عابدين المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 04:59
المحور:
الادب والفن
1-
هو ذا صوتي المريب يفيض عن الجدار ..
يرفع كل أسماء الموتى إلى آسمي ..
ما كنت مقيما بأي قبيلة ..
و لا راحلا .. لأبرحها ..
أنا واحد تفرق في كل شتات هذي الأرض ..
..
مثلما تجسدت في الطين الموحش ..
مثلما مُنحتُ اسما حياً .. أموت ..
تمتزج غرغرتي بفوضى الذكريات ..
أرمق طوق الشمس من على الصليب ..
.. و لا أنزل ..
حتى الرمق الأخير..
أظل أغرد كفينيق لضوء الغسق ..
..
و لأني منفي عن برزخ السر ..
بين أرض يحفها الأنين و سماء مسقوفة بالخوف .. أكون ..
يظل صوتي مزدلفا من حيث لا وراء ..
من الريح يتحدث إليكم ..
هناك أكون .. حتى أعود من هيكل النجوم زاحفا ..
ممتلئا بالرؤيا .. حاملا معي رماد الحدائق ..
-2
سأعود مع عناق أول النور للظلام ..
حين تتنزل كل العوالم ..
حين يستعد الغائبون لخروجهم ..
عندما تميد الأرض و السماء ..
تكتمل دورة الوداع ..
لينمحي كل ما هو خارج البداية ..
..
حينذاك .. أمر و أشير عليكم ..
أؤوب حاملا عوسج المدافن القديمة ..
فإذا كان المساء الأخير أهرقت الماء من كفيََ للعطشى ..
وصنعت خبزا من رماد ..
لأطفال ينامون بقيامة الله ..
..
متعب من الحياة أو من الموت أعود ..
في أي صورة قد أجيئ ..
إلى أسراب الطير قد أُجمع ..
أو كأن موتي لم يكن ..
أولد مرة أخرى ..
في جسد مسيح جديد .
----------------
قصيدة من "نحيب الفينيق " ديوان غير مكتمل
#عابدين_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟