عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 2786 - 2009 / 10 / 1 - 14:38
المحور:
الادب والفن
40
أنبحثُ عن وفاءٍ
وقريةٍ فاضلة
يملكها الأغنياء؟
أليسَ وشاحُ الفضيلةِ فيها
سوى بقايا من دم ٍ طريِّ
على العشبِ المشعّثِ هذا؟
وما زال على الهشيم هنا؟
وبقايا نجيع ٍ داكن ٍ
كان تلوّى
في الحجارة الباسلة
فصارت كزخرفة الأختام
وظلتْ بأبوابِ الكهوف نواطقا ً
فأينَ الفضيلة ُوالوفاءْ؟
وهل من فضيلةٍ في الغِنى
والفقر ِ، يجتمعان؟
وكيف بازدحام المخالب في عُنـُقي؟
41
قريتي التي إنْ تحسَّرَتْ
تأوّهـْتُ لها
لفظتُ على البُعدِ روحيَ فيها
لمْ تعُدْ تردّ ُ لي نـَفـَسي
42
قريتي التي ما زلتُ طفلا ً بها
لا تـَشِيبُ
فليس بها من فضةٍ
سوى البدر ِ يطفو
في ليالي الصيف
بصحبة زورق ٍتائه
بظلّ ٍ داكن ٍ
لباقاتٍ
من نخيل وسَكينة
في روائح الطين والصَّدَفِ
وقير الزوارق المتمايلة
عندَ جرفها المرتعش
فهذا الماءُ الذي
كان محكوماً أن يكون أنا،
محكومٌ أن أكونَ امتدادَه!
كنتُ طفلاً
أعدو على جُرْفِهِ،
فما اصْطـَدْتُ في الصباح فراشة ً
بيضاءَ باصبعين
لأن الذهبَ الطريّ َالرطب
كما بأوراق تنعيم الحُليّ
تجلبه الفراشاتُ الكبيرة ُ في الغسق
فكم من مسرّةٍ
بها تـَغمُرُ الحنـّاءُ كفي بالبرادة!
لكنَّ الدبابيرَ الشـّـُقـْرَ التي استدْرجْتـُها
لكمائنَ من تمور ٍ بألوانها
لأصطادَها
أخافتني!
كانت كأطفال ٍ مدللين؛
الدبّورُ صعبُ المراس!
يبالغ في غرور ٍ بالتفات
فيدورُ حول نفسِهِ
متفحصاً
لاختيار حصته؛
فكيف أميز اللسعة َ القادمة؟
أمِنَ الإبرة السوداء
تـُسْتـَلّ ُ وتـُغمَدُ كلَّ ثانيةٍ
بأعناق السكّر السمراء
أو نِمِنم التوتْ؟
43
كلما مَرَّ رتلٌ في الطريق
وَجَمَتْ عيونُ الصغار
وحملقتْ فينا شبابيكُ البيوتْ
فهاجس ٌ في عروق قريتي
يُخـْبِرُنا
بأن الأشواك والجزمْ
ستحرسُ بعضَها
وتستضيف التليلاتُ خارجَها،
كلّ َ ليلةٍ،
أعراسَ تابوتْ.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟