صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 04:20
المحور:
الادب والفن
8
.... ... .. .. .....
إيّاكِ أنْ تستسلمي لثعالبِ
هذا الزمان
إيّاكِ أن تحني رأسكِ
لهراطقةِ العصرِ
أينَ أنتَ يا كلكامش
هل ماتزالُ نبتة الخلودِ
خالدة في وهادِ سومر وأكّاد
لا تقلقي يا بابلَ
ثعالبُ هذا الزمان
غير قادرة
على طمسِ جنائنِكِ
غير قادرة على زحزحةِ
وجهِكِ الشامخِ
في برجِ الحضارةِ
حضاراتٌ تأتي وتزول
تبقى أنقى الحضارات .. لا تزول
وحدُها الكلمة الحقّ
تبقى ساطعةً
بينَ أضلاعِ التاريخِ
شامخةً فوقَ قبَّةِ الحياةِ
وحدُها المحبّة باقية
فوقَ أجنحةِ الحضارةِ
كلّ معارك الكونِ
تنتهي في مهاوي الريحِ
تنتهي في ظلمةٍ ظالمة
عالقة
في
هوامشِ
التاريخِ
كلّ معارك الكون معاركٌ باطلة
لا منتصر في الحروبِ
كلّ الحروب في طريقِهَا
إلى وادي الجنونِ
جنونُ البشرِ!
منذهلٌ أنا
كيفَ يريدُ الإنسانُ
خوضَ المعارك
منذهلٌ أنا
كيف يقتلُ الإنسانُ الإنسانَ
من أجلِ أرضٍ أو نفطٍ أو جاه؟
إنّه جنون الصولجان
انزلاقُ الحضارةِ
في قعرِ اللاحضارة
تختفي رويداً .. رويداً
تباشير حضارة
لا أرى في رؤى السَّاسة الكبار
غير انحرافٍ عن دربِ المنارة
لا أرى في وجهِ الشفقِ
ملامحَ فرحٍ
ولا في خيوطِ الشمسِ
وهجَ الحرارة
يراودني أن الشمسَ ضَجِرَت
من عبثِ الإنسانِ
فتقلّصَ وهجها
غير راغبة
أن تغدقَ على البشرِ
دفء البرارة!
.... .. .. .. .. يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟