أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - من عقائد الإيمان العقلي أو عقيدة التنزيه














المزيد.....

من عقائد الإيمان العقلي أو عقيدة التنزيه


تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يرسل الله للإنسان رسولا إلا عقله، ولم ينصب له إماما إلا ضميره، ولم ينزل عليه كتابا إلا تجربته، ولم يجعل له دينا إلا الإيمان به وتوحيده وتنزيهه، ولم يشرع له شريعة إلا ما شرع هو وألزم به نفسه، بما يحقق إنسانيته، ولم يأمره إلا بالعدل والإحسان وحسن الخلق، ولم ينهه إلا عن الظلم والإساءة وسوء الخلق، وما الثواب إلا لمن أحسن عملا بقدر ما أحسن، سواء آمن أو كفر، وما العقاب إلا لمن أساء عملا بقدر ما أساء، سواء آمن أو كفر، ومن أهم معايير وزن الأعمال الصالحة منها والسيئة، هما نية، وعقل العامل، ولا يعلم أحد كيف ثواب الله، وكيف عقابه، وما مداهما، إلا هو، ولكن العقل يوجب أن لا يكونا إلا وفقا لموازين العدل المطلق، ويدرك أن رحمة الله وسعت كل شيء، فالثواب فوق الاستحقاق، بما يناسب جوده، والعقاب دون الاستحقاق، بما يناسب عفوه.



وإن في كل إنسان ثمة عناصر جبر، وثمة عناصر اختيار، ولا يضع الله في ميزان جزائه لكل إنسان، إلا عمله ونيته وعناصر الاختيار فيه، ولا يحاسبه على عمل سيئ أفرزته عناصر الجبر فيه، ويعوض من توجه العمل السيئ إليه، دون الأخذ ممن وجهه إليه، إن كان صادرا عنه جبرا لا اختيارا. بل يعوض كل إنسان فاتته فرص لم تتح له، ومتع حرم منها، وأحلام لم تتحقق له، وكوارث حلت به، أو أمراض داهمته، أو حالات عوق نغصت عليه حياته، أو قصر عمر، أو ...، أو ...، مما لا يتحمل مسؤوليته، ومما لحقه من جرائه غبن وحيف. هذه العقيدة ليست تعبيرا عن تعويض يتطلع إليه المحرومون، بل هو من لوازم عدل الله ورحمته ولطفه، والذي هو كله من لوازم كماله وتنزهه عن النقص، والذي أي هذا الكمال والتنزه من لوازم وجوب الوجود، الذي هو من نتائج اعتماد قانون العلية من جهة، واستحالة التسلسل اللانهائي (اللابدائي) للعلل من جهة أخرى، لامتناع انبعاث الوجود مع تسلسل العلل.



ومن عناصر الجبر هي قناعات الإنسان وعقائده، فهي غالبا ليست اختيارية، وما لم يكن اختياريا، فهو جبر بالضرورة، وما كان الإنسان مجبرا عليه، يمتنع عدل الله على أن يوجه إليه عقوبة بسبب قناعاته، فمعظم الناس يرثون دينهم عن آبائهم، أو يعتنقونه على وفق المؤثرات الخارجية من وسطهم الاجتماعي، وكل ذلك لا يكون باختيارهم. بل حتى الذي يختار دينه وعقيدته مستقلا عما ورثه عن آبائه، أو ألفه في بيئته، فهناك عناصر جبر في هذا الاختيار، منها محدودية إدراكاته، والثغرات في تفكيره، وطبيعة الفرص التي أتيحت له، والبيئة التي عاش فيها، والكتب التي قرأها، والأصدقاء الذين تأثر بهم. فالقناعة، صحت، أو أخطأت، أمر غير اختياري، فهي ليست فعلا، حتى تكون اختيارية، بل حالة ذهنية تتفاعل، وتتشكل في عقل صاحبها، حتى لو كانت عبر تأملات ذاتية محضة، ومن غير مؤثرات خارجية. من هنا فالإنسان يجزى بعمله على وفق نيته، وبحدود اختياره، ولا يجزى على عقيدته، إلا بحدود ما يمثل من عناصر تشكّلها اختيارا واعيا محضا.



12/06/2008

25/02/2009

30/09/2009





#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتقع المسؤولية على القرآن أم على قراءة وفهم القرآن؟
- عصمة الأئمة وعدالة الصحابة وقداسة المراجع وعصمة الپاپوات
- العصمة بين الحقيقة والوهم
- لماذا يستثنى المؤمنون اللادينيون من حوار الأديان؟
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين
- دعاء ما بعد الاهتداء إلى الإيمان اللاديني
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 3/3
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 2/3
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 1/3
- كلمات من وحي عقيدة التنزيه
- العقليون في التوحيد نقليون في النبوة والإمامة
- دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية
- ما هي مصادر المعرفة للإنسان؟
- التلاوة العلنية للقرآن مساس صارخ بكرامة الآخرين
- بين تنزيه الله وتنزيه الدين
- خاطرة ستبقى تحوم حولي الشبهات
- تسبيحة من وحي عقيدة التنزيه
- عقيدة التنزيه ومراتب التنزيه في الأديان
- شكر واعتذار وملاحظات للقراء الأعزاء


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص القوات الإسرائيلية قرب سلفيت (فيديو)
- قصة فرنسا مع الأقليات والطائفية السياسية في سوريا
- شهيدة برصاص الاحتلال بزعم تنفيذها عملية طعن قرب سلفيت
- الإفتاء الليبية: ضريبة شراء الدولار وخفض قيمة الدينار الليبي ...
- دار الإفتاء الليبية: ضريبة شراء الدولار وخفض قيمة الدينار ال ...
- أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: دعوة الجهاد المسلح صدرت عن ...
- المرشد الأعلى الإيراني: إسرائيل سجلت رقما قياسيا في الإجرام ...
- إسرائيل تقرر إبعاد مدير الحرم الإبراهيمي وتغلق أبوابا بالمسج ...
- مصر.. الإفتاء ترد على فتوى -وجوب الجهاد المسلح ضد إسرائيل-: ...
- حرب غزة تثير خلافا دينيا.. الإفتاء المصرية تحذر من مغامرات غ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - من عقائد الإيمان العقلي أو عقيدة التنزيه