|
الحيوانات الزميلة
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 00:24
المحور:
كتابات ساخرة
الجراذين من القوارض التي تستهلك سنويا من غذاء الإنسان ما يكفي لإطعام 200مليون شخص . وحاجة الجرذ الواحد من الطعام 40باوند سنويا ومن الخطأ الجازم في الإحصائيات السكانية تجاوز أعداد الحشرات والحيوانات فإذا إعتبرنا أن دولة ما عدد سكانها 5ملايين نسمه فإنه بمقابل ذلك علينا أن نضيف إلى هذا الرقم ضعفه أو أكثر من ضعفه بمرتين أي 12مليون نسمه للدولة التي يبلغ عدد سكانها 5ملايين نسمة مع الإنسان والأبقار والدواجن والحشرات . إن ما يستهلكه الدجاج من غذاء يوميا يعادل ما يستهلكه الإنسان كلفة أو من ناحية الكم وليس الكلفة .
وإعلان الحرب على الحيوانات والحشرات التي تهدد الأمن الغذائي للإنسان فيه نوع من خداع الإنسان للطبيعة حيث يبدو في النهاية أن الخداع ليس للطبيعة بل للإنسان إذ أن الإنسان أي المواطن لا يمكن أن يستغني عن الحيوانات فهي مهمة جداً للمواطن وللحكومة بحيث تستعمل الحيوانات كعدو طبيعي لبعضها البعض , فهم من ناحية شركاء الإنسان وزملاءه في الغذاء أمر طبيعي ولا يمكن مقاومة تلك الشراكة أو إنهائها , ويستفيد الإنسان من الطيور التي تأكل بعض الحشرات الضارة بالمزروعات بنفس الوقت الذي تقدم فيه الطيور صلاة الشكر للذي يزرع الحقول بالحبوب والبقوليات.
فيجب التسليم بأن الحمير والبقر والكلاب والأفاعي تشاركني في غذائي بالإكراه وليس بالرضى يعني سواء وافقت أم أبيت فإن تلك الكلاب تشاركني في غذائي بل وغالباً ما تأكل أكثر مني ومن أولادي.
الحيوانات الزميلة للإنسان تساعد الإنسان في تمكينه من فرض نظام الحماية بحيث يكونُ نباح الكلاب مانعاً لدخول الغرباء إلى البيوت أما الكلاب العربية الزميلة فإنها تساعد الدخلاء الذين يسرقون قوت المواطن العربي , الكلاب البرجوازية والتي تلبس في أعناقها سلاسل ذهبية تعادل من حيث الغذاء ما يكفي لإشباع عشر عوائل (عائلات) وهنالك شاب عربي عرفته منذ في إحدى الأزمات وكان لا يملك ثمن دبلة ذهب لخطيبته في نفس الوقت الذي قرأ فيه عن عائلة أضاعت كلبها وبجيده سلسلة ذهبية تعادل تقريباً ما يكفي لخطبة عشر عرائس أردنية.
الحيوانات الزميلة التي نحترمها نجدُ أنها لا تحترمنا ولا تحترم مشاعرنا بنفس الوقت الذي نراعي فيه مشاعرها الرقيقة.
وإن تزايد الحيوانات بنسبة (أُسية) يزيد من مخاطر نجاح عمليات الإجهاظ أو وضع موانع الحمل في طعامها , وما العيب أن تستعمل الكلاب والحمير العربية العزل بينها وبين إناثها ؟
لستُ أدري هنا أين تكمن المشكلة فكل الدول المتقدمة اليوم تستعمل الكبابيت (الكلدوم) والعزل والموانع لحيواناتها ولستُ أدري لما لا تستعمل الدول العربية موانع الحمل للحمير وللكلاب وللعجول وللتيوس في مواجهة الانفجار السكاني الحيواني بنسبة (أُسية). إن (التنبلة ) و(التيسنة) تنتشر بشكل غريب ومخزي.
وهنالك 40مليون كلب محترم مرخص يعيش كزميل وأليف مع عائلات محترمة في الولايات المتحدة الأمريكية وهي أكبر بلد في العالم يحترم الكلاب والقطط فيها وهنالك أيضا 25مليون كلب ضال بلا مأوى يعيش على أطراف أسوار المنازل والحدائق وإن لم يكن محسوب حسابهم في الأكل والشرب فإنها تستهلك عوضا عن ذلك النفايات المنزلية وغير المنزلية .
وعدد مواليد القطط يبلغ 70,000الف قط وكلب جديدة في كل يوم تعتبر زميلة للإنسان الأمريكي , أي أن هنالك خطر الانفجار السكاني الحيواني في مجتمع الحيوانات وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية استعمال موانع الحمل والخصي للإناث وللذكور وقد بدأوا يراعون هذه المسألة مسألة التنظيم الأُسري للحيوانات منذ تقريباً منتصف الثمانينيات .
والحيوانات العربية والحمير والبغال والحيتان تعيش على حساب سكان القرى الذين إذا تحولوا من العيش في مدن ومجتمعات مدنية فإن تلك الحيوانات وعلى رأسها الحيتان والكلاب ستموتُ حتماً من الجوع.
مش كل شعوب ودول العالم تحب أن تتخلص من كلابها فقط الصين هي التي تخلصت من كلابها نظراً لأن الكلب يأكل في اليوم ما يشبع (اثنين بني آدم). والكلب الصغير بختلف عن الكلب الكبير , وفي بلداننا العربية تعيش الكلاب عيشة طفيلية على حساب المساكين من أصحابها الذين يحرمون أبناءهم وأنفسهم من لحم الأبقار والطون من أجل اطعامها للكلاب الضالة.
فإذا كان الإنسان يقتل أخيه الإنسان في صراعه على الغذاء والأرض أفلا يعلن الحرب على الحيوانات الزميلة والأليفة والتي تنافسه على الغذاء ليلا ونهارا وسرا وعلنا ؟ إن الإنسان يصارع من أجل البقاء أخاه الإنسان ويضطر الآلاف من الآباء سنويا للإستغناء عن أبنائهم إذا تسببوا لهم بمخاسر مالية وبهذا يفقد الآباء أبوتهم بسبب عوامل الصراع والتنافس الحرة وغير الحرة فكيف سيصبرون على الحيوانات ؟
وهنالك كل يوم تقريباً أكثر من 70 مليون كلب عربي رضيع هؤلاء الكلاب مازالوا في طور النشوء والارتقاء ومن المحتمل أن يتطوروا في البحث من البحث عن الأطعمة إلى صناعتها من جلود البشر بدل صناعتها من جلود البقر.
والكلاب العربية في حالة انفجار سكاني اليوم , وهي تهدد المواطن العربي في محاولتها انشاء مستوطنات حيوانية , فالكلاب العربية لها خصوصية في المسكن والمشرب تختلف عن خصوصية الكلاب الصينية والأمريكية والروسية الجميلة .
وعملية محاربة ومقاومة ظاهرة الانفجار السكاني للكلاب العربية لا يمكن أن تتم بصورة قليلة التكاليف فخصي إناث الكلاب أو الذكور أو إعطاءها حبوب منع (الكلبنه والحرمنه والسرسرة والولادة المتجددة) فظاهرة انتشار الكلبنه في تزايد مستمر والإناث يدفن الكلاب الآباء بنفس الوقت الذي يلدن فيه أكثر من مليون كلب كل سنه.
وتعتمدُ هذه الكلاب في طعامها وشرابها على مصارين الدجاج وجلود الأبقار, والتي يخشى من نفاذها وبالتالي تعودُ الكلابُ والضباع لتشكل من جديد تحالفات قوية ضد المواطن العربي فتدخل الحقول الزراعية وبيوت الفلاحين لتأكل الأطفال والصغار والكبار.
إن إشباع ملايين القطط والكلاب في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم فيها إهانة كبيرة للملايين الجياع في العالم وإهانة صارخة وتعدي على حقوق الإنسان في رغبته بالحصول على حياة كريمة تليق بمستواه الإنساني الرفيع كما تعيش الكلاب الأمريكية.
لقد كانت الكلاب العربية قبل تطور وسائل الإنتاج تدخل القرى الزراعية لتأكل أطعمة المواطن المنهوك وكانت لا تستحي من دخول المطابخ وإذا لم تجد شيئاً في المطابخ كانت تشمشم هنا وهناك لتصل مواقع النوم وتختطف الأطفال الكبار منهم والصغار.
إن الروح المعنوية المبثوثة في أرواح الكلاب اليوم تستمد طاقتها من روح ودماء المواطن العربي الحنون والعطوف على الحيوانات الأليفة فالحكومات العربية لا تهتم بأغذية الكلاب لأن المواطن هو الذي يمدُ الكلاب بالغذاء طواعية وتشاركه الحيوانات الأليفة في غذاءه دون أن يعترض عليها نظراً لأن امرأة دخلت النار بسبب هره م تدعها تأكل من حشائش الأرض لذلك يخاف المواطن العربي إذا حرم الكلاب والحيوانات الأليفة من طعامه. وتشارك الحيوانات الأليفة الإنسان في غذاءه بنسبة تقريباً 35% من قيمة مجموع ما ينتجه الإنسان من غذاء والقطة تأكل بحجم مواطن بالغ والكلب يأكل يوميا ما يأكله إنسانان .. والقط يأكل ما يأكله إنسان بالغ سن الرشد .
فهل من الممكن لنا أن نعتبرهم ضمن وصيةالمسيح والبابا أي : ضيوف على مائدة الرب؟. ولكن هؤلاء ضيوف مزعجون وأحيانا ضيوفنا على مائدة الرب يحملون أسلحة ضارة أي كما يقول المثل العربي العامي :(ضيف وبيده سيف).
إن الدعوة للرفق بالحيوان سوف تتراجع مستقبلا وخصوصا إذا فقدت العائلات قدرتها في الإنفاق العائلي على أبنائها الذكور منهم والإناث . وإعلان الحرب وخداع الطبيعة فيه نوع من خداع الإنسان لنفسه لأن هذه الحيوانات والحشرات ضارة ونافعة في آن واحدكما سنقرأ ذلك بعد قليل في الصين الشيوعية . هذا عدى البرد والصقيع والثلوج والحرارة والجفاف في كل دولالعالم والتي تعتبر أيضا سببا رئيسيا أو مشاركا رئيسيا للإنسان في غذاءه.
والحيوانات الأليفة تأكل سنويا ما يطعم 120مليون نسمه , الأمر الذي يدعونا للقلق على غذائنا وأن الحكومات حين تبدأ بمشاريع زراعية لا تحسب حساب الحيوانات الأليفة وغير الأليفة حتى الحشرات والتي تستهلك كما كبيرا من غذائنا لا تخطر ببالنا أنها تساهم بإستهلاك البروتين المغذي للإنسان . هذا عدى ملايين الدولارات التي تنفق سنويا على الدعاية والإعلان لأنواع الأغذية للكلاب في الصحف والمجلات والإعلام المرئي والمسموع والمقروء. وتهاجم الطيور والحيوانات مراكز الغذاء في الأراضي الزراعية وتتسبب بخسارة 25مليون دولارا أو 25%من قيمة الإنتاج العالمي للزراعة .
أما الديدان والحشرات فإنها تتسبب بخسارة 3,7بليون دولار سنويا حسب إحصائيات عام 1927م وهذا يعني اليوم 5أضعاف كل تلك الأرقام الواردة في هذا المقال . والهند تخسر سنويا نصف محصولها من الفاصوليا والقمح .وأكثر من بليونين من الجرذان في العالم ينافسان الإنسان على غذائه.
ولقدر قدر العلماء تعداد سكان العالم 4بلايين نسمه في حين أعتبروا 14بليونا يشاركون الإنسان غذاءه من حيوانات وحشرات ليصل التعداد إلى 18بليون نسمهوهو الرقم الحقيقي والذي يجب علينا عدم إخفاءه .
فحسب إحصائيات الثمانينيات من القرن المنصرم فإن عدد القطط والكلاب في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 100مليون قط وكلب ينفق على غذائها 5,4بليون دولار سنويا , في الوقت الذي تساهم به الولايات المتحدة الأمريكية بإطعام الدول الجائعة بما قيمته 25بيلون دولار في غضون عشرة سنوات . ويستهلك القط من طعام لحم الأبقار وخصوصا الكبد ما يقرب من 150باوندا سنويا . والكلب الأمريكي إبن الكلب يستهلك من اللحوم المشوية 275باوندا سنويا .
الطيور المهاجرة سنويا وفي كل فصل تتوقف في الأراضي الزراعية الشاسعة من أجل أن تشكر الإنسان على نعمة الثورة الزراعية. فتتوقف كثيرا لتأكل كثيرا من المحاصيل, والملايين من العصافير تهدد الزراعة الصينية وكذلك الأبقار تنافس الإنسان على الحبوب ويتم سنويا تحويل ملايين الأطنان من الحبوب إلى لحوم من أجل إطعام الأفواه المتعطشة للحوم العجول بينما يجوع ملايين من البشر جراء تدفق مثل تلك الحبوب من أمام مائدة الفقراء إلى موائد الأبقار والعجول .
وقد يأتي يومٌ تعتبرنا فيه الحيوانات أننا نحن ضيوف ثقال عليها ومتطفلون على نظامها الغذائي وقد تعقد مؤتمراً للتخلص منا ومن مشكلة مشاركتها في الغذاء والماء والهواء وقد يأتي يوم تعتبرنا الحيواناتُ فيه مصدراً لتلويث البيئة واستهلاك الطاقة.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كرم الضيافة
-
رؤية جديدة لعصا موسى1
-
رؤية جديدة لقصة يوسف1
-
موضوع يصلح لأي موضوع
-
حمير مكة وبعض حمير الدول العربية
-
أعرابي يدعي النبوة
-
التمسك بالأخلاق سبب من أسباب تخلفنا
-
من يتحدى القرآن فنياً؟
-
باسم الله الرحمان الرحيم
-
التطور الأخلاقي الجنسي
-
ملاحظات خادم مسجد
-
نقاش عام 2
-
شواذ سورة البقرة وإسلوب الحال
-
آلام الهوى
-
نقاش عام1
-
يا نانا
-
هل للمرأة حق في ثروة الزوج؟
-
الأبجدية 1
-
أعيدي خَلقي من جديد
-
شواذ سورة البقرة
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|