إبراهيم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 06:20
المحور:
الادب والفن
سيّدتي
إن العزوفَ عنْ التحدثَ معي
هو جنونٌ بعينهِ
نعَمْ ....................
جنونٌ بعينهِ
لانكِ لم تعَرفِي بعدْ
قيمة الحديثْ
آنستي
هلْ تعلمينَ
أنَ الصَمتَ سوفَ يُقتلني
يقتلني
يقتلني
يقتلني
ثم يقتلكِ
ثم يقتلُ نفسهْ !!
حبيبتي
هلا تفهمينَ ما دارَ بيننا
يبدو انكِ إستعجلتِ الأمور
وأسأتِ فهم القضية
فحللتِ الأمورَ كما تشتهين
وأوّلتِ الكلام كما ترغبين
فبدا الأمر عندكِ معكوساً
فماذا تفعلين بعدَ الآن ؟
ماذا تفعلينَ بعدَ هذهِ الهفوْة الكبيَرة؟
هلْ تعترفينَ بخطِئكِ ؟
أم إنَ كِبرياؤكِ يمنعُكِ من ذلكْ ؟
أنا اعلمُ سيدتيْ .......
إن كلَ السيداتْ اللواتي عشقتهّنَ
كنّ من أمثالكِ
مُتكبراتْ ....... مُتغنجاتْ !
جميعُهنَّ مِن أمثالكِ
مِن حيث العُمرْ ......... والجَمالْ ......... وطرائقَ التفكيرْ
هلْ يا ترى جميعُ النساء يعانينَّ مُثلكِ تماماً
من قصورٍ في التفكيرْ!
أميرتي
الصَمتُ لا يفعلُ شيئاً
ومن قالَ لكِ أنَ الصمتَ قد حلَ مشاكلَ الأمسْ
حتى يحلُ مشاكلَ اليومْ ؟
من أينَ أتيتِ بهذا التصورْ ؟
عصفوُرتيْ
إذا كانَ الأمرُ كذلكَ
فقرأي على الدنيا السلامْ !
عشيقتيْ
عالمُنا اليومْ
ملئ بالغرائِبِ والعَجائبْ
وأكبرُ أعجوبة في هذا العالم
هو أعجوبة الصَمتْ
التيّ عَجز العلماءُ عن حلِها
وإكتشاف كنهها !
حبيبتي
ما زالَ حُبكِ يسكنُ في دمي
ما زالَ حُبكِ يعزفُ في دمي
ما زلتِ أنتِ في حياتي
تأكلينَ معي
تنامينَ معي
ترقصُينَ معي
تكتبينَ معي
تقرأينَ معي
فأينَ أفرُ من هذهِ المهزلة
التي عجزتُ عن الخلاص منها ؟
أميرتي
إن الحبَ بدأ يأكلُ أغشية قلبي
وأنتِ .......... صامتة
فما هو هذا السر الكامنُ فيكِ ؟
سيّدتي
إعلمي إن العذابَ الذي ألاقيهِ كلَ لحظة
ليسَ لأجل حُبنا
بل لأجلكِ أنتِ !
نعم
لاجلكِ أنتِ
فما دامَ الحب قد ماتَ بيننا
وحلَ محلهُ الصمتَ والنسيان
فلمَ أضُحي من أجلهِ ؟
بل يُحتمُ الواجبُ عليّّ
أن أضُحي من أجلكِ أنتِ!!
#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟