عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 04:03
المحور:
الادب والفن
آخر أخبار الطوفان
غيـّرالطوفانُ رأيه ، فلن يفور التنورُ هذه المرة ، إلا في موعد لاحق ، سيُعلن بالتشاور مع الآلهة ، لأن البشر أنهوا اضرابهم : نددوا بالفوضى ، بالرفاهية وبالحرية ، ثم عادوا الى العمل في خدمة الملوك ، تشييد الزقورات و السجون : عادوا الى دفع الضرائب ، الى الصلاة في المعابد ، الى تقديم بناتهم كأضحية وهدايا الى الكهنة ، عادوا أيضا الى الثكنات ، الى النوم بخوذ ٍ من الصفيح ، عادوا ..
لا فرهود .
لا ريح عاتية في الافق : لا ثورات ، لا انقلابات ، ولا جثث طافية فوق رؤوس المتظاهرين : القصائدُ الحربية تعودُ الى الأدراج ، وعلى الشعراء ان يعودوا الى لعب الدومينو ، والمراهنة على مصائرهم في المقاهي : الظلام للأزقة ، والنجوم على أكتاف الجلاد ، فالماء لن ينبجس من قلب الحجر ، ولا من مَسَام الأشياء ، كما أن المطرَ لن يهطل بغزارة ، مثلما حدث في الطوفانات السابقة : الصحراء شاسعة وسخية ، فلن تبخل على اور بالغبار .
ـ " عواصف ترابية ، لا غير "
هذا ما قالته صحفُ سومر هذا الصباح ، وعلى ذلك هناك تسعيرة جديدة للحـَمام ، للغربان ، للمجاذيف ، للمشانق ، ولألواح الخشب : الزوارق الورقية كافية للهجرة نحو أرض الأحلام . لا حاجة بنا الى أنبياء ، لا الى زراعة الزيتون ، ولا لعناء تشييد جبل عال جدا ، كالجودي .
...............................................
يتبع ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟