أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد جمول - يكذبون وعلينا أن نصدقهم














المزيد.....

يكذبون وعلينا أن نصدقهم


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 15:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يكذبون وعلينا أن نصدقهم
" تكون الرذيلة حيث يكثر الكلام عن الفضيلة" برتولت بريخت
تعود الجوقة ذاتها وإن تغير الممثلون إلى تكرار الكذبة ذاتها، ودائما علينا أن نصدقهم. فهؤلاء كبار العالم، وكذبهم صدق. ومارق كاذب من لا يصدق أكاذيبهم. وكثيرون دفعوا الثمن حين أضاؤوا شمعة تكشف ظلام قذارتهم وأكاذيبهم. ولم يكن آخر من دفع هذا الثمن روجيه غارودي حين قال في كتابه" الأكاذيب المؤسسة لدولة إسرائيل" إن أرقام المحرقة النازية مبالغ فيها، وعمل على إثبات أن الأرقام التي تتداولها آلة الإعلام الغربي والإسرائيلي تعادل أضعاف أضعاف الرقم الحقيقي، إضافة إلى أن معسكرات التعذيب النازية لم تقتصر على اليهود، بل شملت شعوبا وأقواما أخرى، أي كل الذين وقفوا في وجه ألمانيا الهتلرية، وتصرفوا كأعداء لها، تماما كما يفعل الأميركيون الآن، وكما فعل الفرنسيون والبريطانيون في الماضي.
لقد تعلمنا من التاريخ أن هذا ما يحدث عادة بكل أسف. فكل قوة تمنح نفسها حق معاقبة كل من يقف في طريقها ولو دفاعا عن النفس. وهذا ما فعلته الولايات المتحدة. بل فعلت أسوأ منه بكثير حين قصفت هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية، وحين جرّمت وشيطنت كل فكر وقف في وجهها، وباسم حرية الفكر والمعتقد والديمقراطية، منذ تكونها كدولة عظمى حتى الآن، بل وقبل ذلك حين أبادت شعوب القارة الأصلية بكاملها وحين أبادت أجزاء من فيتنام ببشرها وغاباتها وحيواناتها. وهذا يشمل الفكر الماركسي والإسلامي والقومي وكل من يخالفها في المعتقد، وآخره كان ما سمي اجتثاث البعث في العراق. والأنكى من هذا كله أنها تفعل ذلك كله تحت راية الحرية والديمقراطية.
هل يحق لنا أن نطرح القضية بشكل مقلوب؟ لو أن دول المحور انتصرت على دول الحلفاء ومعهم الولايات المتحدة، هل كانت النازية ومن معها سيفعلون بالحلفاء أسوأ مما تفعل الولايات المتحدة وحلفاؤها الآن؟ وهل كان يمكن أن يقوموا بأفعال أكثر شناعة ونهبا وتدميرا وإفسادا مما يحدث الآن في العالم؟ وهل كان العالم أسوأ مما هو الآن لو أن الاتحاد السوفييتي انتصر في الحرب الباردة؟ لمَ علينا أن نصدق كل ما يسوقه لنا هذا الغرب المتوحش بصورته الرأسمالية القائمة على نهب العالم وتدمير الشعوب، بل وتدمير الوجه الحضاري للغرب ذاته، بأنانيته المفرطة؟ لماذا علينا أن نصدق ما يقولونه عن البرنامج النووي الإيراني ولم ننس بعد أكاذيبهم عن البرنامج العراقي الذي دمروا بلدا كاملا بسببه، واعترفوا لاحقا أنهم كذبوا ولفقوا واختلقوا أدلة لا أساس لها من الصحة. وهم الآن يستعدون لفبركة أكاذيب مماثلة عن إيران وسورية وكل من تعتبره إسرائيل هدفا يجب تدميره أو معاقبته؟
إن استخدام القمع أو العقوبات في وجه كل من ينكر معلومة ما، أو يشكك بها، يشكل أكبر دليل على أن هذه المعلومة كاذبة وغير حقيقية. فالحقيقة تكون واضحة بصدقها وبساطتها، حتى ولو كانت ضعيفة في مواجهة الزيف والكذب. فما هو مبرر كل هذه الضغوط العالمية على كل من يحاول من الأكاديميين الغربيين مجرد البحث في الوقائع المرتبطة بالمحرقة؟ ولمَ تفرض القوانين الغربية عقوبات على كل من يحاول التشكيك فيها؟ إذن هناك كذبة يحاولون إبعاد الناس عن كل ما يمكن أن يكشفها. هناك شيء يجب أن يبقى مخفيا ومطمورا. هناك جريمة يجب أن تبقى بعيدة عن التحقيق والبحث وحتى التساؤل. كل هذا دليل على إخفاء شيء يناقض كل ما يقولونه، شيء على درجة من الهشاشة والضعف لا تسمح بطرحه للنقاش أو حتى ترك الناس يرونه لأنه سيكون بمثابة فضيحة لمن فبركوه. وقد يكون مفيدا تذكر ما قاله بريخت ذات يوم" تكون الرذيلة حيث يكثر الكلام عن الفضيلة".
وبالطبع لا يجوز القول إن هناك مؤامرة لأنك عندها تتهم بالترويج لنظرية المؤامرة التي تخرجك من فئة أصحاب العقول، وتضعك في دائرة الجنون وسط هذا العالم الخالي من الدسائس والمؤامرات. ولهذا يبقى تعريف المؤامرة غير محدد سوى أنها" تفسير لأي حدث تاريخي أو حالي باعتباره نتيجة لمؤامرة أو خطة سرية ينفذها عادة متآمرون مكيافيليون يعملون على شكل فريق سري بدلا من أن تقوم بهذا العمل قوى اجتماعية " في وضح النهار. فما الذي تقوم به القوى الغربية أكثر من ذلك: تلفيق أكاذيب ضد دول معينة وترتيب انقلابات عسكرية، ووضع خطط للإيقاع بها وتدميرها ونهب خيراتها. إنهم يريدون لمفهوم المؤامرة أن يبقى من دون تحديد أو تعريف، تماما مثل مفهوم الإرهاب الذي لم يقدموا له أي تعريف كي يبقى مفتوحا وقابلا للتطبيق ضد كل من يقف ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية، حتى لو كان يدافع عن أرضه وبيته وأولاده مثل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية وغيرها.





#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد جمول - يكذبون وعلينا أن نصدقهم