أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام فهمي - برونيتاريي العالم اتّحدوا














المزيد.....


برونيتاريي العالم اتّحدوا


هشام فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 06:17
المحور: الادب والفن
    


البروليتاريا اندحرت الى الأبد. لا أحد يسأل عنها الآن. الاشتراكيون أسّسوا شركاتهم الخاصة و بدّدوا رأسمال ماركس. العمال الصينيون تطحنهم مصانع اليومي و التنين يكبر. و امبراطورية العمل الصفراء تنزّ قيحا. أفكار حرّة تتحوّل الى زنازن و أقبية لغسل الدماغ. أفكار تدافع عن عمال العالم و تسخّرهم كبهائم. و العالم لم يتغيّر. كل هذه الثورات التي أزهقت أرواح كثيرة لم تسقط الهيمنة و الغطرسة. أفكار الفقراء تسقط أمام ماكينة السوق. والعلوم الانسانية تبحث عن الانسان بلا جدوى بعد أن ضيّعته علوم اللاهوت. بلدوزر التاريخ يسحق البروليتاريا حينما تتحوّل النقابة الى شركة وسيط بين مصالح الباطرونا المقدّسة و حقوق العبيد المأجورين. في أمريكا الشمالية النقابات العمالية مفرغة من أي صراع سياسي أو طبقي حتى، فالعمال يدفعون من أجورهم شهريا واجب الدفاع عن حقوقهم للنقابة. البروليتاريا بهذا الشكل الكاريكاتوري انمسخت في النسيج الاجتماعي و صارت تُستبدل و تعلّب مثل بضاعة. لم يعد أحد يذكرها. ذكرها " جويل دي روسناي " لكنه حذف لامها و حوّلها في كتابه الانقلابي الى " ثورة البرونيتاريا " الصادر عن منشورات فايار سنة 2006.
يكوّن البرونيتاريون شبكة مستعملي الأنترنيت )تدل عليها كلمة نيت(. انهم ، حسب
" جويل دي روسناي "، طبقة قادرة على الانتاج و البثّ و البيع عبر الشبكة الرقمية، هم مبحرو أنترنت و بلوغرز و مواطنون افتراضيون دخلوا في صراع طبقي مع الاعلام الرأسمالي التقليدي الذي يحتكر اقطاعيات حيوية على الشبكة. انه صراع على توليد المضامين دفع المستعملين الى خلق ميديا جديدة ، يسمّيها روسناي ميديا الجماهير المضادة لجماهيرية الميديا الرأسمالية. روسناي تنبّه الى هذه الثورة التي يقارنها باختراع الآلة البخارية مع بداية العصر الصناعي. ثورة يعيشها الجنوب تحت أنقاض بلدوزر التقدّم الذي يقوده الشمال أو ما تحت الحداثة كما سمّيناها مرة ضحكا على ما بعدها من هراء.
بفضل تقنية P2P أصبحنا نتبادل ملفات و موسيقى و أفلام مجانا، و هي خدمة تسمح للمنخرطين بفتح خزائن حواسبهم النفيسة للجميع. انها نوع من المشاعية الرقمية تمكن حواسيب فقراء الشبكة من اقتسام الثروات. سنلاحظ كذلك أن مشاريع كبرى تدرّ الآن أموال طائلة على الشبكة ، مثل محرك البحث غوغل الذي خلق ألف مليار صفحة ويب و كان وراءه طالبان من جامعة ستانفورد.
يقول روسناي : " لا الميديا التقليدية و لا رجال السياسة يفهمان حقيقة الرهانات"، اذ لم يعد بالامكان تكديس " الرأسمال الاعلامي" الذي يشمل المعرفة و توليد المضامين و قواعد البيانات و المكتبات الرقمية الحرة. الانقلاب الحقيقي الذي حدث هو أن هذا " الرأسمال الاعلامي" لم تعد تحتكره طبقة أثرياء الرأسمالية التقليديين و محاولتهم اليائسة للاستيلاء على امبراطورية الاعلام.
اننا اليوم أمام مواطنين عاديين يتبادلون برامج مفتوحة للجميع. يحلمون بديمقراطية كونية. يجهلون أنهم يشكّلون ميديا الجماهير التي خلقت اقتصادا جديدا منفلتا من مفتّشي الضرائب، خلقت ثقافة أنترنت تعتمد الفكر التبادلي و التعاوني، خلقت صحافة مواطنة يتزعمها البلوغرز و معارضو الأنظمة الديكتاتورية و الأذكياء من مطوِّعي التكنولوجيات الجديدة.
صحافة مواطنة ستمكننا من معرفة مجتمعاتنا عن قرب ، معرفة صادقة و مستقلة ان لم تسقط في شراك السلطة-العنكبوت.
ثورة البرونيتاريا هي بهذا المعنى أن مواطني العالم المهووسين بقضايا الانسان ستكون لهم كلمتهم الأخيرة. الحواسيب الشخصية ستنقل مشاعرنا الملتهبة الى كل شركائنا في العالم. الشاشات وجوهنا المضيئة وهي تقول الحقيقة. اشحذوا لوحات مفاتيحكم من أجل حرياتكم الافتراضية!








#هشام_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام فهمي - برونيتاريي العالم اتّحدوا