أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - اليومُ الأَغَرّ














المزيد.....

اليومُ الأَغَرّ


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 2794 - 2009 / 10 / 9 - 23:30
المحور: حقوق الانسان
    


الأول من تشرين أول من العام 2009، لن يكون يوماً عابراً في تاريخ الجولان وتاريخ مجدل شمس على وجه الخصوص. لقد فتّشت عن عنوان يناسب هذا اليوم، فلم أجد أفضل من تسميته باليوم الأغرّ.
والأغرُّ: الأبيض الحَسَن من كل شئ فإن الغرّة من كل شئ، أوله وأكرمه، والغرّة من الهلال: طلعته، ومن الرجل وجهه، والفرَسُ الغراء، هو الأبيض في جبينها، وكل ما بدا من ضوءٍ أو صبحٍ فقد بدت غرّته ومن القوم شريفهم وسيّدهم. والمؤنّث، غرّاء، فمن كانت من النساء غرّة فهى السيدة الشريفة.

هذا اليوم الأغرُّ الذي أُعلن فيه عن بدء التنفيذ الفعلي لمشروع أراضي الوقف والذي دام انتظاره تسع سنوات، كان بمثابة الخيط الدقيق الواهي الذي يفصل الليل عن النهار والظُلمةِ عن النور، لهذا حقَّ أن يكونَ اليوم الأغرّ، ولو فشل مُراد هذا اليوم لكان يوماً أمرّ.
ولن يكون شقُّ الطرقات في الجبال وبناء المساكن في المحاضِر، أقل أهمية من إعادة شقِّ طرق التواصل وبناء الثقة والمحبة بين أبناء هذا المجتمع في كلِ محضرٍ ومجلس.
ولو لم يكن خلف هذا اليوم الأغرّ، شيوخ ورجال وشباب ونساء غرّان، لما فُزنا في هذا اليوم ولا فاز بنا.
فـ على قدرِ أهلِِ العزمِ تأتي العزائمُ وتأتي على قدرِ الكِرامِ المكارِمُ

سوف يُخلَّد هذا اليوم الأغرّ في ذاكرة الأجيال القادمة، من أبناء وأحفاد مجدل شمس، وسيذكرون هذا اليوم المجيد كلّما رجعوا إلى بيوتهم وناموا على فراشهم وتناولوا القهوة على شرفات منازلهم القائمة على أرضهم وعلى تراب بلدتهم ووطنهم.
هذا اليوم لن يشابهه يوم آخر، ولن تجاريه فرحة أُخرى، إلا اليوم الذي يتسلّم فيه كل شاب في مجدل شمس قطعة أرضٍ يبني عليها حلمه، ذاك اليوم فقط هو الذي سيغار منه اليوم الأغرّ.

ما أتمناه على لجنة الوقف وجميع القائمين على المشروع والداعمين له عن قرب، أن يُحافظوا على رباطة الجأش وحسن التخاطب مع كل الأخوة المعنيين ممن يتم الحوار معهم حول بعض الأراضي، وأن نبتعد جميعاً عن الألفاظ الجارحة أو المُهينة لأي كان مهما بلغت الصعوبات، ثم لا نرفع شعارات استفزازية تُعيق المشروع ولا تُقدّم له خدمة. فأولاً وآخراً نريد إتمام المشروع دون أن نغبن حق أحد، لا في مُلكه ولا في كرامته.

فما يجب تحقيقه من المشروع هو بُعدٌ آخر لا يقلُّ أهمية عن توزيع الأرض، ألا وهو إعادة الثقة واللحمة والتواصل التي كدنا نفقدها في مجتمعنا، فهذه فرصة لضرب عصفورين بحجرٍ واحد، فلا يَغيبُ أو نُغيّب عن بالنا هذا الأمر.

فقد رأينا كيف أن بعض الإشكالات التي واجهت عمل "البياكر" في شق الطرقات يوم السبت الفائت 3/10/2009 قد حُلّت بسهولة وبطريقة التعاطي التي تمّت لحلها، وقد تجاوب الإخوة المعنيون بالأمر وأبدوا تفهّمهم وتعاونهم، وأنا على ثقة بأن الأسلوب والطريقة في التعاطي في هذه الأمور تقطع أكثر من نصف الطريق، خاصة وأن جميع المعنيين بالأمر قد اقتنعوا أن المشروع هو مطلب حقٍ لأبناء مجدل شمس ولا سبيل أو منطق لرفضه أو معارضته.

وهنا نأمل من جميع الأخوة الذين كان لهم بعض التحفظات بما يخص بعض الأراضي المطلوب تسليمها للجنة الوقف، أن يتجاوزوا ما وقع من سوء تفاهم أو إساءات من البعض، وأن يبادروا بأنفسهم بطوي الصفحة والانخراط بشكل فعّال لإتمام المشروع بنجاح، وسوف لن ينسى لهم مجتمعهم تعاونهم وتسهيلهم عمل اللجنة، وأنا واثق من تجاوبهم.

إن ما حصل في الأول من تشرين "اليوم الأغرّ" والثالث منه يوم السبت، وإذا ما تم سير المشروع كما هو مخطّطٌ له واستعادة التكاتف لهذا المجتمع في مجدل شمس والجولان عامة، سيكون هذا بمثابة إنذار لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وما يُسمى دائرة الأموال المتروكة، بأنها، لو سوّلت لها نفسها بالاعتداء على أرزاقنا وأراضينا، أو إعادة محاولة اقتلاع أشجارنا كما فعلت سابقاً، فإنها ستواجَهُ بهذا الموج العارم من البشر في كل قرى الجولان وعلى كل سنتيمتر من الأرض، ومهما كلّف الثمن.

لهذا أيها الأخوة والأهل جميعاً، علينا أن نُقدّر الأمور بأفضل ما يمكن تقديرها، وأن ننظر جميعاً لهذا المشروع، كونه منعطفاً تاريخياً هاماً في حياتنا ووجودنا، وبقائنا موحّدين متماسكين، فقد تواجهنا مستقبلاً أيام صِعاب، لا ينفع فيها إلاّ توحّدنا، فلا يستهينن أحد بحجم الأمور وأهميتها، أو ينزلق لسوء التقدير.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفسادُ الودِّ والقضية
- أصوات تعلو فوق صوت المعركة
- وسام استحقاق وبندقية رستم غزالة
- في ما خصَّ... احتقار النظام للشعب السوري
- بين -رأس المال- ورأس زغلول النجّار
- خازوق في إستِ الدرامة السورية
- أكثرُ من وطنٍ...في الوطن
- حواراتٌ بائرة
- شعوب ما قبل الدولة والانتماء الوطني- و-الدراما التاريخية-
- عندما يَهزمُ فأرٌ إماماً!
- المَشاهِد المتقطّعة لمسرحية المفاوضات الإسرائيلية السورية!
- أغوال دمشق وجهاً لوجه مع -غيلان الدمشقي-
- الثالوث المُدمِّر الصهيونية والأصولية وأنظمة الاستبداد تحالف ...
- - قصة مدينتين - لو أن غزّةَ يبتلعها البحر
- بين تل الفخّار.. وظهر الحمار
- جحيم الطائفية من حيث تدرون أو لا تدرون
- نيلسون مانديلا...عقبال ال120 ))بوش الصغير... دَربْ يسدْ ما ي ...
- ميشيل كيلو بين - السيف والمنسف -
- خط بيروت الجولان
- ليس بالبيانات وحدها يحيا الجولان!


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - اليومُ الأَغَرّ