أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - طارق حربي مناضل اسمى من أن ينال منه المتقولون















المزيد.....

طارق حربي مناضل اسمى من أن ينال منه المتقولون


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2794 - 2009 / 10 / 9 - 23:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاول بعض المتطفلين على العمل السياسي الذي فتح أبوابه لهم على مصراعيه جورج بوش وجيوشه التي فسحت المجال امام كل من هب ودب ليتقول على المناضلين الذين قاوموا البعثفاشية الغاشمة وأُُجبروا على مغادرة الوطن إلى ألمنافي الصحراوية في معسكرات الإعتقال السعودية الفظة بعد ان ساهم نفر من هؤلاء المتطفلين اليوم على إفشال إنتفاضة آذار المجيدة في وطننا بالأمس من خلال تصرفاتهم الصبيانية وشعاراتهم الديماغوغية التي ساعدت البعثفاشية المقيتة على التصدي لهذا التحرك الجماهيري الواسع النطاق الذي كاد يطيح بالدكتاتورية . في هذا الوقت الذي ساهم فيه المناضل طارق حربي في هذا النضال الوطني المجيد والذي عانى بسببه ما عانى من ملاحقات ومنافي وحرمان وتضحيات ، كان بعض المتقولين الذين يحاولون النيل من هذا المناضل ينعمون بالدراسة على مقاعد الكليات العراقية التي لم تسمح البعثفاشية آنذاك بدخولها إلا لمن ترضى عنهم وتضعهم ضمن أصدقاءها أو ضمن الأشخاص الذين لا يكنون العداء للسلطة وحزبها وعصاباتها على أقل تقدير .
حينما يبرز هؤلاء اليوم متلبسين بزي الدين ليجعلوا أنفسهم من حماته وليضربوا على الأوتار العاطفية للجماهير التي أرهقها هؤلاء الأدعياء الذين ضربوا كل قيم الدين ومثله العليا عرض الحائط للسنوات الست ونيف الماضية حينما لم يساهموا ، من خلال تسلطهم السياسي على أمور البلاد والعباد ، على حل واحدة من المشاكل التي عانى منها الشعب العراقي خلال التسلط البعثفاشي المقيت . لقد إنصبت معظم جهودهم على ألإثراء الفاحش حتى نشروا بأعمالهم هذه أسوأ ظاهرة مرّ بها العراق في تاريخه الحديث جعلت وطننا يتبوأ المركز المتقدم في الفساد الإداري الذي تديره بكل همة ونشاط أحزاب هؤلاء الذين يحاولون اليوم ستر عوراتهم هذه بالتطاول على المناضلين ولبوس لباس الدين . فأين هم من تعاليم الدين الحقة إن كان الفساد ديدنهم والثراء الفاحش على حساب أيتام وأرامل إنتفاضة آذار هدفهم والكذب على الجماهير بوعودهم التي لا تنتهي منذ أكثر من ست سنوات برنامجهم .
محاولات النيل من المناضلين السقيمة هذه ، وآخرها الكلام البذيئ الذي تعرض له المناضل طارق حربي ، والذي ربطه السياسيون ألإيمانيون الجدد بالكحول والسكر والنبيذ وغير ذلك من الإسفاف في الحديث الذي لم يتوفر فيه اي ركن من أركان الحديث الرصين الموزون الذي يدل على الوزن النوعي لصاحبه حقاً وحقيقة ، حيث ان المثل يقول : وكل إناء بالذي فيه ينضح ، وإناء هؤلاء المتقولين على المناضلين لا يحوي إلا ما كثر من السباب وما زاد من التلفيقات التي لا يمكن أن تقاس بمقاسات النقاشات العلمية والآراء المفيدة التي يروم الوصول إليها كل نقاش هادف بناء ، إلا أن البون شاسع بين مفاهيم النقاش العلمي هذه والأفكار الجوفاء التي يرددها هؤلاء على الناس جاعلين من الدين ستاراً لهم ولكل تصرفاتهم التي عاشها الشعب العراقي طيلة السنين الست الماضية .
يجعلون أنفسهم وكلاء على الناس في كل صغيرة وكبيرة والله سبحانه وتعالى منع نبيه الكريم محمد (ص) أن يكون وكيلاً على تصرفات الناس وأعمالهم وكرر النبي ذلك على الناس في أكثر من مناسبة ، فأين هؤلاء الذين يدعون إلتزامهم بتعاليم الدين من أخلاق الرسول هذه وقيمه العليا...؟ بدأوا يصرخون بحملة إيمانية جديدة لمواصلة ما بدأت به البعثفاشية المقيتة وكلنا يعلم ما هي الأهداف التي كانت تريدها الدكتاتورية من حملتها الإيمانية ، وكلنا يعلم ايضاً ما هي أهداف الحملة الإيمانية الجديدة التي بدأت بالنيل من منظمات المجتمع المدني لتنتهي بالمناضلين الذين لم يتوانوا عن النقد الحاد لساسة ما بعد الإحتلال وفضح تصرفاتهم ومنابع إثرائهم .
يجعلون أنفسهم من المدافعين عن قبور آل البيت عليهم السلام جميعاً وهم ينتهكون مبادئ آل البيت .فأي عمل أوجب دينياً الإلتزام الحق بالمبادئ التي ينتفع منه الناس اليوم أو التبجح بالقول بالدفاع عن القبور....؟ مَن مِن هؤلاء المتقولين اليوم يعيش عيشة الكفاف التي عاشها أبو الفقراء علي إبن أبي طالب (ع) وهو في أعلى قمة السلطة السياسية ...؟ هل راجع هؤلاء انفسهم يوماً ما ليسألوها مِن أين لكِ هذا اليوم يا أيتها النفس التي لم تملكي شروى نقير بالأمس...؟ كم من المنكر مارسته أحزابهم التي تدعي التدين ومن خلالها هم أيضاً سواءً كان ذلك من خلال المقاولات السيئة الصيت أو من خلال سرقات أموال الدولة من ألأسود والأبيض والأصفر وكل الألوان الأخرى التي إحتوت على كل ما يتيح لإثراء من خلال سرقة المال العام ، أو من خلال رشاوى التعيينات ....والسلسلة تطول لهذه المنكرات ... فأين المبادئ التي نادى بها أهل البيت عليهم السلام والقاضية بالتصدي لكل ذلك إستناداً إلى المبدأ القائل : من رأى منكم منكراً فليغيره.......
إن التطاول على المناضلين هذا ما هو إلا عمل يراد منه إبعاد الجماهير عن هؤلاء المناضلين الذين وضعوا أصابعهم على جراح هذه الجماهير . الجراح التي ظلت تنزف من خلال القمع البعثفاشي المجرم لأربعة عقود من تاريخ العراق ، وبالرغم من ذلك ظلت هذه الجماهير تنتظر يوم الخلاص والتآم جروحها ، إلا أنها بدأت ، بعد سقوط البعثفاشية ، تعاني هذه المرة من جروح جديدة خلفتها عصابات أخذت تجوب الشوارع باسم الدين لتقتل هنا وتفتي هناك وتُشرد في منظقة أخرى وتسرق وتنهب في مكان آخر وتكذب على الناس في هذه المناسبة أو تلك ، هذه الجروح التي طالب ويطالب المناضلون المخلصون لمبادئهم الوطنية وهويتهم العراقية الخالصة التي لا تعرف الطائفية ولا المذهبية ولا العشائرية ولا القومية الشوفينية ، بعلاجها وإيقاف نزيفها من خلال البدء بإعمار ما خربته البعثفاشية المقيتة وذلك من خلال كل النشاطات التي يبذلونها في هذا المجال داخل وخارج الوطن ، والمناضل طارق حربي في مقدمتهم من خلال مواقعه الإعلامية سواءً في ناصرية نت سابقاً وفي موقع سومريون لاحقاً ومن خلال مؤلفاته النثرية والشعرية سواءً في العهد الدكتاتوري المقيت أو بعده . فأين الدخلاء على السياسة اليوم من هذا العَلَم العراقي الشامخ ومن مفردات نضاله التي ملأت صفحات ناصعة في تاريخ النضال الوطني العراقي الحديث.
كما ان التهديدات التي يطلقها هؤلاء الذين فقدوا المقدس ولجأوا إلى المسدس لا تنم إلا عن الإفلاس الفكري الذي يبدأ بالشتائم وببذيئ القول لينتهي بالتهديد الذي اصبح ديدنهم والصفة الملاصقة لكل تصرفاتهم التي خرجت عن تحكم المنطق وسيطرة العقل .
إن النصيحة التي يمكن ان نقدمها إلى هؤلاء بسيطة وخفيفة جداً وتتناسب والمستوى الفكري الذي يغرفون منه مفاهيمهم . نصيحتنا لهم أن يعلّموا أنفسهم أصول الدين الذي يتبجحون بالإنتماء إليه والدفاع عن مقدساته قبل ان يتهموا الأخرين بالتطاول على هذا الدين الذي لا يُخشى عليه إلا منهم أنفسهم ، كما أدرك ذلك المصلح الإجتماعي الكبير محمد عبده حينما قال :
ولكن ديناً قد أردت صلاحه ..........مخافة أن تقضي عليه العمائم
الدكتور صادق إطيمش






#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يُقيّم مَن ...؟
- صموئيل هنجنتون وانهيار نظرية السلفية الغربية
- وهل يمكن أن ننتظر غير ذلك من بعثفاشي كصالح المطلك.....؟
- في البدء كان الإرهاب أيضاً.....
- دكتاتورية ولاية الفقيه وأَعراب الكفر والنفاق ، بؤر الإرهاب ب ...
- نعيم التعددية وجحيم الأحادية القسم الثاني
- نعيم التعددية وجحيم الأحادية القسم ألأول
- لقطات من المهرجان الثقافي العراقي في برلين
- شموخ الثقافة العراقية في برلين
- أحزاب ألإسلام السياسي بالعراق .....قد فشلت وحان رحيلها
- هدية الشعب الكوردي إلى النائب البرلماني أسامة النجيفي
- واضربوهن....مرة أخرى / القسم الثاني
- واضربوهن....مرة أخرى / القسم الأول
- الفقهاء بين التيسير والتعسير
- إبن عربي رائد العلم الحديث
- نَفس عراقي أصيل يتهاوى أمامه الرقعاء
- النقاب ، ورقة خاسرة أخرى يلعبها الإسلام السياسي
- مِن هالمال....حَمل إجمال
- تخبط ملالي ولاية الفقيه
- أولُ غيث أكاذيب ولاية الفقيه


المزيد.....




- مستوطنون محتلون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك
- بابا جابلي بلون.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات الم ...
- باقري كني يؤكد على ضرورة وجود دور فاعل ومبتكر لمجموعة الدول ...
- روسيا: مقتل 15 شرطيا وكاهن إثر هجمات على كنائس أرثوذكسية وكن ...
- فيديو يرصد اللحظات الأولى لهجمات دامية على كنيس يهودي وكنيسة ...
- هجمات دامية تستهدف معابد يهودية وكنائس.. ماذا حدث في داغستا ...
- هوجم كنسيهم.. ماذا تعرف عن يهود داغستان؟
- داغستان الروسية تعلن حصيلة جديدة لضحايا هجمات إرهابية طالت ك ...
- إطلاق نار في داغستان ومهاجمة معبد يهودي وكنيستين
- فيديو يوثق الهجوم على كنيس يهودي في جمهورية داغستان الروسية ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - طارق حربي مناضل اسمى من أن ينال منه المتقولون