جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 23:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
أنا مش عارف كيف موسى بده من الفرعون أن يؤمن فيه وهو يرفع في وجهه العصا؟
ومن سنين قليلة منعت الدول العربية استخدام العصا كاسلوب سحري لتعليم الأطفال الصغار , وقد منعوا المدرسين من حمل العصا في وجوه الطلاب , ولكن الأجهزة الأمنية ما زالت تستخدم هذه العصا للكبار, بنفس أسلوب موسى والاسلام والدعوة للدين الاسلامي مازالت مصرة _الدعاة _على استخدام الإرهاب والقوة والردع في تحويل العقلاء إلى مسلمين .
إذا واحد رفع في وجهك سكين هل ستؤمن به؟
طبعاً ستؤمن فيه خوفاً وطمعاً بأن يكفَ يده عنك.
عصا موسى للإرهاب وليست للسحر , هي التي رفعها في وجوه الناس .
وهي التي وكز فيا رجلاً ليس منشيعته لينصر رجلاً آخر من شيعته .
عصا موسى هي نفسها السيف , الذي فتح فيه المسلمون العرب بلاد الفرنجة.
يعني أنا وأنا مواطن عادي بزعل جداً إذا حدى كلمني ورفع صوته في وجهي أو أمامي أو إذا لوح بيده لمجرد التهديد الرجالُ والنساء يحملون العصا في بداية شبابهم للتمظهر فيها, ويحملونها في منتصف أعمارهم لكي يختالوا فيها ويحملونها في نهاية أعمارهم لتكون لهم قدماً ورجلاً ثالثة وهي الرِجلْ الثالثة للإنسان العجوز .
ويقول الشاعر العربي وريث عصا موسى والسيف الاسلامي :
إن العَصا من العَصيهْ
لا تلدُ الحيةُ إلا الحيهْ.
وموسى اللاوي أو المصري ولستُ أدري في الحقيقة من يكون , ولكنني على الأقل أعرفه بعصاته (عصاه)التي حملها في وجه الفرعون فرعون مصر , وعلى فكره كلمة فرعون كما أوضحتُ معناها سابقاً هي (الملك العادل) يعني ليس من المعقول أن يلقب شخص نفسه بلقب الطاغية حتى وهو يمارس الطغيان فجميع الطغاة والعادلون يصفون أنفسهم بأوصاف كلها رحمة وعدالة وهذا كان لقب فرعون مصر (الملك العادل ) وهو في الواقع كان يحكم شعبه على مستوى متطلبات عصره , فالشدة والغلظة كانتا مطلوبتان نظراً لقساوة الحياة.
ودعونا الآن من الفرعون وفرضياته وللننظر لعصاة(عَصا) موسى .
عصاة موسى لم تكن للزينة , ولا كانت للعون , لأن مواصفاته كانت كلها تخبر عن شاب قوي (يا أبت أستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) وهذا يعني فعلاً أنه لم يكن بحاجة للعصاة.
إذاً لماذا كان موسى يحملُ عصاته ؟
أولاً وكز فيها رجلاً آخر وأصبح في المدينة خائفاً يترقب , أي أنه أول ما استعملها للقمع وللإرهاب ولذلك كان يبحث عنه الفرعون .
ثانياً استعملها من أجل إرهاب مجموعة من علماء الكمياء الذين يدعونهم بالسحرة فقد كان هؤلاء المصريين يعرفون الزئبق ويضعونه على حبالهم فإذا أخرجوا الحبال من أكياسهم وألقوها في الشمس يتحرك الزئبق فتتحرك ألأحبال فيخاف الناس من حركة المد الزئبقي .
من هنا نستنتج أن موسى كان يدعو المصريين لدينه الجديد وكان يستخدم عصاته وليست حجته , بدليل أن حجته كانت ضعيفة وكان يقول (..وحلل عقدة من لساني يفقه قولي ) فقد كان موسى صاحب حجة ضعيفة من هنا تشكلت لدى موسى عقدة نقص فحاول تعويض تلك العقدة بامتلاكه للقوة البدنية , لذلك استخدم موسى قوته وعصاته(العصا).
من هنا ومن هذا الموقع يكشف الفكر البدوي المتسلط عن خيبة أمله بإقناع الناس بالدين وهذا يدل دلالة واضحة أن الدين يستخدم الإرهاب في سبيل تحقيق مصالح المنظرين له.
إن موسى يستعمل العصا, والإسلام يستعمل السيف, وهنا لا يوجد فرق بين موسى وبين الفكر الإسلامي الذي يستخدم السيف وكلاهما يستعملان قوة الردع والهيمنه و..إلخ.
إن لكل سوق شعبي قديم شهبندر وفتوات , يظهرون في الأدب المرئي , وهؤلاء الفتوات يستخدمون العصا (الشومه) باللغة المصرية (والبلطة ) في مفهومنا نحن وهؤلاء يلقون الناس والتجار في الأسواق وعصيهم مرفوعة على رؤوس الرافضين أو أصحاب الاحتجاجات والعصيان المدني.
هؤلاء لا يقلون عن بعض الداعين للدين بإسلوب الترهيب وليس الترغيب , فلو كان الدين بالترغيب ما آمن أحد قط بدينه لأن الناس لها سلوكيات تختلفُ عن الذي ينطقون فيه.
لقد كنت وما زلت أتعرض لأسلوب القهر والتجويع والحصار نظراً لأنني أنتقد الفكر الديني , وقد وجهت لي يوماً رسائل على الهاتف تحذرني من تدبير تلفيق تهم (تحرشات جنسية) إذا بقيتُ مصراً على كتاباتي , وفعلاً فعلوها ورثة (القناوي) والشومات والبلطات والسيوف والزنانير ودغدغوا جسمي وقلبي وعقلي .
إن من واجب موسى أن يستخدم المنطق وليس العصا , إن موسى وهو يذهب إلى ملك يدعوه للدين الجديد وبيده (عصا) فماذا ستكون ردة فعل الفرعون؟
أنت مثلاً عزيزي وأنت جالس في بيتك وأتاك رجل وبيده مسدس أو سيف أو سكين أو عصا (قنوه بلطه شومه) فكيف ستكون وجهت نظرك؟
لو فتحت باب الدار ووجدت رجل يقف على باب بيتك وبيده سلاح , كيف ستنقل لنا تصوراتك عن مثل هذا الموقف ؟
هل هذا موقف تستطيع أن تستخدم معه لغة الفكر والحوار والتفاعل والاندماج؟
حتى أن ورثة موسى والدين الاسلامي مازالوا إلى اليوم مصرين على العصا ولكن للعصا عندهم أسلوب متطور , فهي :فصل من الوظيفة , وهي فايروسات , وهي الكذب وشهود الزور وتجنيد الزعران والبلطجية.
وأريد هنا أن أوجه سوآلاً ساخراً :
كيف كان منظر موسى وهو يحمل عص(قنوه) ويدعو المصريين للدين الموسوي الجديد ؟
ألا تلاحظون خطورة وسذاجة الموقف .
كيف كان يقف لهم في الأسواق وفي المحلات التجارية وفي الطرق ؟
هل كان منظره مثلاً مثل منظر رقيب السير الذي ينظم السيارات؟
طبعاً لا .
إذن(إذاً هل كان منظره مثل منظر الذين يتوعدون ويتهددون ؟
يعني مثلاً لو جاءك للبيت هذا اليوم زائر ماذا ستقول له إ ذا كان بيده سيف؟ .
كنا نسمع مثلاً يقول (ضيف بيده سيف) وهذا يعني أنه لا يجوز استعمال السيف أو إظهاره .
كان موسى يحمل عصاة بين يديه وهي ليست للعون بل كانت للضرب, ولقمع فرعون مصر والناس الذين بنظره هم كفار .
وكان الاسلام ومازال يستعمل الفكر الارهابي وتجويع المثقفين وتبخيس حياتهم وجعلها تافهة ومقاومة حقوق الانسان وحق المرأة في المساواة مع الرجل وكل هذا يستعمل بالعصا .
فالرجال وبعض الفقهاء يجيزون ضرب النساء بالعصا وهي نفس أسلوب عصا موسى , والآن منظر المرأة وهي تقف بجوار زوجها ويده مرفوعة تشبه إلى حد قريب منظر جهاد العلاونه حين كان يحاول ممارسة الكتابة سنة 1995م في الأردن , كلنا محكومون بالعصا , وكلنا نعاني من إرهاب الدولة .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟