صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 22:58
المحور:
الادب والفن
.... ... .. .. ....
تعفِّرُ وجهَ بابلَ
تقتلُ نينوى دونَ وجلٍ
وتحرقُ عشبةَ كلكامش
غير مكترثة لدموعِ الثكالى
لدموعِ العشَّاق المنسابة
على قبورِ ضحايا قُتلوا
عندَ مفترقِ الصحارى
حضارةٌ من نارٍ وكبريت
قائمة على نهجِ الكراتينِ
على زيادةِ بلوكوزاتِ الدولارِ
زيادة أوجاع الإنسان
حضارةٌ كثيفةُ الحموضةِ
غير مستساغة حتّى من بَنيها
حضارةٌ طائشةٌ
تدوسُ فوقَ حميميّاتِ البشرِ
فوقَ عفويّاتِ الريفِ
فوقِ شموخِ السنابلِ
تكسرُ بحماقةٍ أغصانَ النخيلِ
تعفِّرُ دماءَ الأنهارِ
تهرقُ سكينةَ الليلِ
تقلقُ هدوءَ الكهولِ
تفزعُ الطيورَ المهاجرة
حضارةٌ ملطّخةٌ بالبراكينِ
تعفِّرُ وجهَ الشفقِ بالقيرِ
تملأ الدنيا حيرةً
قلقاً
ضجراً لا يُطاق!
سئمْتُ اشراقةَ الصباحِ
مللْتُ من الإنزلاقاتِ
في بُرَكِ الحزنِ
تحشرجَ الشهيقُ
في سماءِ الألمِ
أوجاعٌ من كلِّ الجهاتِ
جيوشٌ جرّارة
تتربّصُ أطفالاً مرضى
تتربَّصُ شيوخاً
أكلهم الأنين والقنوط
تتربَّصُ نساءً مصابات
بجفافِ العمرِ
تتربَّصُ شباباً
كرهوا اليومَ الّذي وُلدوا فيه
تتربَّصُ أرضاً موغلة
في أعماقِ الحضارات
تريدُ أنْ تسحقَ
جماجمَ آشور
الجنائن المعلقّة
سور بابل ..
تريدُ أنْ تعفِّرَ عذوبةَ المياهِ
تريدُ أنْ تقتلعَ وردةَ الربيعِ
تحرقُ الاقاحي ..
.... ... .. ... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟