أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مهمندار - الوجه الحقيقي للإرهاب















المزيد.....

الوجه الحقيقي للإرهاب


محمد مهمندار

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 03:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثر في الآونة الأخيرة استخدام مصطلح(( الإرهاب )) حتى اخذ الأمر صيغة التعميم ، وأصبح كل ما يدور خارج الفلك الأمريكي ينضوي تحت قبة الإرهاب او محور الشر او إلى أخر هذه المصطلحات التي أصبحت تدير و تتحكم بالسياسة الأمريكية المبنية على أسس إرهابية صرفة، و من هنا كان لابد من هذه الوقفة كمحاولة للفصل بين الإرهاب والحق المشروع للدفاع عن النفس الذي أقرته القوانين الدولية .
بادئ ذي بدء لابد من الوقوف والتمعن للبحث عن المعنى الحقيقي لمصطلح الإرهاب والتطرف وتحديد الشروط والظروف التي يجب أن نطلق فيها هذه الصفة كمصطلح ، كما يجب التفريق بين أعمال الإرهاب والتطرف والكفاح المسلح والجهاد في سبيل تحقيق القضايا العادلة للشعوب المقهورة ولا يجب الخلط بين الطرفين وإذا كان المقصود بالإرهاب هو المقاومة التي تبديها شعوب كالشعب العربي في فلسطين وجنوب لبنان والشيشان وأفغانستان والفلبين وايرلندا وأسبانيا وغيرها من الدول التي يستهدف فيها الإنسان بوجوده ومعتقداته وانتمائه ، فإننا نرفض اطلاق كلمة إرهاب وتطرف على مثل هذه الأعمال التي هي ليست الا ردة فعل عكسية لشعوب مقهورة تبحث عن وجودها وحريتها المسلوبة وحقوقها الضائعة وتدفع الظلم عن أنفسها في ظل مخططات وضعت للنيل من هذه الشعوب وتذويب شخصيتها وهضم حقوقها ومصادرة أراضيها لإلغاء وجودها ، مما دعاها إلى توحيد جهودها وتنظيمها و اللجوء إلى الكفاح المسلح والعمل العسكري كخيار مفروض عليها إلى جانب العمل السياسي ، وحيث اننا سنجد لكثير من هذه التنظيمات والمنظمات أجنحة عسكرية وأجنحة سياسية مما يؤكد أن اللجوء إلى السلاح كان بسبب عدوانية الطرف الأول واستخدامه للعنف بغير حدود والحالة الفلسطينية أنموذج لذلك .
فما تقوم به الدولة الصهيونية من أعمال يومية كالقتل المنظم ومخططات الابادة المدروسة وتدمير كل شيء من الشجر إلى الحجر والبشر ، ومهما حاولنا البحث عن مصطلح لهذه الأعمال فلن نجد لها إلا مصطلح الإرهاب والذي سيولد كما اشرنا كردة فعل أعمال مقاومة ضاربة ومركزة تكتسب الصفة الشرعية ، ألا إذا أردنا إن نغير صيغة الحياة ويقابل القاتل بإلقاء الورود .
أما بالنسبة للوجود الأجنبي في المنطقة ولا نذ يع سرا حين نقول ((الوجود الأمريكي)) هو إرهاب بحد ذاته فالقوات الأمريكية وجدت في المنطقة لتمارس الإرهاب وتدعمه ولتحمي الدولة الصهيونية المحتلة وهذه القوات هي بحد ذاتها قوات احتلال ، ولم توجد لأسباب إنسانية فهل سبق أن سمعنا عن فرقة أمريكية تحركت لمنع مجزرة في فلسطين أو حتى للفصل في حالة صراع دائرة في المنطقة ، ولكن ما لمسناه أن هذة القوى ليست إلا درعا" لحماية الدولة الصهيونية ورعاية مصالحها واستمرار وجودها ولحماية الأنظمة الحاكمة التي أوجدتها أمريكا لترعى مصالحها ففي كل دول العالم تدفع أمريكا تعويضات لوجود قواعدها العسكرية، ألا في منطقتنا فالسائد هو العكس أن أمريكا تكسب من جراء وجود قواتها في هذه الدول وذلك بحجة حمايتها وحماية المصالح المشتركة بينها وبين أمريكا .
وهنا ونحن ندرس الحالة الأمريكية والمنطقة العربية كمثال، نرى ان ذلك ينطبق على أفريقيا التي تسعى فرنسا إلى السيطرة عليها مناصفة مع جارتها إنكلترا فتمارس ما يمارس في منطقتنا من تنصيب وعزل الخ ولو بصورة اخف عنفا من الحالة الأمريكية.
وما نريد أن نقوله أن الاستعمار استعمار أينما وجد وبأية صورة ظهر والدفاع حق مشروع لكل الشعوب .
أما بالنسبة لانعدام الحوار فهو حلقة مفقودة في هذه القضية أو مغيبة من الطرف الأقوى، فلا يمكن إقامة حوار في حين أن احد الأطراف يطلب إلغاء الأخر ونظرية الحوار تقوم على أساس وجود طرفين يعترف كل منهما بالأخر ويدافع كل طرف عن أفكاره التي يعتبرها الأصح
فالسعي إلى إلغاء الآخر تجسد في حالة الصراع الفكري الموجود في منطقتنا ، فكثيرا ما استطاع الأخر وهو الأضعف ومن خلال الديمقراطية والانتخابات ان يفرض نفسه ويثبت وجوده للدفاع عن معتقداته ومبادئه من خلال الديمقراطية وليكون طرفا في الحوار، ألا أن الطرف الأول وهو الأقوى سعى إلى إلغائه ونسف بذلك كل مبادئ الديمقراطية والحرية التي يتبناها وينادي بها ويعلل وجوده لحمايتها والدفاع عنها وما الحالة الجزائرية إلا نموذج واضح وصريح عن ذلك .
إذا أن انعدام الحوار كان بسبب الطرف الأقوى الذي رفض الاعتراف بوجود الطرف الأخر بل وسعى إلى إلغائه ضاربا بذلك بكل مبادئه ومعتقداته الديمقراطية ، كما أظهره كطرف معاد ليبرر ويحمي مشاهد القتل اليومي المنظم التي تمارس بأسلحة من صنعه وراح يرعى تلك الأعمال ويبحث لها عن تفسيرات إنسانية مجسدا ومؤكدا بذلك الحالة العدوانية تجاه الطرف الآخر ومما ولد لدى الأخر ردة فعل طبيعية للدفاع عن نفسه ووجوده ومعتقداته ومقدساته ، وهذا ما نراه اليوم في فلسطين وماذا تظن أمريكا ان يتصرف المسلمون حين يسمعون ان يهودا سيدنسون احد مقدساتهم وهل يعتقد منظرو السياسة الأمريكية أن الجماهير ستصطف على جنبات الطريق لتحية أولئك اليهود
ان القاعدة الآن أيها السادة ليس تنظيم القاعدة وإنما القاعدة هي أن كل مسلم أصبح اليوم عدوا لأمريكا ، بسب السياسة التي تنتهجها الحكومة الأمريكية المبنية على إثارة النزعات الدينية والعرقية وإعطاء الحرب الاستعمارية صبغة دينية وهذا ما بدا واضحا وجليا في تصريحات المسئولين الأمريكيين على أعلى المستويات ، وكذلك سياسة الانحياز المطلق لإسرائيل ، فأمريكا التي أوجدت منظمات لرعاية الكلاب والقطط والدلافين ومنظمات للدفاع عن المثيلين والسحاقيات والشواذ ، لم تحرك ساكنا لرعاية قضايا إنسانية كقضية الشعب الفلسطيني ، وحتى وصل الحال إلى أن من فكر من الأمريكيين وهم من غير المسلمين والذين نسجل لهم إنسانيتهم التي دفعتهم للوقوف أمام الهمجية الصهيونية ، لاقوا نفس مصير الفلسطينيين حيث انتهوا وقضوا نحبهم تحت جنازير الدبابات والبلدوزرات الإسرائيلية وتخلت عنهم أمريكا ولم تحرك ساكنا وهي التي تقيم الدنيا وتقعدها من اجل كلب يعيش على الأرض الأمريكية .
أيها السادة لن أطيل عليكم وإن ما ذكرت هو غيض من فيض وكل ما أريد أن أقوله أننا شعب نقدس الأديان ونحب السلام ونعشق الإنسان ولكن لن يزدنا العنف إلا عنفوانا فدعوة إلى الحوار .



#محمد_مهمندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مهمندار - الوجه الحقيقي للإرهاب