أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - ودوّروا الأموال مثل الكرة!














المزيد.....

ودوّروا الأموال مثل الكرة!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 09:51
المحور: كتابات ساخرة
    


الارض مدورة والكرة مدورة .تلك مسلمات آمنا بها بعد ان وضع بنو البشر تسميات لأجسام مادية لها خصائص معينة ارتبطت بعلم الرياضيات والهندسة، اما ان تكون الاموال مدورة فتلك مصطلحات غريبة اقتحمت علينا لغتنا وواقعنا، ابتدعناه نحن بعد ان عجزنا عن معرفة كيفية التصرف بالاموال المتراكمة لدينا بفعل ثروات العراق الهائلة. صار الواحد منا يفتخر بان لديه اموالا مدورة يتباهى بانه ارجعها الى خزينة الدولة ليتم تدويرها مرة اخرى لسنين أخرى من دون ان يعرف حتى كيفية استعمالها لإضافة ملعب رياضي الى ملعبنا الوحيد العتيد في العراق او ان تفلح في انشاء مصنع مثلما عجزوا في استعمالها لرفع اكوام القمامة المتراكمة او فتح مجاري المياه الثقيلة التي انبثقت داخل بيوت الناس وغرف نومهم.
فلنقرأ الخبر التالي: قال رئيس مجلس محافظة بابل كاظم تومان في حديث لمراسل "راديو سوا" أن رئيس الوزراء وافق "بشكل رسمي" على إعادة الأموال التي لم تدوَّر للأعوام 2006 و2007 و2008 إلى المحافظات "ومنها محافظة بابل على دفعتين الأولى ضمن موازنة هذا العام والثانية في موازنة العام المقبل". وقال تومان أن المجلس أعاد إلى الخزينة المركزية مبلغا مقداره 143 مليار دينار من ميزانية تنمية الأقاليم للعام الماضي فقط. هذا في بابل فقط فما بالك بالمحافظات الاخرى؟
فلماذا دُورت الاموال اصلا في الوقت الذي كانت تفتقر الحلة وتوابعها والمحافظات جميعها الى ابسط الخدمات وفي الوقت الذي كان شباب العراق والصبيان وحتى بعض صبياتهم يسوقون حميرهم وعربات الدفع المتهرئة وسط البيوت البائسة بحثا عن الخبز اليابس ليعيدوا تدويره بدورهم من اجل الحصول على بضعة آلاف من الدنانير يعيلون بها عائلاتهم. كيف رضينا لأنفسنا بهذا الفشل المريع فيما يتعلق باستعمال الاموال وادارتها وكيف نجرؤ على التحدث عن الانتخابات المقبلة وندعو الناس الى التصويت لنا إذا كنا سندور الاموال المخصصة لخدمتهم لسنوات مقبلة مثلما دورنا الاموال السابقة منذ 2005 حتى 2009. هل نقول انها مهزلة العقل البشري مثلما قال عالمنا المرحوم علي الوردي ووضع تلك العبارة عنوانا لإحد كتبه؟ وبرغم انني لم اقرأ الكتاب بإمعان فانني اجد ان عنوانه هذا ملائم لما نمر به من مهازل نعايشها يوميا ونتعرض بسببها للخذلان والمهانة و لانجد محيصا من الرضا بانكساراتها.
المضحك المبكي من امر الاموال والتخصيصات الممنوحة لذوي الشأن انهم ينكرون حصولهم عليها و لم يتركوا اي مناسبة للحديث عن قلة التخصيصات الممنوحة لدوائرهم والتي يقولون انها سببت سوء الخدمات ولكن بعد انفضاض اوان وجودهم في المناصب وفي الاوقات الحاسمة يعلنون العكس ويقولون ان لديهم اموالا فائضة ولكنهم لم يستعملوها بل سيتم تدويرها على السنين المقبلة، وهكذا يظل المواطن المحروم من كل شيء في دوامة بل قل متاهة اوقعوه فيها يصعب عليه الخروج منها لأنه بلا حول ولا قوة بعد ان ارهقته الحياة بعذاباتها وكوارثها .ويبدو اننا لن نفلح في الفكاك من تلك المآسي في الزمن المنظور من تاريخ العراق المقبل. إلا إذا رجع وضعنا الى قيمه "الانسانية" وحين نجد اناسا يتمتعون بالاخلاص والنزاهة والصدق الانساني الحقيقي، ولا نريد أكثر من هذا.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلّف الخطاب الانتخابي العراقي
- الدبلوماسية العراقية والمشتركات الوطنية
- يعطلون الجلسات للسفر لدول الجوار
- دكتاتوريات جديدة تتكاثر
- محاولات متواصلة لإحياء القائمة المغلقة
- فرصة لتحسين الكهرباء
- ولائم التأجيلات حتى الدورات المقبلة
- لندع زهور الفكر تتفتح
- خطاب سياسي متأزم
- وأين نحن من غير المتجاوزين؟
- الحرص على احترام الآخر
- الائتلافات الانتخابية .. هل هي سبيلنا الوحيد؟
- هل تحطمت ثقة المواطن بأجهزته الأمنية وبحكومته؟!
- حدود حرية التعبير و قضية احمد عبد الحسين
- نضال آخر زمان .. استباحة دماء الأبرياء
- خطط استثمارية (فنطازيّة)!
- أجهزة الأمن ومسؤولية حفظ أرواح الناس وممتلكاتهم
- مجلس النواب يتلاعب بمصير الناس
- خطوط كركوك الحمر و حقوق الناس
- مجلس العاصمة وسر تراكم القمامة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - ودوّروا الأموال مثل الكرة!