|
مع شيعيّ غاضب ( مآذن خرساء 40/48)
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 16:02
المحور:
الادب والفن
رن الهاتف، نظرت الى الرقم الذي ظهر على المربع الزجاجي ، رقم غريب لم يوح لي بشيء، ربما صديقة جديدة تسجل انضمامها الى نادي زوجتي، واصل الهاتف رنينيه ، تجاهلته، اصر على الرنين ترددت في رفع السماعة،اعلم جيدا ان المكالمة تخص زوجتي التي خرجت لشواء اللحم في جزيرة الأرانب البرية . لم اسحب الخيط كعادتي لأني انتظر مكالمة خارجية حتي اتجنب المزيد من الإزعاج رفعت السماعة : وصلني صوت شاب عراقي ــ الو... السنّي الحقير معي؟ لم تثرني عبارته، اعلم انني حقير ما دمت انتمي الى امة تسوقها سياط الديكتاتورية الى المذبح، و تقرر فيها النعاج السلفية ما هو الحلال و ما هو الحرام . ـــ تفضل ...أنا معك .. ـــ يا عدو الإسلام، كيف تتهم مراجع الشيعة العظام بالشعوذة و الدجل ؟! لا بد انه يتحدث عن كتاباتي في الأنترنيت . ـــ من معي ؟ ـــ لا يهمّ من معك. قد تتعرف علي يوما ما و انت تذبح . كان شديد الوثوق بنفسه.. يبدو انه يتكلم من هاتف عمومي ، سألته : ـــ هل يوسف القرضاوي و مفتي مصرسيد طنطاوي شيعة ايضا ؟ ـــ لا طبعا.هم من كلاب السنة ... (سكوت) .... لماذا تسألني عن هذين الحقيرين ؟ ـــ أنا اهاجم القرضاوي و الطنطاوي أكثر مما اهاجم "علمائك العظام"، لأنه ليس في متناولي صفعهم والبصق في وجوههم.... فأنا ضد الشعوذة وضد الكهنوت بشقيه السني و الشيعي . ـــ كيف تقارن علماء أهل البيت بجزمة امريكية نتنة مثل القرضاوي، أو بمسخرة مصرية مثل الطنطاوي؟ ـــ و هل يختلف القرضاوي و الطنطاوي عن جزمك الشيعة الفوّاحة ؟! . ـــ نهايتك القريبة ستكون على يد جند الإسلام . كم انا مشتاق الى أي نهاية تريحني من هذه المحرقة الشيعية ـ السلفية . تذكرت قول الشاعر احمد مطر" شكرا لمن يقتلني فالموت افضل " ـــ ما هي الشعوذة ان لم تكن الموافقة على طعن شخص ما نفسه بالسكاكين و جلد ظهره بالسّياط، كل ذلك بدعوى التعلق بالحسين.. الم يجد كهنتك غير تلك الوسيلة المقززة لإضحاك العالم عن الحسين و ثورته العظيمة ؟! ـــ كفى نفاقا... فانت عدو الحسين و دين الحسين ايضا. ــ أنا عدوّ الحسين ودين...؟! قاطعني : ــ لو كنت تكره الحسين فقط . لأكتفيت بتمزيق الإعلانات التي تحمل اسمه، و لم تدسها بقدميك كما رآك الشباب.... هل تنكر ذلك... انطق يا حقير . حدث ذلك منذ سنتين. بالتحديد في Toyengata كان يوم احد من شهر ابريل و في حدود الساعة السادسة مساء .. كنت مستغرقا بنزع معلقة شيعية تدعو ابناء الطائفة الى الإجتماع في الحسينيات للإحتفال بذكرى مقتل الحسين في كربلاء .. و انا انزع الأعلانات الشيعية ثم ادسها في جيبي. لم أنتبه الي ان دكان الخضروات الشيعي الذي تركته وراء ظهري كان مفتوحا ... عادة كنت اتفادى الإصطدام المباشر بالشيعة. لم اكن في حاحة الى لفت انظار السلطات النرويجية اليّ، خصوصا بعد الجنون الذي اصاب العالم الغربي بعد حوادث 11/9 ... حين هممت بدس المعلقة الثالثة في جيبي سمعت صوتا متوعدا ياتي من ورائي . ــ توقف ... توقف .. ماذا تصنع يا حقير؟ حين التفت وجدت أمامي شابا عراقيا ملتحيا سارع الى مسكي من كلتا يدي . ثم اخذ يصيح وهو يلتفت وراءه: ــ تعالوا يا شباب.. حين كنت احاول التملص من قبضته كان يقول لي : ــ يا حقير لماذا تمزق الإعلانات الشريفة ، و تترك تلك الصور؟! حين التفت حيث اشار براسه، رأيت صور نساء نصف عاريات، كانت معلقة على حائط دكان باكستاني لبيع اشرطة الفيديو . شغلني عن اجابته رؤية اربعة عراقيين آخرين يغادرون الدكان الشيعي و هم يتجهون نحوي. كان احدهم يمسك سكينا كبيرا في حين كان الآخر يمسك موسى.. احاطوا بي من جميع جهات .. وجهوا اسحتهم نحوى فيما كانوا ا يشتمونني و يتهمونني بالعمالة لأمريكا و كراهية اهل البيت . كانت تهديداتهم جدية. كنت اعلم انه ليس من صالحي الدخول معهم في صراع طويل يكون مخفر الشرطة محطتي الأخيرة .. قد يعدّ عملي من قبيل التشدد الديني... يكفي علم السلطات النرويجية انني عسكري متورط في في انقلاب... ربما ينتهي التحقيق الى اقتحام مسكني و تجريدي من حاسوبي وكتاباتي. ساكون خاسرا في كل الأحوال. كان الموقف يقتضي مني اتباع سياسة بوش التقليدية في لجوئه الى حل عسكري خاطف يضمن له اعظم النتائج، توجهت الى الشخص الذي يقف أمامي بركلة غير موفقة لكنها جعلتهم يتاخرون عني، فيما كنا كذلك فوجئت بسيارة شرطة .. تقف في الجهة المقابلة من الطريق .. تولى احد افراد الدورية القبض على الشاب الذي كان يمسك بالسكين الكبير ..اخذوا هويتي . بعد ساعة وصلتني مكالة هاتفية من الرابطة الإسلامية ... كان المتكلم موسى رجب: ـــ أخ سامي نرجو منك الحضور للإجتماع هنا بالإخوة الشيعة ... ـــ .... ـــ لا يمكن اخراج الأخ الشيعي من السجن الا بتـنازلك عن حق التتبع. ـــ أولا لن اجلس مع أي شيعي . ثانيا: لست انا الذي ادخلته السجن حتى أخرجه .. ولكني اعدك بانني لن اتصل بالشرطة، لا لإدانته ولا للإفراج عنه. بعد يومين وصلتني رسالة من الشرطة فيها اسم صاحب السكين ...لم تكن الرسالة تشير الي ضرورة حضوري للتحقيق. لأجل ذلك تجاهلت الأمر تماما .
ـــ لا انكر انني قد نزعت المعلقات . لا لأني اكره الحسين، بل لتأكدي من انكم ستشتمون الصحابة حين تجتمعون في حسينياتكم. ـــ هل تغضب لشتم لمعاوية الذي حارب على، ام لشتم ابنه يزيد الذي قتل الحسين؟ ـــ أنا لا أحب معاوية كما اكره ابنه يزيد ... لكن من تسبونهم و تتهمونهم بالكفرو النفاق هم اصحاب محمد الصحابة ... ابو بكر وعمر و عثمان . قاطعني : ــ كيف تبرر وضع اعلانات تحمل اسم الحسين تحت حذائك ؟ ــ قبل ان تحمل تلك الإعلانات اسم الحسين، فهي تحتوي على آيات قرأنية. وأنا امام و لست شيوعيا.. فهل يعقل أن اطأ القرآن برجلي ؟ ـــ من رآك أكد لنا ذلك . ـــ لو كانت الإعلانات تخلو من القرآن، لكنت احترمت كونها قد كتبت بالعربية لغة القرآن. ـــ ..... ـــ دعنا من هذا... اخبرني الآن.. لم لا تجلدون انفسكم حزنا على موت من هو اعظم من الحسين؟!. ــ من اعظم من الحسين؟ ــ جد الحسين... أعني الرسول . ــــ ......؟! ــــ على العموم لا يجوز لأحد أن يجلد نفسه حزنا على أي احد الا اذا كان يتبع المشعوذين ــ من سميتهم مشعوذين، هم من ترتعد أمريكا منهم لأنهم اذلوها حين جعلوها تتوسل لهم ان يطلقوا سراح رهائنها في ايران كما اذلوا اسرائيل في الجنوب اللبناني . لم ار داعيا الى مجادلته في هاته المسالة .. اكتفيت بسؤاله ــ هل يمكنك التفضل بالإجابة عن سؤال واحد ؟ حين سكت واصلت: ـــ اذا لم يكن المرء شيعيا. ثم قال انني مسلم. فمن ترى يكون ؟ ـــ يكون سنيا حقيرا مثلك. ــ أنا لست سنيا . ــ انت اذن ملحد . ما دمت تكره الشيعة و تتبرأ من السنة. ــ هل كان الرسول ملحدا حين لم يكن سنيا و لا شيعيا ؟ ــ الرسول هو اول داعية للتشيع! كرهت ان اسايره في مناقشة ادعائه القبيح .. سالته: ـــ هل توافقني الرأي على أن الإسلام دعوة عالمية؟ ـــ من يشك في ذلك؟ ـــ إذن انت تدعو عقلاء و احرار العالم بما فيهم نيلسن مانديلا، الى وجوب الرضوخ الى حاكم يدعي العصمة وملكية الحق الإلهي في الحكم .ـ ــ ماذا تقصد؟ ـــ اذا كان الإسلام كما تقول هو التشيع. و اذا كان التشيع هو الإيمان بالحق الألهي في الحكم و بعصمة الحاكم فأنت تدعو الناس جميعا الي التنازل عن حريتهم السياسية و الغاء عقولهم و الإيمان بمرشد الثورة في ايران الذي يدعي العصمة و ينوب عن شخص معصوم دخل سردابا منذ 1200 عام و ينتظر خروجه منه! ـــ أعوذ بالله، هل وصل الحادك الي حد التكذيب بوجود المهدي المنتظر عجل الله خروجه. حدثت نفسي " عجل الله شفاءك من هلوستك " ـــ لو كان عندك احساس ديني و رغبة في نصرة الإسلام فتخل عن شيعيتك كما تخليت اما عن سنيتي و لنجتمع على الإسلام على صفة واحدة خالية من الطائفية و الخرافة و العمالة للإجنبي . ـــ لن اتخلى عن ديني يا عميل اسرائيل. فالتشيع هو الإسلام، و الإسلام هو التشيع.. أيقنت ان محاوري لا يتحلى بذرة عقل واحدة و أن افقه أضيق من منخر نملة. ــ يبدو انك متعصب الى حد يجعل حوارنا عقيما... لو سمحت اغلق الخط . ــ الى لعنة الله و لعنة أهل البيت ... سوف لن تفلت من العقاب... تذكر هذا جيدا.
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأساة الوكيل عمّار الدريدي.(مآذن خرساء 39/48)
-
احتفالات 17 ماي.( مآذن خرساء 38/48)
-
عن الكهنة السلفيين( مآذن خرساء 37/48)
-
في شقة رشيد (مآذن خرساء 36 /48)
-
عدوّ !!
-
سخافة !!
-
إشكال
-
وضع اسلامي قابل للإنفجار.(مآذن خرساء 35/48)
-
إعتقال رشيد (مآذن خرساء 34/48)
-
كلاب و رجال ( مآذن خرساء 33/48)
-
ديمقراطية الغرب إسم بلا مسمّى .( مآذن خرساء 32/48)
-
الإخوان صنيعة بريطانية ( مآذن خرساء 31/48)
-
الإخوان المسلمون.( مآذن خرساء 30/48)
-
ظروف معرفتي برشيد (مآذن خرساء 29/48).
-
اكتشاف موت رشيد ( مآذن خرساء 28/48)
-
في طريق المطار ( مآذن خرساء 27/48)
-
حديث عن السنة و الشيعة ( مآذن خرساء 26/48)
-
ايها الغرب الدامي لا حاجة لنا بالمقرحي
-
مع جواد، جاري الشيعيّ ( مآذن خرساء 25/48)
-
تزويج نونجة (مآذن خرساء 24/48)
المزيد.....
-
العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل
-
لماذا قد يتطلب فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون إعادة التصو
...
-
مهرجان -سورفا- في بلغاريا: احتفالات تقليدية تجمع بين الثقافة
...
-
الأردن.. عرض فيلم -ضخم- عن الجزائر أثار ضجة كبيرة ومنعت السل
...
-
محمد شكري جميل.. أيقونة السينما العراقية يرحل تاركا إرثا خال
...
-
إخلاء سبيل المخرج المصري عمر زهران في قضية خيانة
-
صيحات استهجان ضد وزيرة الثقافة في مهرجان يوتيبوري السينمائي
...
-
جائزة الكتاب العربي تحكّم الأعمال المشاركة بدورتها الثانية
-
للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم
...
-
أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|