أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - زيارة السفير الإسرائيلي‮.. ‬بداية أم نهاية؟‮!‬















المزيد.....


زيارة السفير الإسرائيلي‮.. ‬بداية أم نهاية؟‮!‬


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 17:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ما فعلته الدكتورة هالة مصطفي‮ ‬خطير جدا‮.‬ ولا تتمثل هذه الخطورة فقط في‮ ‬لقاء صحفية مصرية بالسفير الإسرائيلي‮ ‬في‮ ‬مكتبها بمؤسسة‮ »‬الأهرام‮« ‬القومية بالمخالفة لقرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين المصريين بالامتناع عن أي‮ ‬موقف‮ ‬يكون من شأنه‮ »‬تطبيع‮« ‬العلاقات مع إسرائيل‮..‬ وإنما تتمثل في‮ ‬أن هذا اللقاء كشف‮ »‬المستخبي‮« ‬والمستور،‮ ‬الذي‮ ‬هو أخطر من مجرد جلوس‮ »‬فرد‮« ‬من الجماعة الصحفية مع مسئول إسرائيلي‮.‬ ففي‮ ‬معرض تبريرها لما فعلته قالت الدكتورة هالة مصطفي‮ ‬كلاما مهماً‮ ‬ينبغي‮ ‬أن نتوقف أمامه‮:‬ أولاً‮ ‬ـ إن ما فعلته‮ »‬هالة‮« ‬ليس سابقة خاصة،‮ ‬فهي‮ ‬ليست أول ولا آخر من قابل السفير الإسرائيلي‮ ‬من الجماعة الصحفية المصرية أو من‮ »‬الأهرام‮«‬،‮ ‬وهو ما عبرت عنه بقولها أن‮ »‬هناك كتاب مقالات ومسئولين في‮ ‬مؤسسة الأهرام فعلوها قبلي،‮ ‬بل وزاروا إسرائيل نفسها،‮ ‬والأستاذ أنيس منصور‮ ‬يجاهر بهذا ولا‮ ‬ينكره،‮ ‬والأستاذ صلاح منتصر‮«. ‬بل إن السفير الإسرائيلي‮ ‬شالوم كوهين عرض علي‮ ‬هالة مصطفي‮ ‬الإعلان عن قائمة تضم جميع الأسماء التي‮ ‬سبق لها التعامل معه واستقباله بمكاتبهم بالأهرام‮.‬ نحن إذن أمام‮ »‬قائمة‮« ‬وليس مجرد حالات فردية‮!‬ ثانياً‮ ‬ـ أن هذه ليست المرة الأولي‮ ‬التي‮ ‬يدخل فيها السفير الإسرائيلي‮ ‬مؤسسة صحفية قومية‮. ‬بل إن هذا أمر حدث قبل ذلك مرارا وتكرارا،‮ ‬وبنص تصريحات هالة مصطفي‮ ‬للزميلة نشوي‮ ‬الحوفي‮ ‬فان‮ »‬مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يرأسه الدكتور عبدالمنعم سعيد،‮ ‬كثيرا ما أقام ندوات حضرها مسئولون وباحثون إسرائيليون‮.. ‬كما أنه من المعروف أن الدكتور عبدالمنعم سعيد كان‮ ‬يستقبل السفيرين الإسرائيليين السابق والحالي‮ ‬في‮ ‬مكتبه قبل توليه منصب رئيس مجلس إدارة الأهرام‮«.‬ كما أن‮ »‬السفير الإسرائيلي‮ ‬جاء أكثر من مرة،‮ ‬واستقبله الدكتور عبدالمنعم سعيد دون إبلاغ‮ ‬مسئولي‮ ‬الأهرام ولكنها كانت زيارات‮ ‬غير معلنة‮«.‬ كما كشفت‮ »‬هالة‮« ‬النقاب عن أن السفير الإسرائيلي‮ ‬زار صحيفة‮ »‬قومية‮« ‬قبل‮ »‬الأهرام‮« ‬بيوم واحد،‮ ‬ولكنها كانت زيارة سرية‮.‬ ثالثا ـ أن زيارة السفير الإسرائيلي‮ ‬للدكتورة هالة في‮ ‬مكتبها بالأهرام لم تكن مجرد مبادرة من‮ »‬هالة‮« ‬وإنما تمت بعلم وتشجيع وزارة الخارجية المصرية،‮ ‬وهو ما عبرت عنه الدكتورة هالة بقولها‮ "‬إن المناقشة مع السفير الإسرائيلي‮ ‬دارت حول فكرته الخاصة بعقد ندوة،‮ ‬وكان أهم نقاط النقاش المقترحة مبدأ التطبيع مع المنطقة العربية وإمكانية تحقيقه،‮ ‬وفرص السلام المتاحة،‮ ‬ومدي‮ ‬إمكانية إجراء تعديلات علي‮ ‬المبادرة العربية‮. ‬وكان من المفترض أن‮ ‬يشارك بالندوة مصريون وإسرائيليون‮. ‬وكان الاتفاق مع الخارجية أن أدرس الأمر مع السفير الإسرائيلي‮ ‬ثم أقوم برفعه للدكتور عبدالمنعم سعيد‮. ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬أن وزارة الخارجية كانت علي‮ ‬علم بزيارة السفير الإسرائيلي‮ ‬لي‮ ‬بالأهرام‮«.‬ لكن هذا لا‮ ‬يعني‮ ‬فقط أن الخارجية المصرية كانت علي‮ ‬علم بالزيارة بل لعلها كانت أيضا المحركة لها،‮ ‬مما‮ ‬يطرح تساؤلات حول ازدواجية خطاب الخارجية المصرية التي‮ ‬أعلن وزيرها أحمد أبو الغيط من قبل أن مصر ترفض معادلة التطبيع مقابل تجميد الاستيطان،‮ ‬بينما‮ ‬يقوم في‮ ‬الوقت نفسه بالزج بالصحافة المصرية‮ »‬القومية‮« ‬الي‮ ‬مستنقع التطبيع‮.‬ إذن فان خطورة‮ »‬فعلة‮« ‬الدكتورة هالة مصطفي‮ ‬تتمثل في‮ ‬أنها‮ »‬كاشفة‮« ‬لما هو أخطر منها هي‮ ‬ذاتها‮. ‬ولعل ميزة الدكتورة هالة هي‮ ‬أنها‮ »‬صريحة وتفعل كل شئ في‮ ‬العلن‮«‬،‮ ‬ولهذا فانها علي‮ ‬حق عندما تقول انها ستطالب بالتساوي‮ ‬مع الجميع أمام القانون‮. ‬فلا‮ ‬يصح أن تكيل نقابة الصحفيين بمكيالين،‮ ‬وأنها لن تذهب الي‮ ‬أي‮ ‬تحقيق في‮ ‬النقابة إلا إذا تم استدعاء كل من التقوا مسئولين إسرائيليين‮ ‬غيرها،‮ ‬أو زاروا إسرائيل،‮ ‬وأبدت استعدادها للاعتذار في‮ ‬حالة تطبيق القاعدة علي‮ ‬الجميع‮.‬ صحيح أن الإعلان عن التورط في‮ ‬خطيئة التطبيع مع العدو الإسرائيلي‮ ‬ليس في‮ ‬حد ذاته‮ »‬فضيلة‮« ‬تستحق المباهاة بها،‮ ‬إلا أنه لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون هناك‮ »‬خيار وفاقوس‮« ‬في‮ ‬إدانة التطبيع والمطبعين‮.‬ وهذا مأزق حقيقي‮ ‬لا تحسد عليه نقابة الصحفيين التي‮ ‬يجب أن تنأي‮ ‬بنفسها عن الوقوع في‮ ‬فخ ازدواجية المعايير‮.. ‬وهالة مصطفي‮ ‬عندها حق في‮ ‬المطالبة بألا تقف وحدها في‮ ‬قفص الاتهام طالما أن‮ ‬غيرها فعل نفس ما فعلت‮. ‬فإذا أراد مجلس النقابة أن‮ ‬يستدعيها للتحقيق فإن النزاهة تقتضي‮ ‬منه أن‮ ‬يستدعي‮ ‬قبلها‮ »‬كل‮« ‬الذين تحوم حولهم شبهة التطبيع،‮ ‬فما بالك بأن بعضهم‮ ‬يعترف بهذا الاتهام بل‮ ‬يعتبره‮ »‬شرفا‮« ‬يستحق التفاخر‮!!‬ لكن الأهم من هذا الموقف‮ »‬الإداري‮« ‬هو الموقف‮ »‬الفكري‮«‬،‮ ‬فلعل هذه الأحداث المتكررة ـ الظاهر منها والمستخبي‮ ‬ـ تلفت النظر إلي‮ ‬ضرورة مراجعة قضية التطبيع بعيدا عن المزايدات والمناقصات والتشنج والغوغائية واتهامات التخوين،‮ ‬فليس هناك من‮ ‬يستطيع أن‮ ‬ينتحل لنفسه حق منح شهادات الوطنية أو سحبها من خلق الله‮.‬ فمنذ أن أصدرت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين قرارها الخاص بالتطبيع في‮ ‬أعقاب توقيع اتفاقات كامب ديفيد ومعاهدة الصلح مع إسرائيل في‮ ‬أواخر سبعينيات القرن الماضي،‮ ‬جرت في‮ ‬النهر مياه كثيرة،‮ ‬أصبح‮ ‬يتعين معها إعادة تعريف التطبيع في‮ ‬المجال الصحفي‮ ‬حتي‮ ‬لا‮ ‬يتحول من سلاح بأيدينا ضد إسرائيل الي‮ ‬سلاح نضرب به أنفسنا‮.‬ ولعل أهم المتغيرات التي‮ ‬طرأت،‮ ‬والتي‮ ‬تستوجب هذه المراجعة الفكرية،‮ ‬هي‮ ‬قيام سلطة الحكم الذاتي‮ ‬في‮ ‬الضفة الغربية وقطاع‮ ‬غزة،‮ ‬ثم التناحر المقرف بين‮ »‬فتح‮« ‬و»حماس‮« ‬الذي‮ ‬جعل حلم الدولة الفلسطنية‮ ‬يتبخر في‮ ‬ظل كابوس تكريس سلطتين لدولتين وهميتين ليس فيهما من مقومات السلطة سوي‮ ‬بناء سجنين كبيرين في‮ ‬الضفة والقطاع للنزلاء الفلسطينيين بالطبع‮!‬ وهناك أيضا ما ترافق مع ذلك من تصفية فعلية للقضية الفلسطينية التي‮ ‬وقعت علي‮ ‬قرني‮ ‬الاحراج‮: ‬الاستسلام أو الانتحار‮.‬ أما المقاومة بمعناها النضالي‮ ‬والتراكمي‮ ‬والابداعي‮ ‬فقد أصبحت عملة ممنوعة من التداول في‮ ‬سوق تتنافس فيه توكيلات الفساد السياسي‮ ‬والمتاجرة بالدين‮.‬ وليست الساحة الفلسطينية هي‮ ‬وحدها التي‮ ‬أصابها العطب النضالي‮ ‬وانما الساحة العربية كلها ظهرت عليها أعراض الكساح والشلل والعجز وفقدان الإرادة السياسية‮. ‬وفي‮ ‬ظل هذا الموت الاكلينيكي‮ ‬للنظام العربي‮ ‬الرسمي‮ ‬أصبحت مناهضة التطبيع نكتة سخيفة عندما ترد علي‮ ‬لسان أي‮ ‬مسئول عربي،‮ ‬سواء كان‮ ‬ينتمي‮ ‬الي‮ ‬معسكر‮ »‬الاعتدال‮« ‬أو معسكر‮ »‬الممانعة‮«‬،‮ ‬فلا المعتدلون معتدلين ولا الممانعون ممانعين‮.. ‬بل الكل‮ ‬يفعل في‮ ‬السر‮ ‬غير ما‮ ‬يقول في‮ ‬العلن،‮ ‬بحيث‮ ‬يمكن القول بأن طرق التطبيع بين الدولة اليهودية والعواصم العربية اصبحت سالكة تماما رغم الضجيج الأجوف الذي‮ ‬نسمعه في‮ ‬المناسبات‮.‬ ‮***‬ والمفارقة المخجلة أنه في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬ماتت فيه لجنة المقاطعة العربية بالسكتة الدماغية،‮ ‬تكتسب حركة المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني‮ ‬قوة دافعة في‮ ‬مناطق شتي‮ ‬من العالم،‮ ‬باستثناء العالم العربي‮!‬ وعلي‮ ‬سبيل المثال،‮ ‬نجد‮ »‬ويلي‮ ‬جاكسون‮« ‬يكتب مقالا مذهلا في‮ »‬لوموند ديبلوماتيك‮« ‬يخبرنا فيه أن‮ »‬جمعيات التضامن مع فلسطين،‮ ‬والعديد من المنظمات الأخري‮ ‬عبر العالم،‮ ‬شعرت بعد الحرب الإسرائيلية علي‮ ‬غزة من‮ ‬27‮ ‬ديسمبر‮ ‬2008‮ ‬الي‮ ‬18يناير‮ ‬2009،‮ ‬شعرت أن من واجبها الأخلاقي‮ ‬التحرك والتعويض عن تقاعس المجتمع الدولي‮.‬ ومن هذا المنطلق تشكلت حركة مدنية واسعة حول القضية الفلسطينية،‮ ‬تستخدم سلاح المقاطعة الذي‮ ‬ساهم فيما مضي‮ ‬بالقضاء علي‮ ‬التمييز العنصري‮ ‬في‮ ‬جنوب أفريقيا‮.. ‬وفي‮ ‬30‮ ‬مارس الماضي‮ ‬نظمت حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات‮ ‬يوما عالمياً،‮ ‬كان قد تقرر قبل ذلك ببضعة أسابيع خلال المنتدي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬العالمي‮ ‬في‮ »‬بيليم‮« ‬بالبرازيل‮.‬ وحتي‮ ‬في‮ ‬إسرائيل ولدي‮ ‬الجماعات اليهودية ارتفعت أصوات تدعم هذا التحرك‮.‬ وهنا نفتح قوسا لجملة اعتراضية لنتساءل‮: ‬هل التعامل مع هذه الأصوات الإسرائيلية واليهودية التي‮ ‬تدعو الي‮ ‬مقاطعة إسرائيل وعقابها علي‮ ‬عدوانيتها‮ ‬يعتبر تطبيعا؟‮!‬ ونغلق قوس الجملة الاعتراضية لنعود إلي‮ ‬ويلي‮ ‬جاكسون وتقريره الخطير الذي‮ ‬يبين لنا أنه‮ »‬في‮ ‬شق المقاطعة‮.. ‬فان استراتيجية المقاومة السلمية هذه،‮ ‬قد حثت المستهلكين علي‮ ‬عدم شراء المنتجات المصنعة في‮ ‬إسرائيل‮.. ‬وتم نشر لائحة بالسلع‮.. ‬وشن حملات دعائية‮ - ‬خصوصا في‮ ‬أوروبا‮ - ‬وتبني‮ ‬مبادرات لمخاطبة المسئولين عن المحال التجارية لسحب المنتجات المعنية من الأرفف‮.. ‬وفي‮ ‬الوقت نفسه شنت عدة جمعيات حملة من أجل تعليق إتفاق الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي‮ ‬بسبب عدم الالتزام بمادته الثانية التي‮ ‬تفرض احترام حقوق الإنسان والمباديء الديمقراطية‮.‬ والخطير في‮ ‬هذا التقرير المثير أن المسألة لم تكن مجرد كلام وشعارات،‮ ‬بل إن‮ ‬21٪‮ ‬من المصدرين الإسرائيليين قد اضطروا لخفض أسعارهم بسبب هذه المقاطعة لأنهم خسروا جزءا كبيرا من أسواقهم خصوصا في‮ ‬بريطانيا والدول الاسكندنافية‮.‬ وإلي‮ ‬جانب هذه المقاطعة الاقتصادية التي‮ ‬تحرز نجاحا متصاعدا أبرزت مبادرات أخري‮ ‬باسم المقاطعة الثقافية والأكاديمية وحتي‮ ‬الرياضية لإسرائيل،‮ ‬وكان من نتائج ذلك‮ - ‬مثلا‮ - ‬تأجيل معرض السياحة الإسرائيلية الذي‮ ‬كان مقررا إقامته في‮ ‬باريس في‮ ‬15‮ ‬يناير الماضي،‮ ‬وسحب اللوحات السياحية الإعلانية الإسرائيلية من مترو أنفاق لندن في‮ ‬مايو‮ ‬2009،‮ ‬ورفض السويد المشاركة في‮ ‬مناورات جوية دولية بسبب اشتراك إسرائيل‮.‬ ‮***‬ هذه بعض الأمثلة لمقاطعة إسرائيل التي‮ ‬تجري‮ ‬في‮ ‬الدول الغربية بينما بعضنا في‮ ‬البلاد العربية‮ ‬يشكك في‮ ‬جدوي‮ ‬أي‮ ‬شكل من أشكال المقاومة للجبروت الإسرائيلي،‮ ‬ومن أضعفها سلاح التطبيع‮.‬ ولعل هذه الأمثلة الغربية تجعلنا نضع حصوة ملح في‮ ‬أعيننا لإعادة الاعتبار الي‮ ‬هذه المقاومة‮ - ‬بدلا من الاستسلام وبديلا عن الانتحار في‮ ‬آن واحد ـ وإذا كانت الدول المنضمة الي‮ ‬النظام العربي‮ ‬الرسمي‮ ‬مختلفة مع بعضها البعض في‮ ‬كل شئ،‮ ‬ولا نتفق إلا علي‮ ‬شيئين لا ثالث لهما‮: ‬الاستئساد علي‮ ‬شعوبها والحب من طرف واحد مع إسرائيل،‮ ‬فان‮ »‬ضرورات‮« ‬السياسة التي‮ ‬قد تبيح المحظورات حسب تبريراتها الشائعة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل لا تلزم الشعوب العربية بالانزلاق الي‮ ‬هذا المستنقع‮. ‬بل إن نفس هذه الضرورات هي‮ ‬التي‮ ‬تسوغ‮ ‬الاستمرار في‮ ‬مقاومة التطبيع‮.. ‬وهذا أضعف الإيمان‮!‬ ونحن في‮ ‬نقابة الصحفيين الأولي‮ ‬بأن نفعل ذلك،‮ ‬بشرط أن‮ ‬يكون سلاح مقاومة التطبيع سلاحا بأيدينا وليس سلاحا ضدنا،‮ ‬مما‮ ‬يستلزم التمييز في‮ ‬استخدامه بحيث‮ ‬يكون موجها ضد قلب المؤسسة الصهيونية،‮ ‬لا طلقات طائشة قد تصيب حلفاء أقرب إلينا،‮ ‬وبما‮ ‬يستلزم أيضا التمييز بين حرية التفكير وحرية الرأي‮ ‬ـ فيما‮ ‬يتعلق بسبل حل الصراع العربي‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬ـ وبين الترويج للأفكار الصهيونية،‮ ‬ومما‮ ‬يستلزم كذلك التمييز بين المتطلبات المهنية لنا كصحفيين ـ الأمر الذي‮ ‬قد‮ ‬يضطرنا مثلا لحضور مؤتمرات صحفية‮ ‬يحضرها صحفيون إسرائيليون أو تشارك فيها وفود إسرائيلية ـ وبين‮ »‬التعاون‮« ‬والنوم في‮ ‬سرير العدو‮.‬ باختصار‮.. ‬المسألة أكبر وأخطر من تبرئة أو إدانة الدكتورة هالة مصطفي،‮ ‬فنحن‮ - ‬في‮ ‬التحليل النهائي‮ - ‬لسنا إزاء‮ »‬حالة هالة‮« ‬فقط،‮ ‬وإنما نحن إزاء اختراقات بالجملة وبصورة‮ »‬مؤسسية‮« ‬أيضا،‮ ‬مرافقة لتشوش كبير في‮ ‬معالجة قضايا التحرر الوطني‮.‬ ولذلك فان المهمة الملقاة علي‮ ‬عاتق نقابة الصحفيين ليست التحقيق البيروقراطي‮ ‬مع هالة مصطفي،‮ ‬وإنما الانطلاق من ملابسات لقائها بالسفير الإسرائيلي‮ ‬في‮ ‬عقر دار أكبر مؤسسة صحفية قومية مصرية لمراجعة فلسفة مناهضة التطبيع مع دولة‮ ‬غير طبيعية،‮ ‬بما‮ ‬يخدم الأهداف الوطنية ويصون الأصول المهنية الصحفية،‮ ‬عبر قواعد تطبق علي‮ ‬الجميع دون انتقائية وبلا تمييز بين كبير وصغير‮.‬ ووضع هذه القواعد بصورة واضحة لا لبس فيها في‮ ‬مدونة سلوك تفصيلية تحظي‮ ‬بموافقة أغلبية الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين‮.‬ وإلا‮.. ‬فإننا سنكون مرشحين لجولة جديدة من الحرب الأهلية الصحفية والتلاسن والمزايدات والمناقصات التي‮ ‬لا‮ ‬يستفيد منها سوي‮ ‬خفافيش الظلام‮.‬




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم يتغير.. ونحن نائمون فى العسل!
- يا دكتور حاتم الجبلى.. تكلم!
- عندما يتحول -الوطن- إلى -شقة مفروشة-!
- الحياة.. بدون محمود عوض!
- الفتنة الصحفية.. الكبري!
- حسب الله الكفراوى يتحدي .. فهل من مبارز؟!
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية 2-2
- مبادرة -القلعة-.. هل من مزيد؟!
- في عام 2002 دق »تقرير التنمية الإنسانية العربية« نواقيس الخط ...
- أسماء .. الفلسطينية!
- العشوائيات .. بعيون غير عشوائية
- قراءة سريعة في تقرير مهم (3 3)
- وهم حوار الحضارات
- سيد القمني.. وجائزته الملغومة
- قراءة سريعة في تقرير مهم (2):
- وصمة عار وشعاع أمل:لبنى .. السودانية
- قراءة سريعة في تقرير محترم (1)التقرير السنوي السادس للتنافسي ...
- ما رأى بشير عقيل؟!حسنة وأنا سيدك!
- مروه.... -النوبية-
- أيها المصريون: اعقلوا قليلا!


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - زيارة السفير الإسرائيلي‮.. ‬بداية أم نهاية؟‮!‬