صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 04:59
المحور:
الادب والفن
6
.... ... ... ......
غيمةٌ سوداء
موشّحة بالدمّ
غولٌ فوقَ أراجيحِ الطفولة
برقٌ فوقَ جسدِ المدائنِ
زنازينٌ غير مرئيّة
شيوخٌ مجنّحة بالحسرةِ
تخشى احتراق أحلام العمرِ
أحلام البنينِ
أحلام السنينِ
تاهَتِ الحضارةُ
عن لُجينِ الطينِ
زاغَتْ عن دربِ الملوحةِ
لا طعم في وهادِ العمرِ
ولا رائحة في دروبِ الربيعِ
حضارةٌ مصقولةٌ بالاسفلتِ
بطائراتِ الشبحِ
بالمكرِ
بشراهةِ السيطرة
على مالِ الغيرِ
آهٍ .. يا ثعلب الصحراء
عن قصدٍ أو دونَ قصدٍ! ..
طرَحْتِ نفْسَكِ ثعلبَ الصحراء!
ماذا يتوقَّعُ الإنسانُ
من ثعلبٍ
يعبرُ أعماقَ الصحارى ؟
تحملينَ في لاشعورِكِ الضمنيِّ
مكرَ الثعالبِ
منحى الثعالب
تهجمينَ هجومَ الثعالبِ
وإلا
لماذا وُلِدَ ثعلبُ الصحراءِ؟!
هل انبثقَ الثعلبُ
من بينَ القططِ الأليفةِ
من بين الخرافِ الوديعةِ؟
كيف فاتَكِ
أن تطرحي نفسَكِ ثعلباً؟
أنسيتِ أنّنا معشر الشعراء
نمقتُ منهجَ الثعالبِ
رؤى الثعالبِ
طموحَ الثعالبِ
غدرَ الثعالبِ ..؟
سلوكٌ مثلَ الثعلبِ
هذا كانَ نعتكِ
هل يشرِّفكِ
أن تحملي بينَ ضلوعِكِ
خبثَ الثعالبِ
خيانةَ الثعالبِ
عجباً أرى حضارةً تنهضُ
على ذيولِ الثعالبِ
على جماجمِ الطفولةِ
على جوعِ الكهولةِ
حضارةٌ من رمل
تطمسُ وهجَ الحضاراتِ ...
.... .. .. .. .. يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟