أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ثائر الناشف - لا تغرقوا مصر في الظلام














المزيد.....

لا تغرقوا مصر في الظلام


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2794 - 2009 / 10 / 9 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ثمة معركة حامية الوطيس ، تدور رحاها في مصر منذ قرن أو ما يزيد ،لا تقتصر في ظاهرها بين الذود عن النقاب ، بقدر ما تبدو في جوهرها بين الظلمة والنور ، وبين مَن يعمل على تنوير العقل ، ومَن يعمل على تجهليه وتعميته بعادات وأوصول أقل ما يقال عنها ، إنها خرافية متلطية بعباءة العادات الموروثة التي لا علاقة لها بالإسلام في شيء ، كعادة النقاب الموروث أصلاً عن الديانة اليهودية وأصوله موجودة في سفر التكوين من توراة العهد القديم .
ليست المعركة اليوم بين الأزهر ودعاة الانغلاق من رهط الإخوان المسلمين وحشود السلفية المتخفين حول مبدأ الحرية الشخصية في ارتداء النقاب ، وأحقية المرأة المسلمة بارتدائه بموجب تلك الحرية الشخصية ، إنما هي معركة حقوقية إصلاحية تترواح فصولها ، بين حق المسلم في إثبات ذاته المستقلة أولاً قبل حقه في تنويرها ، وبين إلغاء تلك الذات وإجبارها على التقوقع في حفرة الماضي السحيق .
إن مصر التي كانت لها الريادة وقصب السبق في حمل لواء التنوير ، لا يعرف لماذا يراد لها الغرق في الظلام والدوران في دوامة تفرغ حضارتها وتاريخها العريق بعادات بالية لا تمت للدين بأصل ، في الوقت الذي يسير فيه العالم بخطى واثقة في رحلة اكتشاف الكون ، يرجع بعض المسلمين القهقرى إلى ما هو أقل من اكتشاف الأرض ، بل إلى التخندق في المغاور والحفر ، والتخندق بعادات ما أنزل الله بها من سلطان، وليس لها أي نصيب في كتاب أو نص .
إنها معركة تذكر بمعركة الحجاب التي دارت رحاها على أرض مصر قبل نصف قرن من الزمان ، فلم تكن مصر في تاريخها القريب ولا البعيد موطناً للغلو أو التشدد ، وإذا ما سألنا عن السبب الحقيقي وراء انتشار ظاهرة التشدد ، لتفاوتت التقديرات بين الحريات العامة الضامنة لمبدأ حرية العبادة ، أو بسبب الفقر الذي يدفع الحشود نحو التشدد كسبيل لمواجهة أنواء الدنيا الفانية ، أونتيجة لبعض الأفكار المستوردة والمغالية في فهم الدين ، بما يتناقض مع روح التسامح والانفتاح التي تعد من سمات المجتمع المصري .
عندما أعلن الأزهر معارضته الصريحة للنقاب ، رد البعض أنه ثمة قرار سياسي وراء موقفه ، أي أن القرار في أساسه تتحمل تبعاته الدولة المصرية ، وفاتهم أن الغرب عندما ينظر إلى المسلمين لا ينظر إليهم من خلال مرجعية " قم " أوغيرها من المرجعيات الإسلامية ، إنما ينظر إلى العالم الإسلامي من خلال مركز الأزهر، الذي قال عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه بالقاهرة ، إن الأزهر كان ولا يزال شعلة للنور ، وهو ما يُستدل عليه بالدور الذي لعبه الأزهر في الجمع بين حالتي الأصالة والمعاصرة ،اللتان امتازت بهما مصر وشعبها على مر التاريخ .
فإذا كان الغرب ينظر أصلاً إلى النقاب كرمز للديكتاتورية والاستبداد لشخص المرأة ، فكيف ستكون نظرته للأزهر، إذا ما أيد ذاك النقاب ، الذي يعلم جميع المسلمين أن لا أساس له في جوهر العقيدة ؟ ألا تكفي النظرة السوداوية التي ما برح بعض المسلمين يقدمونها عن أنفسهم وتالياً عن واقع مجتمعاتهم ، إما بسوء نية أو بجهل أعمى إلى الحد الذي تجرأ فيه بعض الغربيين إلى وصم الإسلام بصبغة التشدد والإرهاب ؟.
إن خطوة الأزهر ، ولو جاءت متأخرة ، بعد أن بلغ السيل الزبى جراء استفحال ظاهرة النقاب الدخيلة ، تفتح الباب واسعاً أمام احتمالات الإصلاح والتجديد ، الذي نعلم علم اليقين أنه لن يرضي غلاة التشدد ، وأنهم سيرمون به وبأصحابه عرض الحائط ، كما رموا بأصحابه الأوائل الذين انطلقوا في إصلاحهم من مصر ومن الأزهر تحديداً .
ليبقى النقاب ، بما له وعليه من جدل ، لدى البعض فرضاً شرعياً لا يقبل الجدال ، ولدى البعض الآخر طريقاً رجعياً ، لكنه بكل الأحوال يظل أولاً وآخراً ، رمزاً للظلمة وسط عالم متحول ، فلا تغرقونا بالظلام .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والحضارة : أزمة هوية
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان
- النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
- العراق الجاني والمجني عليه
- حماس على طريق الإمارة
- الزعامة من حصة الأسد
- سياسة التعمية في سورية
- جنبلاط : عودة الابن الضال
- ثمن التطبيع مع إسرائيل
- معرقلو الديمقراطية في مصر
- الأسد / خامنئي : حلف التزوير والتطميش
- لماذا أنا معارض؟ سؤال المستقبل
- النظام السوري وتعطيل الدور المصري


المزيد.....




- الرئيس السوري أحمد الشرع في قطر لأول مرة منذ وصوله للحكم
- من يتصدر عربيا؟.. أمريكا الأولى عالميا في عدد المليارديرات ل ...
- محمد رمضان يثير الجدل بلباس -فرعوني- في حفل في الولايات المت ...
- -هل لدينا ما يكفي من الإنسانية لمواجهة أزمة السودان؟- - فاين ...
- بيسكوف: أوروبا تعلن نيتها دعم كييف في رغبتها لمواصلة الحرب
- حمل حصانا وفارسها على كتفيه.. بطل روسي يسجل أرقاما قياسية في ...
- مليارديرة تطالب شركة بتعويض ضخم عن إلغاء مشاركتها في رحلة -ت ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولم تتبجح كصدام ...
- البحرية المصرية تتسلم زوارق أوروبية لمواجهة الهجرة
- هل خامنئي متفائل أم متشائم بشأن مفاوضات مسقط؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ثائر الناشف - لا تغرقوا مصر في الظلام