الحزب القائد والمجتمع السخرة

طالب كامل إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 00:24
المحور: كتابات ساخرة
    

المضحك المبكي في كثير من مواد الدستور السوري المعلّق, تلك التي تخصّ حقوق الإنسان العامة والخاصة والسياسية وتخصّ حقوق المرأة.
إلا أن المضحك أكثر من المبكي, وجود المادة الثامنة منه, والمتعلّقة بمكانة حزب البعث العربي الاشتراكي في الدولة والمجتمع.
في الفترة التي شهدت فيها سورية حركة سياسية نشطة, تميّزت بافرازات سياسية لقوى اقتصادية واجتماعية, كان حزب البعث يمشي الهوينا, يبحث عمن يأويه, ووجد ضالته في الأقليات الدينية "الطوائف العلوية والدرزية والإسماعيلية" فعرف آنذاك بحزب "عدس" اختصاراً ل" علوي درزي إسماعيلي" قبل أن يكون حزباً ثوريّاً بتوجه قومي اشتراكي..
ثم بدخول السياسة إلى المؤسسة العسكرية وصل البعث إلى الجيش ولم يخرج منه حتى الآن.
بعد سلسلة من المؤامرات والانشقاقات والتصفيات الداخلية والانقلابات, تم فرز مجموعة عسكرية استطاعت الوصول إلى السلطة تم اختصارهم جميعاً, ليستلم من كان يراقب الأحداث زمام الأمور, ولتغدو معه السلطة رهن يديه.
لقد أصبح الأسد الأول رئيساً للجمهورية, وأميناً عاماً للحزب, وقائداً أعلى للجيش والقوات المسلحة, والحاكم العرفي الأول, ومخلّصاً للطائفة العلوية التي ينتمي إليها, ومخلّصاً على الدولة والمجتمع..
في تلك الفترة وما تلاها, تحولت الثورة "الآذارية" إلى تماثيل برونزية وإسمنتية في كل شارع وحائط و"علّية" واختزلت الدولة إلى سلطة, والسلطة إلى فرد, وتحوّل الحزب القائد إلى خدمة القائد وتسخير المجتمع..
ولم تنته الافرازات والاختصارات وإعادة الاختصارات, ليستلم ابن القائد تلك التلّة من السلطة والتماثيل والسخرة, واستعداد نفس الطائفة لملء فراغ الدولة, وإطاحة خلايا المخبرين, مدفوعة الأجر وبلا أجر بما بقي من بعث وعروبة ومجتمع..
فلا حزب قائد لا في الدولة الطائفة ولا في مجتمع السخرة..
ولا أمة عربية لا واحدة ولا أكثر..
ولا خالدة ..باعتبار تمّ مصادرة سمة الخلود لمصلحة قائد سابق في الدولة والطائفة والمجتمع, ولاحق في جنان الخلود..

#طالب_كامل_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات