أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟














المزيد.....


هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقبلت بلادنا خريف هذه السنة، وهي في وضعية اقتصادية واجتماعية قد تدعو إلى القلق، في حين تميز الركح السياسي باعتماد فؤاد عالي الهمة سياسة "المناورة والضرب تحت الحزام" واستراتيجية "فضح عورة الخصوم". والضرب تحت الحزام مصطلح مأخوذ من رياضة الملاكمة، وهى كناية عن اللاعب الذي يريد أن يهزم خصمه بطريقة غير مشروعة، فيلجأ إلى الغش وضرب غريمه في أماكن غير مسموح بها .
بعد سياسة تدبير الهجوم من برجه العاجي، المترفع وغير المبالي بما يجري ويدور حوله، في رقعة لعبة "غوميضة الأحزاب المتهالكة"، ها هو فؤاد عالي الهمة بعد أن دكّ تراكتوره الحقل السياسي وحصيلته، ينزل إلى حضيض درجات الصراع السياسي باستعمال نهج التهديد، وذلك باستخدام سلاح "كشف الضواصا" متبعا في ذلك تكتيك الضعفاء، أي "كشف العورات" والنبش في خبايا الحياة الشخصية للسياسيين الذين من شأنهم تعكير جو "استعمار" الهمة وتوابعه للركح السياسي.
يقال إن السياسة هي فن الممكن، إلا أن "فن الممكن" هذا ـ في ظل منظومة سياسة غير مقعدة حزبيا مكونة من كائنات حزبية وسياسية متهاوية ظلت، منذ سنوات، على جرف هار ـ قد يسهل اعتماد كل الأساليب بما فيها الخسيسة.
فهل تندرج سياسة فن الممكن في خانة المغلوب على أمرهم، الذين لا يملكون حولا ولا قوة أمام اللهث وراء المواقع و المناصب، خوفا من ضياع الامتيازات المتراكمة أو فقدان التسهيلات التي ينعمون تحت ظلالها؟ علما أنه ولو سُلِّم بأن السياسة هي فن الممكن فقط، لما وجد تاريخ، ولما وجدت حياة سياسة، لأن التاريخ هو تغيير الواقع، والحياة السياسية هي تحويل الوقائع الجارية إلى وقائع أخرى، و ليس اعتماد السباحة في المياه العكرة، كنهج أساسي للتحرك والصراع والتخلص من غير المرغوب فيهم.
إن فؤاد عالي الهمة بدأ يهدد باستعمال سلاح كشف "الضواصا" الساخنة والمحرجة، لتدبير النزاع السياسي سعيا وراء التحكم في المشهد السياسي والحزبي، وأظن أن من يختار استخدام هذا السلاح، عليه أن يستوعب المقولة:" إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الناس بالحجارة " لأنه قد يكون لدى الآخرين حجر وحصى لا ينتهيان، فهل فؤاد عالي الهمة، الذي قضى سنوات في دواليب السلطة وبعض دروبها المظلمة، على يقين أنه لا وجود لـ " ضواصا" ساخنة لعب فيها أحد أدوار البطولة، و أن حياته الشخصية "فيري كلين"، كما يقول الانجليز، وبالتالي لا يمكن لخصومه، هم كذلك استخدام سلاح "الضرب تحت الحزام" في مواجهته؟.
أما بخصوص الوضعية الاقتصادية فيبدو ـ خلافا لما تدعيه الجهات الرسمية ـ أن الوضع يسير نحو المزيد من التأزم، ومختلف المؤشرات تفيد أيضا بأنه من الصعب بمكان تحقيق نسبة النمو الكافية لامتصاص استمرار تدني الأوضاع. ضمن هذه المؤشرات تفاقم عجز الميزان التجاري، الذي بلغ هذا الصيف ما يناهز 84 مليار درهم، بفعل انهيار مبيعات الفوسفاط ومشتقاته والتي تراجعت بما نسبته 75 بالمائة، ناهيك عن تراجع تحويلات مغاربة الخارج وتقهقر الصادرات في مختلف المجالات. إنه مسار من شأنه المساهمة في تعميق الأزمة وليس التخفيف من وطأتها. وقد دق العديد من المراقبين ناقوس الخطر، منادين بالبحث عن سبل أخرى للحفاظ على التوازنات المالية الخارجية، التي ظل صلاح الدين مزوار يصرح أن وزارته تتحكم فيها جيدا وليس هناك ما يدعو إلى القلق.
لا نبالغ إذا قلنا إن بلادنا تمر بأزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، تساهم في تدمير الحياة الاجتماعية و الاقتصادية لقطاعات واسعة من الشعب المغربي خفية. وإذا لم يتدارك القائمون على الأمور هذه الحالة النشاز، المعقدة بكل ما تقتضيه من جدية وما تتطلبه من مسؤولية، في إطار البحث عن حلول ناجعة لها، فسنشهد لا محالة مزيدا من التدهور والاندحار على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. الجميع يعاني حاليا، تحطيما متسارعا للقدرة الشرائية لأوسع فئات ساكنة المغرب، وتدهورا متزايدا للأوضاع الحياتية في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
و قد أبرز وزير الاقتصاد والمالية مؤخرا أن الواجب، في مواجهة السياق الراهن، لا يقتصر على تدبير آثار الأزمة المالية وفقا لشروط جيدة فحسب، وإنما يقتضي أيضا القيام بإصلاحات جديدة، بنيوية وقطاعية لإعداد المغرب لمرحلة ما بعد الأزمة.
فهل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟
إدريس ولد القابلة







#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المحتل المغتصب يجب أن يعاقب وليس أن يُجارى بالتطبيع معه-
- كل المؤسسات تأخذ أحيانا بحرفية الخطاب الملكي ولا تجرؤ على ال ...
- هل ينجح المغرب في امتحان إصلاح القضاء الذي يرسب فيه دائما؟
- حرية العقيدة و التخبط المفاهيمي : في الحاجة إلى العلمانية
- عشر سنوات من -العهد الجديد-: الحصيلة و الآفاق
- لازلنا في مرحلة محاربة الأمية العتيقة
- عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشه ...
- خبايا، طرائف وكواليس الدروس الحسنية في عهد الحسن الثاني
- دعم ليبيا ل -لبوليساريو- دون التفريط في العلاقات مع المغرب
- حوار مع علي سالم ولد التامك/ فاعل حقوقي صحراوي
- اقترح عليه الرئيس بومدين رئاسة -الجمهورية الصحراوية- فغادر ا ...
- المغرب في الإعلام الخارجي
- نمو اقتصاد الدول المغاربية لن يتجاوز 4 بالمائة في 2010
- قضاؤنا نقطة سوداء و فشل الحكومة -مستدام-
- لغة سنوات الرصاص
- صيف -الفياسكو-
- من يمثل 15 مليون مغربي؟
- الفقيد عبد الفتاح الفاكهاني لازلت حيا، رغم رحيلك عنا
- الملك -الروك- الوحيد الذي نمّى ثروته هذه السنة
- استعمال المرأة و جسدها من طرف المخابرات


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟