حواس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 2794 - 2009 / 10 / 9 - 03:55
المحور:
الادب والفن
من المؤسف حقا في هذا الوسط الثقافي الذي سمته المحسوبية والشللية والمجموعات "الثقافية " والرشاوى والعلاقات الشخصية وولائم الثقافة وصفقا تها المشينة ، أن تلجأ أوتضطر الغالبية العظمى من الأقلام الجيدة الى سلوك طريقة في الكتابة لايعتبر الابداع سمة أساسية من سمات كتاباتها ، فهذه الغالبية وتحت ضغط الحاجة المعيشية تضطر إلى كتابة أي مقالة وفي أي نوع من الموضوعات الاجتماعية أو الثقافية أو العلمية أو الأدبية ،وكل ذلك فقط من أجل لقمة العيش ، حتى أن الشهرة لم تعد مهمة لديها ، وهذا لايقل ضررا عن موضوع السرقات الأدبية إذ أن السارق الأدبي يكشف ويشار اليه ويتجنبه من يريد أن يتجنبه في ظل غياب القوانين الأدبية الصارمة ، ولكن اضطرار الكاتب الناشئ أو المخضرم تحت ضغظ الحاجة المروع والمخيف إلى القيام بنسخ مقالات سواء بالاعتماد على مراجع كثيرة أو تلخيص مقالة أحد الكتاب وتقديم ذلك لصحيفة أو مجلة تنشر مثل هذه المقالات ، أعتقد أن هذا أمر خطير لايمكن أن يساهم في تطوير المشهد الثقافي الراهن و حقنه بدماء إبداعية جديدة وإضاءة مفاصله الرئيسية للتحرك في سيرورة تطورية إلى الأمام ، إنني أطرح هذه الظاهرة للمناقشة لأنها انتشرت كثيراً بحيث أن الذي يتعب ويسهر على مادته ليقدمها إلى مجلة أو صحيفة ما ، يصاب بخيبة الأمل عندما ترفض تلك الصحيفة أو المجلة نشر مادته ، أو القبول بها ولكن عدم نشرها في وقت قريب ، مما يلجأ الكاتب إلى الإصابة بالملل والدوران والنظر إلى الكتابة على أنها عملية مهينة له ،أتساءل وبمرارة متى ستتنشط المؤسسات الثقافية لتقوم بدورها الثقافي الرصين ومتى يقوم المسؤولون النزيهون عن الثقافة بمعالجة مثل هذه الأمراض الثقافية حتى لايتهدم الجدار الأخير من صمود الشعب بعد أن كادت أن تنهار جميع الجدران الاستنادية في هذا الزمن الصعب والرديئ ، أعتقد أن مهمة القائمين على الوسائل الثقافية مهمة صعبة ولكن لابد من دق ناقوس الخطرعلى هذه الحالة من التسيب والفوضى والعبثية في مشهد ثقافي يراوح في مكانه ولا يقدم جديداً إبداعيا يضيئ ليالي الثقافة الاستنساخيه المعتمة فاذا كان الاستنساخ البيولوجي يهدد القيم الأخلاقية
فإن الاستنساخ الثقافي يهدد القيم جميعاً ، فهل من منقذ لما وصلت إليه ثقافتنا وأقلامنا ?!
#حواس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟