أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضى وديع خليل - سائق القطار - قصه قصيره














المزيد.....

سائق القطار - قصه قصيره


راضى وديع خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 18:59
المحور: الادب والفن
    



حين توجهت لشباك التذكر فى "محطة مصر" لحجز تذكره فى قطار الصعيد للذهاب الى الأقصر كان الزحام شديدا,أصابتنى الدهشه حين علمت أن كل تلك الجموع التى لا يحيطها الحصر لها ذات المقصد و هو الذهاب الى طيبه (الأقصر)!.حين تدافع البعض ليستقل العربه الأولى من القطار فوجئ بأنها محجوزه بالكامل!و تكرر الأمر فى العربه الثانيه! فتكدست الجموع المغلوبه على أمرها فى العربات الأربع الأخيره.و لكن شاباً ذو بأس و مروءه كان قد بيت النيه على ركوب احدى العربتين ,فما كاد يضع قدما على سلم العربه الأولى حتى دفعه ثلاثة رجال يرتدون الحلل الثمينه و يضعون على أعينهم النظارات الشمسيه الغاليه و تفوح منهم روائح عطور غاليه الثمن,حاول أن يستنجد بركاب العربه,فاذا به يفغر فاه دهشه لكونهم على نفس هيئة الرجال الثلاثه الذين حاولوا دفعه خارجا!! فصاح مخاطبا سائق القطار الذى فاقهم أناقه!فأشاح السائق بوجهه عن الشاب قائلا بلهجه آمره:اطرحوه خارجا,و ما لبث أن وجد نفسه ملقى على رصيف المحطه!كرر المحاوله مع العربه الثانيه فلقى نفس المصير و لكن على أيدى نساء حسناوات باديات النعمه!! لم يجد الرجل بدا من ركوب العربه الثالثه "محشورا مقهورا"!!.و أخيرا تحرك القطار بطيئا كئيبا.

بعد قليل حاول الركاب فتح النوافذ الزجاجيه و لكن باءت محاولتهم بالفشل فى العربات الأربع الأخيره! وصل القطار الى الفيوم,و لدهشة ركاب العربات الأربع فانه سلك خطوطا داخليه متوجها الى حيث لا يعلمون!!علا هدير ركاب عربات "السبنسه"زعق أحدهم بصوت كالرعد محاولا تذكير السائق بوجهته,لم يصل صوته الى السائق بطبيعة الحال.ثار الرجال و لطمت النساء خدودهن على المصير المجهول.و اذا بالقطار يتوقف فى مكان تحيط به الأشجار و تكتنفه مظاهر الأبهه و العظمه من شاليهات فخمه تحيط بها حمامات السباحه و الحدائق الغناء!!.و اذا بأبواب العربتين الأولى و الثانيه تفتح و يهبط الباشوات و الهوانم يتبعهم رجال يحمل اثنان منهم لوحا خشبيا وضع فوقه صندوق خشبى كبير أشبه بصناديق الأسلحه,بينما يحمل الآخرون "كراتين"ذهبية اللون مطبوع عليها كلمات بالانجليزيه و نقوشا,كما يحملون"أكياسا" كثيره!.بينما بقيت أبواب العربات الأربع الأخيره موصده.

لم يمض وقت طويل حتى أضيئت الأنوار لتكشف عن جنه أرضيه!تجمع الركاب خلف نوافذ القطار يشاهدون ما وصفه بعضهم بالحلم الجميل,و ما وصفه آخرين بالكابوس المريع. خرج الباشوات و الهوانم من الشاليهات بعد ابدال ملابسهم و بدأ الحفل الراقص , فى خلفية حلبة الرقص شوهد رجلان ضخمان يعدان الشواء و اثنين آخرين يعدان الموائد و يصفان زجاجات الشراب . نجح رجلين من ركاب عربات السبنسه فى كسر احدى النوافذ,ما أن سُمع صوت تهشيم الزجاج حتى تجمع حول العربه رجال مسلحون غاضبون اقتادوا الرجلين الى مكان مجهول,لم تمر ساعه حتى عاد الرجلين اللذين حطما النافذه حاملين السلاح مكلفين بحراسة العربات الأربع,و بيد كل منهما فخذ محمر و كأس شراب!!استحكمت الأزمه و أسقط فى يد ركاب العربات الأربع اذ أذهلهم ما يرونه بأعينهم.لم يطل بهم الذهول,اذ جاء من يصلح النافذه حاملا معه "كيس" ممتلىء بالساندوتشات و أخر به زجاجات المياه.ظل الحال على ما هو عليه من عربدةالباشوات و الهوانم و بؤس الجموع الغفيره المكدسه فى العربات
الأربع و الحالمه ببزوغ الفجر.



#راضى_وديع_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئله تحير عقلى و تؤرق ضميرى


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضى وديع خليل - سائق القطار - قصه قصيره