عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 19:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
( كلما زادت معرفتي بالناس ، زاد حبي لكلبي الصغير )
أنطوان تشيخوف
في عالم ألف ليلة وليلة ، حيث الليالي الطويلة المملوءة برائحة البخور ومنظر سـيقان البغايا يعطي لقصص الشرق رونقها الخاص .. عن قصة قديمة للنبي يونس ، وفيها أن إعصارا جاء ليضرب قرية يونس وكان يســير ببطء ( على ذمة الراوي ) !!! وأجتمع القوم عند بيت النبي حتى يستطلعوا رأيه في كيفية الخلاص من الإعصار القادم لهم .. على الرغم من الكفر الذي كان فيه قوم النبي ( كانوا يشاهدون قناة غنوة كثيرا على مايبدو !!! ) ، وافق النبي يونس على مســـاعدتهم في هذا الموضوع .. طلب أليهم النبي أن يصفوا الحيوانات في صف مقابل الجهة التي يأتي منها الإعصار وثم الأطفال في صف أخر خلف صف الحيوانات وبقية أهل القرية في الصف الثالث !!!!!!!! وجاء الإعصار وتوقف قبيل صف الحيوانات تاركا أهل قرية النبي بسلام ..
أخر شيء أؤمن به قصص التاريخ وخصوصا تلك التي قدمت ألينا عن فلان وعن فلان وعن وعن حتى المئة راوي وطبعا تدركون جيدا مستوى المصداقية عند بعض الرواة !!!! لكن القصة في عمقها تعطي لنا درسا في البارا سيكولوجي ، درس مفيد خصوصا لعالم أحمق يعبد المادة لحد المتاجرة بالجسد البشري والمتاجرة بالعواطف وبالأطفال دون البحث عن عمق هذا الكائن التعس المسمى بالأنسان ، كائن تعس لدرجة القرف بحيث يفضل موبايل مزعج عن قراءة قصيدة قرب موقد !!!!
ودرس أخر ما يتعلق بظاهرة ســـــاي ( الطاقة الروحية ) عند الحيوانات التي تتميز كثيرا عن البشر كونها أصفى من ساي الموجودة عند البشر ..
أعطى لنا يونس معادلة مهمة ، معادلة على طريقة مارتن هيدجر في الفلسفة ( الطبيعة تبقى هي أمنا الأولى سواء كنا هابطين من جنة أو من كوكب ) معادلة في العلاقة بين ساي ودرجة تعقيد الكائن لحي وفق المعادلة الآتية :
ساي تتناسب تناسب عكسيا مع درجة تعقيد الكائن الحي .
أي كلما تبسط الكائن الحي زادت قابلية ساي عنده .. وهنا يكمن تعقيد البرا سيكولوجي كونه علم يدرس المتناقضات .
ســـــأتوقف عن الكتابة هنا لأن القطة الصغيرة التي تعيش في منزلنا بحاجة للطعام ..
شكرا لكم
المصادر ..
- الفضاءات الداخلية للعقل البشري .. ترجمة الدكتور الحارث عبد الحميد
- محاضرة للسيدة جويس ماير في اللاهوت المسيحي
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟