امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 19:34
المحور:
كتابات ساخرة
استطاع احد الشباب العراقيين الاذكياء والمبدعين ، من إختراعِ جهازٍ صغير وبسيط للكشف عن " الكذب " ، زهيد التكلفة ويعمل بضوء الشمس او ضوء النيون او الكلوب لا فرق ، وهو صغير الحجم ، لايحتاج الى تقنية عالية او تدريب لتشغيلهِ ، فهو في غاية الحساسية للصوت ، وبمجرد سماعهِ لصوتٍ يفوح منه الكذب او النفاق ، يدق جَرساً لمدة ثانيتين ! وَضعَ صاحبنا الجهاز في غرفته ، بعد ان أجرى عليهِ العديد من التجارب ، من خلال اصدقاءه واقرباءه . فكان يُحضر احدهم ويجعله ينطق بأي معلومةٍ غير صحيحة ، فيدق جرس الجهاز ، وطالما أحرج معارفه من خلال سؤالهم اسئلةً من قبيل : هل انت مخلص ونزيه في عملك ؟ فإذا اجاب ب كلا ، يكون قد فضح نفسه ، وإذا قال نعم يفضحهُ جرس الجهاز ! ولن تُنسى المرة التي جاءهم فيها ضيوف ، فرحبت امه بهم قائلةً : البارحة كنا نذكركم بكل خير ، والله العظيم نحن في اشد الشوق اليكم . فصاح الجهاز الادب سز ورن الجرس لأكثر من ستة ثواني !
المهم في احد الايام كان صاحبنا في الحديقة ، منشغلاً بتنظيفها من الاعشاب وجز الحشيش ، فسمع صوت رنين جرس الجهاز ، فظن انه ربما سمع احدهم يكذب اويُنافق ، ولم يكترث كثيراً . لكن الرنين استمر ولم ينقطع ، فتعجب من ذلك لانها المرة الاولى التي يدق فيها الجرس لهذه المدة الطويلة بدون إنقطاع ، وفكر بان الجهاز ربما تعطل او اصابه خلل ، فهرع الى الطابق العلوي مسرعاً ليستكشف ما الذي حدث لجهازهِ العزيز . وعندما دخل الغرفة كان الجهاز ما يزال يرن بكل قوة ، واكتشف صاحبنا السبب فوراً : كان التلفزيون شغالاً و " مسؤولٌ " كبير جداً يلقي خطاباً جماهيرياً بمناسبة قرب الإنتخابات العامة . اطفأ التلفزيون ، فسكت الجهاز الملعون !!
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟