أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب














المزيد.....

قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 19:12
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


جاء قانون الانتخابات العراقية النافذ مخالفاً للدستور في الكثير من بنوده ، ولكن من فصّله وفق مقاساته الخاصة مازال يقاتل في سبيل تكريسه ، رغم الضجة الكبيرة التي تثار حول بقائه للدورة البرلمانية القادمة ، هذه الحقيقة التي يتداولها المواطنون تنطوي على العديد من القرائن والادلة التي تشير الى التجاوزات والمخالفات الحقوقية والدستورية التي اجيزت في ظله ، وعند الاصغاء الى جملة الاراء التي تطلق حول القانون تجعل المرء وكانه يسمع مطالعة اتهام وتجريم لجاني هارب عن وجه العدالة ، لكون كثرة الشكاوى المدعومة بالبراهين تخلق قناعة بوجوب الحكم على هذا القانون الانتخابي بالاتلاف .
ان اول ما اثير من اعتراضات حوله ، هي انه قد شُرّع من قبل قاعدة برلمانية مختلة ، وفي ظرف سياسي مضطرب ، وكانت منصّاته التي اتكأ عليها هي الكتل السياسية المتحاصصة ، الوارثة والمتخومة بالنفس الاستحواذي الاقصائي الذي لاتفصله عن النهج الدكتاتوري سوى شعرة واحدة بلون ديمقراطي باهت ، وفي سياق ذلك صودر حق الناخب من المشاركة في صنع هذا القانون ، علماً انه هو المعني به قبل غيره ، ويقول المعترضون ونحن معهم ان القانون جاء يتأبط ظلماً للكيانات السياسية والاقليات القومية الصغيرة ، ويجدر بالذكر هنا ، بان القائمة المغلقة قد تصدرت بنوده ، وهذه كانت اولى ادوات المصادرة لحقوق الناخب والغاءاً لحرية الاختيار ، والتي بمعنى من المعان لا وجود لممارسة اسمها الانتخاب ، وكان الوجه الاخر للمصادرة قد تجلى في بنود القانون التي تعسفت بحق فئة الشباب ، حيث نص على اخذ اصوات الناخبين من عمر ثمانية عشر عاماً ، في حين لم يعط حق الترشيح لهذه الفئات الشبابية حتى الخامسة والثلاثون من العمر .
وكثيرة هي الندب السوداء التي تسخّم وجه قانون الانتخابات الذي مازال نافذاً ، حيث لم يكتف صانعوه بثناياه المجحفة بل الظالمة ، انما زادوا عليه عاهة اخرى اكثر بشاعة وجشاعة ، وهي ، تعدد الدوائر الانتخابية التي استخدمت في عملية انتخاب مجالس المحافظات ، فاذا ما كانت القائمة المغلقة تعنى بمصادرة حق الاختيار ، فتعدد الدوائر الانتخابية تشرّع لسرقة الاصوات ولتحويلها دون ادنى مواربة الى الكيانات المتنفذة الكبيرة ، ففي منظومة حقوق الانسان والنظم الديمقراطية الحضارية تعتبر هذه المثالب التي يغص بها القانون المذكور ، جرائم تلاحق العدالة مرتكبيها مهما كانت مقاماتهم ، ولكن من المفارقات ان من يفرضها ويدافع عنها في العراق هي السلطة التشريعية ، التي يأتي في مقدمة مقتضيات مهامها ، ترسيخ العدالة وتعزيز الديمقراطية وارساء القوانين .
هنالك انتشار ملحوظ لاستخدام كلمة مخملية في وسائل الاعلام ، كما انها وضعت من قبل البعض بغير محلها ، مثل ، من خلال الانتخابات سيتم انقلاب مخملي ضد النظام في العراق ! ، ومؤامرة مخملية .. الخ ، اذاً ماذا يمكن ان يقال عن المطالبة باصدار قانون انتخابي جديد وعادل ، ربما سينعت بالكفر والالحاد المخملي ، وان اقتراح التعديلات الضرورية على مواد القانون الحالي غير العادلة سيوصف بالزندقة المخملية ، ولكن تجري الامور بما لايشتهي المتحكمون ، حيث غدا تثبيت القائمة المفتوحة في مقدمة التعديلات مطلباً جماهيرياً ، وبذلك اخذ الضغط الشعبي يبدد فعل وتأثير الكتل الكبيرة المتسلطة والمتشبثة بمواقع القرار ، ان العزوف المتسع من قبل الناس عن التسجيل في قوائم الناخبين ، ما هو الا احتجاج ( مخملي ) على بقاء الحال على ما هو عليه كما تريده الاوساط المستفيدة منه .
يؤشر سير التطورات السياسية في العراق بجلاء الى محاولات مستميتة لاستغلال فسحة الحريات الديمقراطية لتأسيس نظام سياسي نخبوي مغلق تستأثر به طبقة متنفذة اثنياً او عرقياً ، تغدو الديمقراطية فيه عبارة عن مظهر اجوف تمر من تحت ظله قوانين تنطوي على مضامين دكتاتورية بطلاء ديمقرطي ، وما هذا التشبث بالوضع السياسي القائم الا عملاً مخططاً لتعطيل وكبح اي تقدم في العملية السياسية في البلد ، ولا يخلو الامر من صراع اجندات خارجية تستهدف كبح اي نهوض لهذا البلد ، بعد ان وجدت فرصتها في الضربة القاضية التي تلقاها من جراء سياسات النظام الدكتاتوري الرعناء والتي اوصلت البلد الى احتلال عسكري علني دولي ، والى احتلال مستور اقليمي ، احدهما يساوي الاخر في الخطورة ويعاكسه في الاتجاه .





#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي .. نواب للشعب ام للقطاع الخاص ؟
- إئتلاف زائد إئتلافاً يساوي إئتلافاً واحداً
- محور العدالة الانتخابية يتكئ على الدائرة الواحدة
- الحزب الشيوعي العراقي .. سياسة التروي وسط صراع صاخب
- الطبقة الحاكمة العراقية .. علاقات بينية تمشي بلا قدم
- الإئتلاف الوطي المنشود في رسم طاولة التفاوض
- التيار الديمقراطي العراقي.. لاعب ام متفرج .. ؟
- تجاذبات عاصفة لانقاذ إئتلافات تالفة
- تجاذبات عاصفة لانقاذ ائتلافات تالفة
- اصلاح الامور من خلال اصلاح الدستور
- الامريكان والبعثيون .. مقاربات تمليها مصالح
- خلافات الساسة تضع العراق على سكة الضياع
- وساطة بايدن بضاعة بائرة
- قانون انتخابات جديد ام محاولة لاعادة انتشار الكتل الكبيرة .. ...
- خطوة من قبيل الانسحاب لها الف حساب
- النفط دماء الوطن فلا ترخصه جولة التراخيص
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية الفقيه
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية ولاية الفقيه
- دخان ابيض فوق المنطقة الخضراء
- الانتخابات الرئاسية الايرانية بين زيف وحيف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب