أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضى وديع خليل - جريمه هاتفيه - قصه قصيره














المزيد.....

جريمه هاتفيه - قصه قصيره


راضى وديع خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 15:31
المحور: الادب والفن
    


داهمتنى ذكرى صديق الروح الراحل شكرى عبد البارى دون تمهيد,فأفغمت أنفى روائح الماضى البعيد,نشطت الذاكره فعادت بى الى يوم إعلان نتيجة الثانويه العامه بمدرستنا بالعباسيه,جاء ترتيب صديقى شكرى الأول على المدرسه,تلاه قدرى عبد القادر غريمى اللدود و جاء ترتيبى الرابع .
انثالت الصور على مخيلتى فطفت على سطح الوعى تفاصيل أيام الصبا اليافع و الطموح الجامح ,فهذا شكرى عبد البارى الذى تجتمع فى شخصه تناقضات عجيبه, مذ عرفته زميلا لى فى مستهل أيام الدراسه الثانويه لفت انتباهى اليه توقد ذكاءه و حرصه على التفوق فضلا عن دماثة خلقه و عذب حديثه,توطدت العلاقه بيننا فاكتشفت فى شخصه رعديداً كبيرا يؤثر السلامه على المتعه و ان كانت بريئه,راغب عن كل مغامره أو لهو,يصمت أو يستأذن منصرفا اذا تطرق حديثنا الى السياسه,و اختصارا فهو يخشى ما لا يخشاه أحد.أما عن قدرى عبد القادر فقد بادلته نفوراً بنفور بعد أن عرفته و خبرته,كنا كأسدين يجب اختفاء أحدهما فلم تتسع لنا المدرسه على رحابتها,على يديه تلقيت أول هزيمه فى حياتى فى انتخابات اتحاد الطلبه,فقد إمتلك لسانا بليغا سليطا فى آن.
حرصت على الاحتفاظ بصداقة شكرى قدر حرصى على نبذ الآخر,فاستمرت صداقتنا صامده للزمن قرابة الربع قرن أتاحت لى اكتشاف زوايا جديده فى شخصيته,اذا كان مهووسا بأبيه,يحبه لدرجة الوله و يقدسه كإله,يتحدث عنه بزهو لم أجد أن الرجل-حين عرفته-يستحق منه شيئا,فقد كان هو من أورثه الخوف و التردد.
مرت بنا السنون حتى تخرج شكرى مهندسا, قبله بعام كنت قد تخرجت فى كليتى,لم أهتم يوما أن أسأل شكرى عن مآل قدرى عبد القادر الذى علمت فيما بعد أنه و شكرى مازالت تربطهما علاقه. ذات يوم دعانى شكرى لشهود عقد قرانه,و لم يمر عام حتى دعانى لحضور (سبوع) إبنته.عندما توفيت أمه اصطحب أبيه للاقامه لديه مع زوجته و أبناءه.
حالت أحوالى دون لقاءنا لمدة ستة أشهر ذهبت بعدها لزيارته فى بيته حاملا الشيكولاته,انفتح الباب عن شبح زوجته المتشحه بالسواد,بعد القاء التحيه طلبت مقابلة شكرى بغرفته فانهمرت دموع الزوجه و الأب,لم أصدق ما حاولا جاهدين ابلاغى به, صحت مذهولا : ماذا أصاب شكرى؟متى؟كيف؟,اصطحبنى أبوه الى غرفة(الصالون), أحضرت الزوجه فنجانا من القهوه,ثم بدأ الأب فى السرد الموجع,فقال: كنت فى البيت وقت الظهيره حين رن جرس التليفون فذهبت لأجيب,بادرنى المتحدث:حضرتك والد المهندس شكرى,فأجبت ب(نعم),فقال:دعه يحضر لمقابلتى فى الساعه التاسعه صباح غد,فسألته من يكون,فقال:
الرائد/قدرى بمباحث أمن الدوله.
عندما حضر شكرى من عمله عصرا أبلغه أبوه الذاهل بأمر المكالمه العجيبه و قد ارتسمت على وجهه أمارات الحيره و القلق ثم سأله :ماذا فعلت يا بنى حتى تُطَالب بالذهاب الى مقابله بهذا الجهاز الأمنى الخطير؟.
أمضى جميع مَن بالمنزل أمسيتهم فى كدر و تشاؤم.حينما حل وقت النوم,نام الجميع إلا شكرى الذى أرقه الفكر و هو يراجع ما فعل طيلة الأيام و الشهور السابقه على المكالمه,و لما أعجزه التفكير هزمه النوم.
فى صباح اليوم التالى ذهبت زوجته كعادتها لايقاظه ,ثم تداعت أركان البيت لعويلها .قال لى الأب أنه فى اليوم الرابع بعد وفاة شكرى تلقى مكالمه فى المساء و كان صوت المتحدث هو ذات الصوت الذى بادر الرجل هاتفا:مساء الخير يا عمى,أنا قدرى عبدالقادر ضابط الشرطه و صديق شكرى القديم,ما الذى حال دون حضوره لمقابلتى؟.



#راضى_وديع_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق القطار - قصه قصيره
- أسئله تحير عقلى و تؤرق ضميرى


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضى وديع خليل - جريمه هاتفيه - قصه قصيره