أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة














المزيد.....

كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 15:21
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


خلال التجارب القليلة الماضية من الانتخابات العامة في العراق و حملات ترويجهامن قبل الجهات المتنفذة في السلطة، استبان لدينا مدى توسع مساحة عمل الفرق الانتخابية و فروعها في الاحزاب ذاتها و ما يمتلكها من المناصب في مؤسسات الدولة ممن زكاهم لاشغال تلك المناصب، نرى ان المنافسات و الصراعات ترتفع وتيرتها بقوة لتصل الى القمة و تبدا الحملة قبل المدة المحددة لها رسميا بفترة طويلة من حيث التصريحات و تحديد العلاقات و الاجتماعات و المواقف و الاراء و استغلال المناصب الحكومية في خدمة توجهاتهم الحزبية ، و هذا ما يؤثر على اداء واجبات الحكومة بشكل جلي و يعود بالضرر على المواطن و متطليات تحسين عمل الحكومة و الاصلاحات و التغيير و النزاهة المطلوبة و اهدار الوقت و بالتالي لم نر غير انعدام حيادية الحكومة المفروض توفيها ، و يزيد من تبعيتها للجهات المسيطرة و يقلل من فرص تصقيل الموهبات و تراكم الخبرات الادارية كثيرا وتاهيل الكوادر المخلصة في العراق الجديد .
و حتى مجلس النواب اصبح في هذه الفترات الطويلة نسبيا من ماقبل الانتخابات منبرا للحملات و موقعا للصراعات الحزبية و الصدامات المتعددة الجوانب، و الكل يريد صرف سلعته في هذا السوق في وضح النهار مهما كانت جودته او حلته سيئة مما يشل من حركة البرلمان و يعيق من تحقيق واجياته الحقيقية، و لم يقر قانونا الا ان كان هامشيا و غير حساسا، و هذا ما نلمسه الان في هذه المرحلة بالذات من عدم طرح اي قانون مصيري و اية تشريعات ضرورية حساسة ، و كثرة الارجاءات في اقرار القوانين و عدم اكتمال النصاب القانوني ، و هكذا كل يوم نرى من الحيل الشرعية المختلفة و الهدف هو المحافظة على جماهيرية هذا الحزب او ذاك و الحذر من خسارتهم للاصوات الانتخابية التي تؤهلهم للبقاء في السلطة فقط مهما كانت الافرازات، كما نرى من ارجاء قوانين النفط و الغاز و الاستفتاء و تعديل الدستور و غيرها.
و يمكن ان تستمر هذه الحال لو تكررت الانتخابات على هذا المنوال و من دخل البرلمان كان ولائه لحزبه و مكونه فقط دون النظر الى ما يحتاجه العراق في هذه المرحلة بالذات لننتقل الى الاخرى، و ان لم توضع الشروط المطلوبة الحاسمة في عدم الخروج من الولاء للبلد و تنظيم اداء الحكومة و البرلمان ستسير الامور عفويا و غير حمودة العواقب و فوضويا كما تسير لحد اليوم . و ان كانت النخبة و الاكاديميين و العلماء و الفلاسفة مهمشين و الاحزاب المعروفة هي التي توزع صكوك الغفران فهكذا يكون وضع الدولة و مؤسساتها.
هناك من الامور الاساسية التي من الواجب العمل عليها و محاولة اعادة تنظيم الحياة السياسية من كافة جوانبها من تطبيق الديموقراطية و مبادئها العامة و الاعتبار من خصوصيات الدولة الى تفعيل تاثيرات الراي العام و الصحافة و الاعلام الحرة المؤثرة و تكثيف الجهود المتعددة الجوانب لازدياد نسبة الوعي العام و دور المنظمات المجتمع المدني الحقيقية المستقلة غير التابعة للاحزاب علنا او سرا ، و بذل الجهود في نشر التعايش السلمي و اعتناق الشعب للافكار المدنية المتحضرة المتسمة بالعقلانية و الانسانية و التقدمية في التوجه و العمل، وحتما تكون بدايتها من اختيار الشخص المناسب الامين المتميز في الاماكن و المناصب الحساسة حسب الية توفرها السلطة الوطنية المخلصة و المتنورين الموجودين كالبصيص من النور في اخر النفق، و اول الساحات و اكثرها تاثيرا في الاصلاح و التغيير هو البرلمان و تركيبته و عقلية مدبريه و نوابه و ثقافتهم و فلسفتهم في الحياة .
و لاختصار الطريق ، الواجب الوطني التاريخي يفرض على النواب الحاليين اقرار قانون الانتخابات ملائم بحيث يوفر الفرص لمن لديهم القدرة على تحمل المسؤولية باكمل وجه في الوصول الى موقع القرار و هم قليلون نسبة الى مجموع الشعب، و المهم فيهم اتصافهم بعدم التعصب و نظرتهم الحيادية و اعتمادهم المواطنة بعيدا عن ترسبات الماضي و الخوف من المستقبل و اقرارهم مبدا لكل ذي حق حقه، و توفير الاجواء السلمية للتعايش بعيدا عن التطرف الديني و المذهبي و العرقي، و الهدف الاسمى في نظرهم هو كيفية تحقيق النسبة الواقعية من العدالة الاجتماعية و المساواة و ردم الفجوات الاقتصادية و الاجتماعية بين المكونات. و لا يتم ذلك الا بالمتفتحين على الحياة و المؤمنين بالانسانية في العقلية و التعامل و الفكر .
عندئذ يمكن ان تسير الحكومة و مؤسساتها بعيدا عن نقاشات البرلمان و صراعات الاحزاب و الاهداف الضيقة و نيدا الخطوة الاولى في المؤسساتية في العمل و الاداء السليم لعمل البرلمان التشريعي، و في مراقبة اداء الحكومة بعيدا عن المحسوبية و المنسوبية، و لم تبق اي تاثير للحملات الانتخابية لكل عملية في تلقاء نفسها كنحصيل حاصل من فصل الحزب عن الحكومة كما هو الحال في فصل الدين عن الدولة .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف و لمن نكتب ؟
- الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
- على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
- سبل اطمئنان المكونات الاساسية في العراق الجديد
- الوضع العراقي الراهن بحاجة الى تعامل خاص
- من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
- سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي
- تجسيد المجتمع المدني مرهون بالنظام السياسي التقدمي
- الى متى يحتاج العراق لنظام ديموقراطي توافقي؟
- المماطلة في طرح الحلول على طاولة المفاوضات في تركيا
- الطبقة الكادحة و المناسبات العامة
- ظروف العمالة الاجنبية في دول الشرق الاوسط
- مستقبل اليسار الكوردستاني و مصيره
- حدود تدخل السلطة في امور المجتمع العامة و الخاصة
- المسيرة الانسانية بين الظروف الدينية و القومية المسيطرة على ...
- العقيدة بين المعرفة و الايديولوجيا
- عام من الازمة المالية العالمية و افرازاتها
- المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي
- التغيير يبدا من النفس و يؤثر على المجتمع عموما
- الانتخابات النيابية تجمع بعض القوى المناوئة لبعضها ايضا


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة