ناتالي ابو شقرا
الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 19:54
المحور:
القضية الفلسطينية
كسح كل المقاييس و تفلسف على سقراط... وليام نصّار.
و لكن من هو وليام نصّار هذا؟ مثلي مثلكم لم اكن اعرفه. و لكن كان لي الشرف العريق في التعرف اليه عبر مقالته في جريدة السفير "صديقي فخامة الرئيس نورمان فنكلستين." فوليام هذا من كندا لم يخترع البارود فحسب في مقاله بل و تفوّق في مدح الرجل الأبيض و في معادلته حرر الشعب الفلسطيني من ذاته و من المحتل.
يبدأ وليام من كندا في مقاله الساحق الإعتراف بأنه ليس متحيّزاً لأي جهة سياسية و ليس جزء من اي جبهة و لكنه ادعى في "الماضي البعيد" عندما كان "فتى غريرا ارعنا" بأنه عضو الجبهة الشعبية. و من ثم يكمل بدفاعه ك"محامي الشيطان" في "قضية اخلاقية." ثم نكتشف بأنه يدافع عن نورمان فنكلستين ضد شريرين من "القدس و آخر من غزة" الذين احتلا فكرة مسيرة البروفسور فنكلستين السلمية الى عزة و رموه خارجها.
و يعدد وليام من كندا بشطارة اهداف البروفسور فنكلستين (قبل انسحابه و قيام اللجنة المنظمة للمسيرة بتعديل البيان) في المسيرة و يقول ان مبتغاها خلق وعي بالقضية الفلسطينية و "إشراك اكبر عدد من المتطوعين في مسيرة سلمية لا عنفية عنوانها مسيرة حرية غزة العالمية" و "لفت أنظار المجتمعات الأوروبية الى ما يعانيه اهل القطاع" و "السير باتجاه معبر ايريز يدا بيد مع سكان القطاع" بهدف فتح المعابر.
و لكن وليام هذا من كندا لم يذكر ليس لأنه لا يريد بل لأنه لا يعرف بأن البروفسور فنكلستين لم يتطرق الى أشكال المقاومة الفلسطينية اللاعنفيةالتي تعود الى عام 1936 تحت الاحتلال البريطاني و الذي كان آخر ضحاياها بسام ابو رحمة في ابريل عندما تقصد قتله جندي في جيش الاحتلال في تصريب قنبلة الغاز الى قلبه خلال وجوده في مسيرة سلمية ضد جدار الفصل العنصري في بعلين حيث فارق الحياة على الفور. و اعذروا الاستاذ وليام من كندا عدم معرفته ان معبر رفح يشكل معبر الحرية الوحيد الذي يضمن حرية التنقل لأهل القطاع و هذا غير مذكور في بيان المسيرة الأول الذي قام البروفسور فنكلستين بكتابته. اذا كانت الحشود ستدخل غزة لمسيرة الى ايريز فكيف سيدخلون الا من خلال معبر رفح! اذا فيجب الضغط على الدولة المصرية و كذلك حليفتها الصهيونية بقتح المعبر و هذا هو الذي يرفع الحصار!
لم يذكر وليام من كندا بأن البروفسور فنكلستين تجاهل الاحتلال الإسرائيلي و أن الحصار المفروض على اهلنا في غزة هو جزء لا يتجزأ من الاحتلال بشكل عام- هل الضفة معفية من الحصار؟ و تجاهل ايضا حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير و حق العودة- حق العودة جوهر القضية غير قابل للنقاش غير موجود في بيان فنكلستين! اي مبادرة تضامن يجب ان تعترف بهذا الحق على الأقل- حق عير قابل للتصرف- و لكنه غير موجود في بيان البروفسور فنكلستبن!
و بالحديث عن المقاومة السلمية, فيا سيدي العزيز وليام من كندا لم يظهر نداء المقاطعة البي دي اس في بيان صديقك البروفسور! و هل النداء معاد للسلام لهذه الدرجة؟ اذا لم تكن المقاطعة من أقوى أشكال المقاومة اللاعنفية الذي يمكن ان بمارسها الفرد متخذا مبذأ أخلاقي فما هو البديل اذا؟ اطرب آذاننا من كندا-هيا!
و من بعد حديثه الطويل و الممل ينتقل وليام من كندا الى مهاجمة هذين الشريرين "من غزة و من القدس" الذين "لم يسمع بهما أحد من قبل" الذين اعترضا البروفسور في بيانه و حرصا على "النضال المشروع." فهذين الأخوين "واحد من غزة و آخر من القدس" الذين "لا يعرفهما أحد" يخدمان مصلحتهما الشخصية بناء على كلام وليام من كندا.
آخ يا قلبي من مرّ الزمن.
أولا, يا سيدي العزيز وليام من كندا, نقاطك ضعيفة و تستهدف "الأخوان الفلسطينيان" و هما مناضلان داخل فلسطين المحتلة, عمر البرغوثي و حيدر عيد شخصيا. و يجب علي الذكر هنا أن هذان " الأخوان الفلسطينيان" لم يكتبا البيان الثاني الذي عدّل عن الأول. بل استعانت اللجنة التوجيهية المنظمة للمسيرة بكل من حيدر عيد و عمر البرغوثي و كان هناك تصويت داخل اللجنة و قررت الأكثرية بتعديل البيان ليتضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني و ذلك بناء على رسائل وجهتها عدة منظمات و مؤسسات مجتمع مدني داخل فلسطين المحتلة و ليس فقط البرغوثي و عيد.
ثالثا, يا سيدي العزيز, إن حيدر عيد و عمر البرغوثي لا يعبران عن آرائهما الشخصية. ما عبرا عنه من انتقادات للبيان هوالحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين المشروعة و التي وقعت عليها أكثرية مؤسسات المجتمع المدني وفصائل العمل الوطني و الإسلامي الفلسطيني عام 2005 و التي كانت لديها تحفظات من البيان الأول الذي تناوله البروفسور صديقك قبل تدخل هذان"الأخوان الفلسطينيان" اللذان "لا يعرفهما أحد" كممثلان لنداء المقاطعة و ليدافعا عن حقوق شعبهما الأساسية و ليس عن آرائهما الشخصية و لا مواقفهما الشخصية.
رابعا, يا سيدي العزيز, لماذا تذكرهما مرارا و تكرارا و تعيد الحلقة و تقول "الأخوان الفلسطينيان" و من ثم تعيد و تقول "اللذان لا يعرفهما أحد." و هل من الضروري أن يكونا مشاهير القرن لتعترف بهم أنت؟ هل يجب أن يكونا نجوم من هوليوود لكي يسمعوا؟ هل هو الموقف أم الإسم؟ اعذرهما فهما لا يتمتعا بنجومية صديقك البروفسور.
هل هو ضروري لهذه الدرجة اسم حيدر ام عمر او الدفاع عن حق العودة و الاشارللاإحتلال العسكري؟ و ما علاقة كل هذا بشخص عمر البرغوثي ام حيدر عيد ان كانا معروفين ام غير معروفين؟ ما علاقة ذلك بسعر الخيار و البطاطا و البطيخ!
و بصراحة, أعتقد بأن حيدر عيد و عمر البرغوثي لم يسمعا بك قط. و من هو وليام نصّار من كندا و صديقه البروفسور فنكلستين النبي و السفير! أقرأ في كلماتك يا سيدي العزيز نزعة الخواجة و عقدة نقص يشكو منهما الكثير من مدعي الثقافة العرب و أنت يا وليام من كندا تعبر عن هذه الفئة القليلة و تعبد أي شيء ابيض و تدعي اليسارية و الإنتماء الوطني لأنه من الواضح بأنك لا تعرف ما معنى النضال على الأرض المحتلة!
و بصراحة أكثر, لا يضحكني أكثر من تكرارك مرارا "هذان الأخوان الفلسطينيان" الذي "لا يعرفهم أحد واحد من غزة و آخر من القدس"...
دعني أوجه لك نصيحة يا سيدي العزيز من كندا: يجب عليك أن تضع أهل غزة و القدس على رأسك لأن غزة تعبر عن دماء أولاد آل السمّوني- يعبرون عن دماء العائلات- ام لا؟ يجب أن تضع القدس و غزة وسام شرف فهذان "الأخوان الفلسطينيان غير المعروفان" تعمدوا بدماء الشهداء من 1948 لغاية اليوم و عندما يأخذان موقفا- فهو موقف علمي و ليس موقف متسلط و متعالي نابع من ثقافة كولونياليه تدعي اليسارية!
ما كان في البيان الأول الأول الذي كتبه صديقك البروفسور يا سيدي العزيز سياق سياسي بل كان أقرب الى مشروع خيري. و ما كان فيه تقدير لتضحيات شعبك او نضاله و كأن غاندي النبي الوحيد- و لا تفهمني غلط. غاندي يلهمنا و لكن النضال الفلسطيني له تاريخه و التضحيات و الدماء... و لا يمكننا تهميش هذه الدماء و لم يخترع فنكلستين البارود كما فعلت في مقالك الساحق.
ناتالي ابو شقرا هي ناشطة عربية من لبنان كانت فد أمضت ثماني شهور في القطاع و خلال العدوان الأسرائيلي و شاركت في كسر الحصار عبر قارب الكرامة.
#ناتالي_ابو_شقرا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟