أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟















المزيد.....

فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يدعو السيد عبد الحميد المهاجر " قاريء حسيني مخضرم " مستمعيه ومشاهديه وكل من يهمه امر فاجعة الحسين وكل من يؤمن بضرورة استحضارها ابدا الى اتباع تعاليمه التي يؤكد عليها في كل مجلس يحضره الالوف من الباحثين عن الامان الروحي على اقل تقدير ، وعن الضمانات بالفوز العظيم ـ كوبونات دخول الجنة ـ التي سيكفلها الائمة الغائبون عبر وكلائهم الحاضرين ، فحسب المهاجر ان شفاعة الائمة عند الله بلا حدود ، وتنسحب هذه اللاحدودية روحيا من الكفيل الغائب الى حالة الوكيل الحاضر لتمنحه اللا حدودية في الولاء وفي التدبير حتى عودة الغياب ، انه يدعوهم الى الاستغراق في ممارسة التذكير بتراجيديا ال البيت وكانها تحدث اليوم ، وذلك من خلال جلد الذات وبكره وحقد يغذي نزعة الانتقال بالانتقام من الذات للاخر " عمقوا جروح التطبير ولا تخشوا من الموت لان حيدرة يمنعه عنكم ، واليكن اللطم شاملا ـ قمة الرأس والوجه والصدرـ والبكاء مدرارا عند اي ذكر لاهل البيت " !

يارجل اتقي الله ، العراقي ليس بحاجة لهذا الشحن حتى يبكي باستمرار او حتى ينزف من دمه وهو يتوقع الموت في اية لحظة جديدة ، وليس بحاجة لاستفزاز عواطفه كي يلطم وبحرقة لان حياته كلها مستفزة ، بسماعه لمقتل الحسين او دون سماعه ، فايامه كلها ـ مقاتل ـ وهي اشد وطئة من مقاتل الحسين واهله لانها بمئات الالوف من الشهداء ، وباسلحة تثرم اللحم والعظم معا ، واذا بقي من الحسين جثمانه فان ضحايا العراق ببقايا جثامين ، لقد اصبح كل هذا التطبير ـ المشع والمفخخ والفسفوري والمتفجر ، الى جانب العطش اوشرب المياه الاسنة من قبل الملايين ـ طقس من طقوس يومياته ، ثم تاتي لتزيد عليهم الطين بلة بمضاعفة جلد الذات تاسيا على مصيبة الحسين !
صدقني ايها المهاجر ان اغلب الذين يبكون ويلطمون في حضرتك هم يبكون ويلطمون على حالهم المطين بكل انواع الطين ـ الحر والمزوهر ـ وليس لانه يتذكر واقعة الطف التي مر عليها اكثر من الف سنة ، فهو يعيش جحيم دموي وبفوضوية عالية التنظيم فاجعة الحسين ترجف امامها ، انه ينظر الى مجتمعه وقد تحول الى اطلال والى قيمه وهي تنخر بالفساد ، ولا معين ولا مجير ، فلو حضر الحسين اليوم لبكى على حالة اهل العراق ولطلب منهم ان لا يزيدوا من احزانهم بالبكاء عليه فهو الان ينعم بالجنة وانتهى درسه ، وان ما عند اهل العراق من احزان تكفي لابكاء حتى الله نفسه !

امثال المهاجر يريدون من اللطم ان يكون ابديا ، والبكاء على مسلة الاحزان ، التي ابتدأت منذ بيعة السقيفة مرورا بكسر ضلع الزهراء ومقتل الامام الولي أمير المؤمنين على يد ابن ملجم وما تبعها من مجزرة قتل الحسين وال بيته واخذ النساء سبايا من الكوفة حتى دمشق وملاحقة من ناصرهم على يد حكام بني امية ، وتواصل مسلسل الملاحقة على يد زعماء بني العباس الذين هم ابناء عم النبي ، حيث قتل في عهدهم عدد من الائمة وجرى اضطهادهم وبابتكار تجاوز في قساوته اساليب زعماء بني امية ، نعم يريدوه بكاءا ازليا ، وهذه الازلية قرينة بما تتوق لها نفوسهم ، انهم يريدون ان يكونوا مراجعا تتوارث النفوذ المذهبي على الاتباع والمقلدين والبسطاء والسذج من الاميين ، ويريدون الخموس حقا ابديا لهم ولمن يخلفهم !

يغلف امثال المهاجر الصراع على السلطة بين افخاذ قريش وبيوتاتها بثنائيات متتابعة ومتوارثة ومتوالدة بحلقة مفرغة لا تنتهي من صراع الكفر والايمان والخير والشر ، حتى انهم ينزهون كل بني هاشم من اي زلل يتحملوه ويكثفون هذا التنزيه في نسل علي وفاطمة ويصعدون به لدرجة تقديسهم بالعصمة التي لا تكون الا للانبياء ، وكأن بلال الحبشي او ابو ذر الغفاري او عمار بن ياسر او محمد بن ابي بكر او عمر بن عبد العزيز او مالك الاشتر الذي غضب من قرار الحسن بعقد الصلح مع معاوية والقبول بالتقاسم الزمني للسلطة معه ـ بعد وفاته تكون البيعة للحسين ـ وكانهم جميعا وهم من الاتقياء والاوفياء والحكماء خارج تلك الحسبة !
صدر الدين القبنجي ، يحث مستمعيه ومشاهديه وكل ابناء الائتلاف الشيعي ، على التمسك ببقاء اسس المحاصصة القائمة مبررا ذلك بان تطبيق حكم الاقلية والاكثرية سيظلم الاثنين معا ، متناسيا ان وطنيي العراق لا يعنون بالاكثرية والاقلية غير مفهومها السياسي القائمة على اساس وحدة برنامجها الوطني ، وليس المقصود بها الاكثرية الطائفية او الاثنية ، فيمكن ان يكون الرئيس مسيحيا او صابئيا او يزيديا او سنيا او شيعيا لا يهم المهم هنا هو كفاءته ومصداقيته ونزاهته وخطته لتحقيق اهداف الناس بالتطور والبناء والعيش الرغيد ، وليس لتحقيق اكبر نسب للتطبير واللطم والبكاء !
اما جلال الدين الصغير فهو يبث مايستطيع من سموم طائفية مستخدما منبر جامع براثا كاذاعة مباشرة تدفع بمتابعيها الى تجنب التصويت الى اي حزب او شخص او ائتلاف لا يحظى ببركات المراجع العظام ، الذين فيهم امتداد وراثي للعصمة ، وبمعزل عن صلاحه من عدمه او خطته او تاريخه ونزاهته !
الصغير يعتبر الامريكان اكثر قربا له من ابناء وطنه الذين لا يستسيغون خطابه الطائفي والذي لا يخدم الا اعداء العراق من صهاينة ومحتلين !

اما وصية المغفور له السيد عبد العزيز الحكيم زعيم اكبر حزب طائفي في عراق اليوم فانها تضع النقاط على الحروف في تكريس موضوعة الحكم الطائفي والمرجعي الذي يستبدل صيغة ولاية الفقيه بولاية الائتلاف الشيعي المدعوم من المراجع الدينية في قم والنجف ، وهي بذلك تنتج وحتما سياسة منسوجة على منوال لا وطني ، منوال بكاء ، لطام ، وموشح بالسواد المملح بدماء التطبير !

خلاصة القول ان المتاجرين برفع ريات الحسين اليوم يشبهون ولحد التطابق رافعي المصاحف ايام حرب صفين ، فهم تحت هذه الراية يرتكبون اليوم فواجع اكثر قبحا وفسادا من فاجعة الحسين نفسه ، وعليه فان واقع الحال يستدعي من كل العراقيين ليكونوا أئمة لانفسهم ، ولا يوكلون عنهم الا من تاكدوا من نزاهته وصدق دعواه ومدى اخلاصه لما يرفعه من اهداف وطنية ، بمعزل عن المذهب والعشيرة ، فبناء مجتمع مدني مستقر ومتقدم يستدعي تجاوزالولاءات المذهبية والعنصرية لصالح الولاء الوطني ، اي التمسك بما يوحد الناس ويتجاوز كل العصبيات ، كل عوامل الفرقة والفتن ، وفي النهاية فان الانسان بما يعمل وليس بما يدعي اوبما هو منحدره !
الانتخابات قادمة وكل حزب بما لديهم فرحون ، ومازال الطائفيون يصولون ويجولون ويغطون على انفسهم باقامة اكبر التحالفات الملونة ، ومازال الفسدة متربعون على المفاصل المؤدية لصناديق الاقتراع ، ومازال الوطنيون الاصلاء مبعثرون ، ومازال المحتلون يرسمون الخطط كي لا تخرج النتائج عن المطلوب ، ومازال الفدراليون الانفصاليون يكرسون اساسات التقسيم ويتوقون للحظة الحاسمة ـ خراب الكل من اجل سلامة الجزء الخاص بهم ـ ومازالت ايران تهندس مع اتباعها المتنفذين في العراق لمزيد من المقايضات مع الامريكان على حساب العراق وشعبه ، مازال المالكي يراوح بمكانه عاجزا عن امكانية تجاوز ذاته التي ضلت حبيسة ترددها في تنفيذ المتطلبات الازمة لانهاء حالة الازدواجية مابين التمسك بدولة الطوائف او دولة المواطنين ، مابين الولاء الكامل للعراق والجزئي لايران وامريكا ، ومابين استنهاض الناس لصالح دولة القانون ثم تراجعها في منتصف الطريق لصالح مرجعيات الطوائف ، المالكي يجرب اخر ماتبقى في جعبته ضغط خارجي على سوريا بتفاهمات امريكية مسبقة لانهاء دور المعارضين فيها او لادخالهم العملية السياسية بشروطه هو وهذا ما سوف لا يفلح فيه ، لان الشروط الضرورية لقيام مصالحة وطنية حقيقية يتطلب اخراج العملية السياسية بمجملها من سياق التفاهمات الاحتلالية الامريكية الايرانية الى سياق العمل الوطني الداعي لاقامة اوسع حلف سياسي لتحرير العراق من كل وصاية اجنبية والتطهر الفعلي من نظام المحاصصات الطائفية والعرقية التي كان الدستور الحالي ترجمة من ترجماتها والتي اوقعت ابلغ الضرر بالعراق وشعبه ، وعسى ان تكون جسامة وخطورة ما تحمله الايام القادمة محفزا جديدا لكل القوى الوطنية والمقاومة لتجميع طاقاتها ووضع المواطن العراقي امام مسؤولياته ليكون على بينة من امره ، ولتفويت الفرصة على الدسائس الجديدة وجعلها مناسبة لبلورة مشروع وطني حي يساهم المواطن نفسه بانبثاقه ميدانيا !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخب وعيش حياتك !
- الشخصية الانتخابية العراقية نماذج ملموسة !
- فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !
- ها أنا حر ووطني اسير كذبوا وصدق منتظر !
- وصية عبد العزيز الحكيم حجة عليه !
- العراق الجديد والدراما التلفزيونية !
- هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟
- حكومة المالكي مصابة بامراض نفسية الاسقاط والتقمص !
- في عراق اليوم يقتلون القتيل ويمشون بجنازته !
- أسئلة من صميم علمانيتنا - اي من صميم دنيانا-!
- انتقاد اسرائيل جريمة بحق السماء !
- تنتخبني لو افجرك ؟
- قناع الدين سوف لن يستر العورات الفاضحة لاصحابه !
- الفكرة المقلوبة عند العزيز شامل عن التطورالاجتماعي وعوائقه !
- ليس من الشرف الاساءة للعزل في معسكر اشرف !
- هذه المرة مراوغة وزوغان ياشامل !
- انتخابات السيد مأمونة ومضمونة!
- العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !
- علمان ونشيدان لبلاد ضاع علمها ونشيدها !
- عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة ؟


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟