حميد أبو عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 23:44
المحور:
الادب والفن
الحقـدُ مفهوم ٌ غريب ٌ فـي سجلات ِ حياتي
كالقتل ِ،كالإجرام ِ ، كالزيفِ في نهج ِ الأباةِ
الحقدُ مولودٌ سَليخ ُ الأصل ِ ، مسموم ُ الفُتاتِ
كالغدر ِ في نيل ِ المآربِ ، كالتفاخر ِ بالبغاةِ !
الحقدُ ميزان ٌيرجِّحُ كلَّ أوزان ِالمناويك ِالزناةِ
ويسيرُ بين الناس ِكالطاؤوس ِمفتون ِالصفاتِ
الحقد ُ معركة ٌ نخوضُ غمارَها ضد َّ الجناةِ
لكنها الأصداءُ قد ْ سيقتْ نشازا ً في الشتاتِ
لتصيرَ ألحان ُ المودَّة ِ مثلَ موّال ِ الطغاةِ !
الحقد ُ يا خلـّي بلاء ٌ قاتل ٌ ، داء ٌ خرافي
هو كالعقاربِ إن دنا لدغ َ الأواسط َ والحوافي
هو يكره ُ الشرفاءَ والأخيارَ أصحاب َ النيافِ
ويشيدُ قصرا ً عامرا ً للكرهِ والهمم ِ الضعافِ
هذا الزمان ُ أسيدي وهب َ التسلـُّـط َ للخرافِ !
فتكالبت ْ زمَرُ التخلـُّـف ِ والتبعثر ِ والخلافِ
حتى غدا الإنسانُ مشروعا ً لأوبئةِ "الجيافِ"
هذا الزمان ُ عيونه ُ جُحِظتْ بشفراتٍ نحافِ
فغدا التآلفُ في معانيه ِ عسيرُ الإئتلافِ !
حتى نمتْ في الناس ِموعظة ُالتصوّفِ والكفافِ
الحقدُ سمسارٌ شغوفٌ بالدعارةِ والفسادِ
يبدو وديعا ً في التصنُّتِ والتخبـُّث ِوالتظاهر ِ بالودادِ
لكن َّباطنَه غزيرُالسمِّ؛ يلدغ ُ كلما سَنحتْ له فرصُ التوغُّل ِ والتمادي
أما إذا قـُلِعَتْ مخالِبُه فبادرَ للبعادِ
كيما يحصِّن َ أمرَه ُ سرا ً ليفتكَ بالعبادِ !
للحقدِعينٌ لا تصدِّقُ ما ترى إلا التمزُّق َوالتطاحن َوالتملق َفي السوادِ
وإذا قسا المشوارُ خطـَّط َللتوسُّم ِ بالجهادِ
ومضى هميما ً للتواصل ِفي محاربةِ الجيادِ،
متناسيا ًأن َّالجيادَ عرمرمٌ، صَلبُ الإرادةِ، نافع ُالآراءِ، جبّارُالزنادِ ! يا ويلَ من ْ بيعت ْ نفوسُهمو بمزبلة ِ المزادِ
والويلُ للنفر ِالملوَّثِ في المشاعر ِوالأيادي
#حميد_أبو_عيسى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟