها تحت واجهات دينية وقومية متعصبة لا يبادلها التأييد إلا أنصار النظام البائد وأزلامه المتخفين ببراقع جديدة في تصور منهم أن الناس لا تعرف تاريخهم السابق وأن المساحيق لن تخفي وجههم القبيح،والعراقيون يعرفون من هو النجيفي ومن هو المطلق ومن هو الدايني ومن هو مشعان الجبوري وناصر الجنابي وغيرهم من النماذج التي تلفعت بأردية الوطنية وهي تخفي الغدر للعراق بإعادته للاستبداد والدكتاتورية وإعادة التسلط البعثي من جديد. وقائمة الحدباء كشفت عن وجهها وحقيقتها السافرة وأعلنت أنها ضد أي توجه ديمقراطي أو وطني وحاولت من خلال كثرتها بناء دولة بعثية داخل الدولة العراقية متجاوزة في ذلك أعراف الديمقراطية التوافقية المتفق عليها في العراق،مصرة على تهميش الآخرين وعدم السماح لهم بالتعبير عن وجهات نظرهم من خلال هيمنتها المطلقة على الوظائف التنفيذية ومحاولة إغفال الرأي الآخر في المجلس التشريعي لحصولها على الأكثرية ولأنها تربية بعثية قومية متعصبة تناست أن جوهر الديمقراطية هو احترام رأي الأقلية ناهيك عن أن هذه الأقلية تمثل قومية ثانية في العراق عانت من أسيادهم البعثيين والشوفونين القوميين الكثير وأن فترة حكمهم المقيتة جرت البلاد الى محارق أودت بالأخضر واليابس وأدت الى الزلزال الكبير الذي جلب لبلدنا الاحتلال الأمريكي،بسبب التصرفات الهوجاء للبعث الساقط. ورغم المفاوضات والوساطات الكثيرة لجميع الأطراف العراقية إلا إن الفكر الصدامي المتجذر في عقليتهم المتغطرسة جعلهم يرفضون ألتوصل لأي أتفاق معتبرين الكرد أعداء لهم محاولين أذكاء نار التفرقة والعداء بين القوميتين مما دفع الكرد الى إعلان الانسلاخ عن حكومة نينوى المتغطرسة والتهديد بإضافة المدن التي يسكنها الأكراد الى إقليم كردستان وعدم السماح لسلطة نينوى بالتدخل أو إصدار الأوامر وكان ما كان من قيام محافظ نينوى في بادرة لإثارة الفتنة بمحاولة الذهاب الى الأقضية والنواحي الكردية واحتلالها بالقوة إلا أنه أضطر للفرار خاسئا بعد اصطدامه بالقوات الكردية الموجودة لحمايتها. ولهذه الهيمنة فقد تنفست القاعدة الصعداء ،وانتشى البعثيون بالنصر فعادوا الى الواجهة في المحافظة وازدادت العمليات الإرهابية فيها بسبب التواطؤ الأمني مع الإرهابيين والبعثيين مما دفع الحكومة المركزية الى إرسال قوة عسكرية من بغداد لإلقاء القبض على إرهابي القاعدة،وبقايا البعثيين الذين يمارسون نشاطهم التنظيمي علنا تحت حماية كاملة من حكومتها المحلية،ولكون الهجوم كان مفاجئا ومخطط له بشكل جيد لم يعطي المجال لتهريبهم أو نقلهم الى أماكن آمنة فقد ثارت ثائرة السيد أثيل النجيفي ومجلس المحافظة الذي ندد بالاعتقالات على لسان رئيس اللجنة الأمنية مبينا أن " معلوماتنا التي تم استقصاؤها من أهالي المعتقلين ومن المجتمع الموصلي الذي يعرف بعض عوائلهم وعشائرهم تؤكد أن لا وجود بين المعتقلين لمن يقومون بعمليات إرهابية أو أنهم من فلول النظام السابق»، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة الموصل أن «عمليات الاعتقال ما زالت مستمرة، وهي تتم في أوقات الليل وساعات الفجر، وأن هذه العمليات قد أحدثت قلقا بين أهالي الموصل وأربكت الوضع الأمني الذي بدأ يتحسن في المدينة."وأن المجلس أتخذ قرارا بالإجماع على رفض تسيير قوات مشتركة للحفاظ على الأمن في المحافظة متناسيا أن المجلس الجديد فاقد للأهلية بسبب انسحاب أعضاء المكون الثاني بالمحافظة منه،وأن انفراد العرب لوحدهم باتخاذ القرارات يعني عدم شرعية هذه القرارات لافتقارها الى الإجماع العام . ولا أدري كيف يحق للسيد النجيفي الانفراد بتقرير مصير محافظة وبناء سياستها العامة دون استشارة شركائه فيها وهم مكون له أثره وتأثيره في العملية السياسية وأن الأكراد لو أرادوا قادرين على سلخ المدن الكردية من المحافظة وأضافتها الى إقليم كردستان ولن يكون بمقدوره استعادتها بالقوة لأن إمكانات المحافظة لا تؤهلها لشن حرب صدامية جديدة في ظل حكومة تلتزم بالتعددية وكون الأكراد قوة فاعلة في الحكومة المركزية وقوة مؤثرة على حدود نينوى. أن الغطرسة التي تؤخذ بها مثل هذه القرارات لا تخدم العراق أو تسعى لوحدته وبنائه وإنما تصب في خدمة الأجندات الخارجية ومنفعة القوى البعثية التي لا تتمنى للعراق الخير والتقدم ،وان الماضي قد ولى ولن يعود العهد القديم الذي بني على التفرقة العنصرية وحكم الأقلية القروية،وان ما زرعه البعث في العراق قد مات بموت المقبور صدام حسين ولن يعود العراق لحكم الموصليين أو التكارتة أو غيرهم من أبناء القرى ورعاة الأغنام. وفي الصدد ذاته فقد "صرح قائد صحوة الجزيرة بالموصل، الخميس، إن مجاميع من حزب البعث المنحل وتنظيم القاعدة تسيطر على الحكومة المحلية في محافظة نينوى،وأضاف الشيخ علي مليح الزوبعي خلال مؤتمر للعشائر نظم اليوم (الخميس) في قضاء تلعفر (60 كم شمال غرب الموصل) أن الحكومة المحلية في محافظة نينوى “خاضعة لسيطرة مجاميع من حزب البعث المنحل وتنظيم القاعدة”، مضيفا “ذُكرت هذا الأمر لرئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائي به مؤخراً واقترحتُ تشكيل مجالس إسناد وصحوات للإسهام في حفظ الأمن والنظام في مختلف مناطق المحافظة”. وأوضح الزوبعي في كلمة له بالمؤتمر الذي حضرته وكالة (أصوات العراق) أن أغلب أعضاء مجلس محافظة نينوى “مملوكين وليست لهم إرادة في التصرف ولا بدّ من فعل شيء إزاء ذلك”، حسب تعبيره". فيما ذكر الناطق بأسم الحكومة العراقية أن من بين المعتقلين أربعة وزراء في جمهورية العراق الإسلامية وقادة بعثيين وأمنيين ارتكبوا جرائم بحق العراقيين فهل هناك أكثر من هذه الأدلة على التوجه ألبعثي لجمهورية نينوى النجيفية.
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقاسموها بيناتهم
-
(همهمات صاخبة)
-
أما آن لمعاناة المفصولين السياسيين أن تنتهي
-
غياب النواب هل ورائه أسباب
-
وفاء عبد الرزاق لغة جديدة في الشعر الشعبي
-
الدائرة الواحدة ضمان لتمثيل العراقيين
-
خان جغان
-
قيم الرقاع من ديرة عفك
-
طلاسم أبي ماضي وطلاسم حسين قاسم
-
نداء الى الشيوعيين العراقيين
-
وزير الثقافة الإيراني: إرسال بعض المنتجات الثقافية الإيرانية
...
-
مع من يتحالف الشيوعيين
-
حضر المعلف قبل الحصان
-
صالح المطلك وذيل الكلب
-
لماذا العجلة في أجراء الانتخابات
-
أين هي النزاهة يا مفوضية انتخابات
-
شتان بين الذئب والحمل الوديع
-
ما يستحقه الصحفيون أكثر من هذا
-
عبد الله محمد الشلال-أبو مثنى-..وداعا
-
من وراء قتل كامل شياع
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|