كاظم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 15:21
المحور:
كتابات ساخرة
حينما يشعر المواطن ان ممتلكات الدولة والقطاع العام والخدمات العامة هي لصالح المجتمع ، لابد ان يتفاعل ويتناغم مع الدولة من اجل الحفاظ عليها وحمايتها من العبث . ولقد شكلت الحقبة الشمولية للجميع ، ذاكرة جمعية سلبية ، صحيح ان ا لثقافة الرسمية لها قد انهارت ، ولكنها مازلت تعمل كمخيلة ونسق عام يحكم على الوضع الجديد من خلال تلك الذاكرة .
وهذه التصورات ان لم يتم يتحرر من وطأتها وسلبياتها ، فأنها سوف تشكل ارض خصبة لنمو التطرف والعنف
وسوف تعيد انتاج العنف و الدكتاتورية في حياتنا ولكن باشكال جديدة .
ولذلك علينا ان لانخلط بين العملية السياسية التي يجب ان تحظى بمباركت الجميع والحكومات التي تتعاقب في داخلها فالاولى خيار الشعب النهائي بعد قرون من الاستبداد والثانية مؤقتة نحكم عليها من خلال انجازاتها واعمالها ، لكي تكون هي الفيصل والمقياس لمدى نجاح برامجها السياسية والاقتصادية وشعارتها الانتخابية
لاننا لايمكن ان نحكم على الاخرين من خلال النوايا ، فكثير من الشعوب ، تختار قادتها لفترة محدودة
حين تكتشف فشلهم وعدم قدرنهم على ادارة البلاد لاسيما في الانظمة الديمقراطية وهو امر طبيعي ومن الخصال البشرية .
ان اعادة الثقة بين الطرفين بين الدولة والمواطن مقدمة لازالة الشكوك والترسبات والامرض التي سببت شرخا كبيرا بين الاثنين وعملت على اذكاء روح التربص والشك والارتياب بينهما ، والنتيجة ، اصبحت الدولة في نظر المواطن ، الجيش والشرطة والضرائب بطابعهم السلبي ، والمواطن بنظر الدولة ،لصا ،متمردا ،مرتدا ، هاربا من خدمة العلم التي تحولت الى حروب عبثية ليس لها اخر.
لذا اصبحت الدولة داخل البيت فقط ، اي ان حرص المواطن يكون في هذا المكان الصغير ، وخارجه على بعد امتار تتجمع الانقاض والنفايات والمياه الاسنة دون ان تثير حفيظة احد .
اما من عاش في المنافي ، فلم يشعر ثمة مظلة تحميه في الخارج من عاديات الزمن ، السفارات في الخارج تطارده وتتجسس عليه او تقاسمه اجور العمل والجهد وتزيد من اغترابه ، فتصدعت الهوية ، وهي تبحث عن
عن ملاذ امن او انتماء يعيد لها ذاتها المستلبة .
#كاظم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟