|
معايير النضج النفسي (3) الحدود السليمة والصحية في العلاقات – الجزء الثالث
مشير سمير
الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 09:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
2 - الحد الثاني: الاستقلال والندية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من سمات النضج والحدود السليمة أن نقبل في علاقاتنا بالآخرين أنهم مختلفون ومستقلون عنا، وإنه ليس عليهم أن يكونوا مثلنا سواء في التفكير أو الانفعالات أو في رؤيتهم للأمور أو في التصرفات دون أن يؤثر ذلك في وجود علاقة سوية متزنة معهم. وهنا بالتحديد تظهر خطورة وسلبية المجتمع الأبوي والعلاقات الأبوية، إذ لا نجد للندية والتكافؤ مكاناً، الأمر الذي يظهر بأجلى صوره في نظام العائلة العربية، كأحد أقوى الأمثلة، حيث يظل الابن (ذكراً أو أنثى) في موقعٍ قاصر وأدنى غير متكافئ في العلاقة مع الوالدين كطفل لهم أي إن كان ما قد بلغه من عمر، حتى وأن ذلك يستمر بعد زواجه. فالأسرة العربية لا تستطيع أن ترى الأبناء، وهم ينضجون، على أنهم في موقع متكافئ يسمح لهم بالتمايز والاختلاف واتخاذ قرارات خاصة بهم تخالف ما يراه الوالدين، بل على العكس فإنها على طوال الخط ترى أن الأبناء هم امتداد لهم بل وملكية خاصة لهم، وليسوا بشراً مستقلين نظراء لهم (كما كان الحال في النظام الروماني والنظام الإقطاعي في العصور الوسطى حيث كان الأبناء والنساء يعدوا من ضمن ممتلكات الأب وأدوات رزق له كعمال في الحقل أو في الرعي)، وكأن الأبناء مدينون للآباء بوجودهم في الحياة ومُطالبين بالاستمرار في الحياة وفي رقابهم هذا الدين الذي يجب أن يعملوا دائماً على تسديده للوالدين. مما ينفي مجانية الحب، أو حسب مصطلح رولو ماي يسود مبدأ التجارة أو "نزعة السوق" بديلاً للحب كما يقول: "أي أن نستخدم الحب بطريقة البيع والشراء. وتظهر أحد الأمثلة الواضحة هذه النزعة في توقع معظم الآباء أن يحبهم الطفل كنوع من رد الجميل لأنهم يعتنون به. الأمر الأكيد هو أن الطفل سيتعلم أن يدعي بعض الأفعال الدالة علي الحب لو أصر الآباء عليها، لكن عاجلاً أو آجلاً سيظهر أن الحب المُطـَالب به في مقابل شيء ما هو ليس حباً علي الإطلاق. أنه مثل منزل الرمال الذي نبنيه علي شاطئ البحر، وسرعان ما سينهار في صدمة مروعة عندما يبدأ الأطفال في دخول مرحلة البلوغ والشباب. فلماذا بالضرورة ترتبط واقعة حماية ورعاية الأبوين للطفل وإرساله إلى المدرسة ثم للكلية بمحبته لهم؟ فعلى مثل هذا الأساس يكون من المنطقي أن نقول أن علي الابن أن يحب رجل الشرطة الذي ينظم المرور في الميدان القريب من منزله لأنه يحميه من حوادث الطريق أو أن يحب جاويش الجيش المسئول عن توصيل الطعام إليه أثناء فترة تواجده في الجيش! واحد من الأشكال الأكثر عمقاً وأشد خطراً لهذا النوع من الحب المدفوع الثمن هو أن الطفل لابد أن يحب الوالد لأن هذا الأخير قد ضحي من أجله. لكن التضحية قد تكون ببساطة شكل آخر من أشكال المقايضة والمساومة وقد لا يكون لها أي علاقة بتأكيد قيمة وتطور الشخص الآخر (المحبوب)."(1)
ويرجع المفكر المسيحي والمربي اللبناني المعاصر كوستي بندلي هذا الأسلوب الأسطوري، حسب وصفه، لامتلاك للوالدين للأبناء لأحد أربع أسباب: إما لرغبة الوالدين للشعور بأهميتهم، أو للإحساس بالسيطرة، أو كوسيلة لتحقيق ما كانوا يرغبونه لأنفسهم ولم يستطيعوا تحقيقه خلال حياتهم، أو لرغبة منهم في تخليد ذواتهم في أبنائهم.
ومن الواضح أن هذا المنطق الأسطوري لازال يحكم عالمنا العربي بدرجة كبيرة، حيث يقول كوستي بندلي: "إننا لا نزال نحيا على ذلك الاعتقاد الأسطوري بأنهم (أي أبنائنا) منا خرجوا، ولنقلها بصراحة، أنهم إلى حد ما ملكنا. بحيث أن استقلالهم المشروع، نحسه وكأنه ابتعاد"(2)، وهنا يقتبس كوستي بندلي الكلمات الذهبية التالية من الشاعر الكبير جبران خليل جبران، لضحد الاعتقاد الأسطوري هذا: "إن أولادكم ليسوا لكم .. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم."
وهنا نرى مثل هذا الاعتقاد الفكري المريض وغير الناضج إنما يجعل الشخص أن تسول له نفسه بأن يملي على الآخرين كيف يفكرون وكيف يشعرون وكيف يجب عليهم أن يروا الأمور وكيف يتصرفون. إن هذا الاتجاه، مرة أخرى، حتى وإن كان يتخفى تحت ثوب جذاب من الرعاية أو الحب أو الاهتمام المزيفين، إنما يجعل من الآخر إنسان قاصر أقل إنسانية، ويخلق منه شخصية اعتمادية مشوهة غير مسئولة.
من النضج أن يقبل الإنسان أن الشخص الآخر، حتى شريك الحياة، هو ند ونظير مستقل مكافئ له، ولا يعمل على تذويب شخصيته فيه تحت شعار الجسد الواحد على سبيل المثال، بل على العكس يشجع هوية الآخر المتمايزة ويسعد بها دون أن يشعر بتهديد لذاته هو. لابد أن نعرف أن الزواج ومبدأ الجسد الواحد لا يلغي فردية الفرد واختلافه عن الآخر. فإن صارت المرأة، على سبيل المثال، تابعاً للرجل في الزواج انتفت عنها صفة أنها نظير مكافئ ومساو له كما خلقها الله، كما استحال الحب الحقيقي الناضج بينهما بسبب عدم التكافؤ. "فالحب، كما تقول د. نوال السعداوي، لا يمكن أن ينشأ بين أعلى وأدنى، ولا بين صاحب سلطة وخاضع لهذه السلطة. فالحب لا يمكن أن ينشأ إلا في ظل العلاقات الإنسانية القائمة على المساواة والعدالة والحرية والاستقلال والنضوج."(3)
وهنا يجدر بنا مرة أخرى الاقتباس من كوستي بندلي، إذ يقول: "الناضج فعلاً هو من استقل عن غيره بحيث تسنى له بالمقابل أن يتعامل معهم ككائنات مستقلة عنه."(2) فالشخص الناضج لا يحتاج إلى تعزيز وتمكين لشخصيته عن طريق استدخال ودمج internalizing شخصية الآخر في شخصيته وتذويبها، وتجريده من أن يكون "آخر" بالنسبة له، أو حسب التعبير البليغ لكوستي بندلي "أن نتخذ من الآخر نوعاً من العكاز لوجودنا". هذا الأمر قد يفعله الإنسان غير الناضج، كما شرحنا سابقاً في محاضرة "العلاقة الصحية مع الذات"، لتلافي الإحساس بالتهديد من المقابلة الحادثة بين شخصيته الضعيفة الفقيرة غير المحددة الهوية وبين شخصية أخرى. ولذلك فهناك تحدي نضج كبير لنا في أن يكون الآخر "آخر" بالنسبة لنا أي أن يكون مختلف ومتمايز ومستقل عني، وأن يملك كل الحق في أن يصنع اختيارات مختلفة خاصة به هو حتى وإن كانت خاطئة أو لا تروق لنا، وأن نستطيع في ذات الوقت أن نحتفظ بتعاملاتنا معه سلسة ومتسمة بالندية (التكافؤ) والمساواة دون أن أشعر أنني أفضل منه أو أعلى منه أو يجب علىّ إصلاحه. وعلى الجانب الآخر فإن الندية والاستقلال تمكننا من أن نحتفظ بيننا وبين الآخر بالمسافة والحدود التي تميز كوننا شخصيتين ولسنا شخصية واحدة، حتى في الزواج، والتي تعفي الشخص بقدر الإمكان من أن يتحمل الضرر الذي قد ينتج من اختيارات الآخر الخاطئة (مثال الزوج المدخن والزوجة الأم التي ترفض التدخين داخل المنزل، فلابد لها هنا أن تستخدم المسافة الآمنة والتي تفصل بين شخصيهما بطريقة أو بأخرى لحماية نفسها وأولادها).
إذن كل إنسان راشد يملك ــ حرية التقرير والاختيار وحق إدارة حياته الشخصية
إن حق إدارة الحياة الشخصية أمر مُعطى للإنسان من الله ولذا فإن كل شخص بالغ وراشد سوف يعطي عن حياته حساباً أمام الله مهما إن كانت الظروف، فلن يكون هناك أي سبب مقبول أمام الله يبرر أن يكون الفرد غير مسئول عن أي تفصيلية كبيرة أو صغيرة في حياته أو أي قرار اتخذه أو لم يتخذه بينما كان يجب عليه اتخاذه. مثلاً الزوجة التي تسمح لزوجها أن يؤذيها أو يؤذي أطفالها دون أن تفعل شيئاً تتصدى به له، بحجة أنه زوجها وأنها لابد وأن تخضع له، فإن ذلك لن يعفيها من المسئولية عن نفسها وعن أبنائها ولن يعفيها من المسائلة أمام الله عن الأذى الذي سمحت بوقوعه على أبنائها. كما قال المصلح الألماني مارتن لوثر: "وحدي وُلدت إلى هذا العالم ووحدي يجب أن أجابه الحياة ومسئولياتها، ووحدي سأقف أمام الديان العظيم… لن يقف أحد مكاني ولا بيني وبين الله، … بل سأقف أمام الله عارياً، وعلىّ تقع المسئولية تجاه الله خالقي." من هذا المنطلق يتثبت لنا مفهوم استقلالية الفرد ومسئوليته الكاملة عن نفسه والتي سوف نتحدث عنها لاحقاً.
3 - الحد الثالث: المسئولية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من منطلق حق التمايز والاختلاف والاستقلال، ومن منطلق حرية التقرير والاختيار وإدارة الحياة الشخصية، من هذه المنطلقات يصبح الإنسان مسئولاً مسئولية كاملة عن نفسه وعن حياته كوكيل عليها أمام خالقه، كما شرحنا سلفاً.
إن المسئولية الكاملة للإنسان عن حياته كوكيل عليها تعني أن أكون: - مسئول عن أفكاري وعما أسمح له بالدخول إلى عقلي (كل ما أشاهده وأقرأه وأسمعه)، - مسئول عن استخدامي لعقلي وأيضاً عن تغييبي لهذا العقل وإعطاءه أجازه. - مسئول عن كلماتي، - مسئول عن مشاعري وانفعالاتي، - مسئول عن قراراتي واختياراتي، - مسئول عن أفعالي، - مسئول عن التخطيط لأهدافي والعمل على تحقيقها، - مسئول عن اختياري لعلاقاتي ولمن أحب وأتزوج، - مسئول عما أختار أن أفعله مع الآخرين وما أسمح أو لا أسمح للآخرين بأن يفعلوه معي، - مسئول عن حفظي لحقوقي أو اختياري للتخلي عن أي منها، - مسئول عن نشاطاتي وعملي ومهاراتي ومواهبي وماذا أفعل بهم، - مسئول عن وقتي وكيفية التصرف فيه، - مسئول عن أموالي وممتلكاتي وكيفية التصرف فيها، - مسئول عن اختيار معتقداتي وإيمانياتي الدينية، - مسئول عن جسدي وكيف أستخدمه وأحافظ عليه أو أهمله، - إلى أخره.
وهو ما يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يلقي بمسئولية أي من مفردات حياته على شخص آخر أو على ظروف ما. ولا أن يتخذ من احتياجات الآخرين أو ظروف الحياة الصعبة مبرراً لتقاعصه عن أداء واجبه نحو نفسه هو ونحو حياته أولاً كوكالته التي أوكله الله عليها. (مثلاً: أن يعطي الإنسان وقتاً زائداً غير مخطط له للاهتمام بمشاكل الآخرين ومساعدتهم وذلك على حساب وقته مع الله أو اهتمامه بأسرته، حيث أنه بالطبع لن يقدر أن يزيد عدد ساعات اليوم عما حدده الله. وتحت شعار المحبة والتضحية يهمل ويقصر في جانب آخر من جوانب وكالته.)
ومن المناسب هنا أن نقتبس أيضاً من خواطر الأب هنري نووين الشخصية(4) ما يقوله تحت عنوان:
مكانك الخاص وسط مجتمعك "إن أسلوب وجودك الخاص في وسط مجتمعك هو الطريقة التي بها يريدك الله أن تكون حاضراً بالنسبة للآخرين. فالناس باختلافهم لهم طرق مختلفة للتعبير عن حضورهم ووجودهم. ولابد لك أن تعرف مكانك الخاص وأن تشغله. لذا فالتمييز هنا هو الأمر الذي له كل الأهمية. فبمجرد أن تعرف داخلياً دعوتك الحقيقية يتكون لديك التوجه الصحيح، الأمر الذي يساعدك على أن تقرر ما يجب أن تقوم به وما يجب أن تتخل عنه، ما يجب أن تقوله وما يجب أن تصمت بشأنه، متى يجب أن تخرج ومتى يجب أن تلزم المنزل، من يجب أن ترافقه ومن يجب أن تتجنبه. حين تشعر بالإرهاق أو الإحباط أو الإنهاك ولا تستطيع أن تحتمل المزيد، فإنما جسدك يخبرك بأنك تقوم بأشياء ليست من شأنك. فالله لا يطالبك بما يفوق قدراتك، أو بما يقودك بعيداً عنه أو يجعلك مهموماً ومكتئباً. إن الله يريدك أن تحيى للآخرين، وأن تعيش وجودك الخاص جيداً، الأمر الذي قد يحوي المعاناة والإرهاق وحتى لحظات من الألم الجسدي أو النفسي الهائل، إلا أن شيئاً من هذا لا ينبغي أن يزحزحك عن أعماق ذاتك حيث الله ساكن هناك. إنك إلى الآن لم تجد بالتمام مكانك الخاص وسط مجتمعك. فأسلوب وجودك وحضورك الخاص في مجتمعك قد يتطلب منك أوقاتاً من التغيب أو الصلاة أو التفرغ للكتابة أو الاعتزال. فهذه الأشياء أيضاً تقع ضمن متطلبات وجودك في مجتمعك، فهي تجعلك تقدم نفسك بعمق لمجتمعك وتتكلم بكلمات الله من داخلك. حين يكون من دعوتك أن تقدم للناس الرؤية التي تغذيهم وتجعلهم يستمرون في التقدم فإنه من المهم جداً أن تعطي نفسك الوقت والمساحة التي تجعل هذه الرؤية تنضج بداخلك وتصير جزءاً لا يتجزأ من كيانك. إن مجتمعك يحتاج إليك ولكن ربما ليس حاضراً معهم في كل الوقت. فمجتمعك قد يحتاج إلى حضورك الذي يعطيهم الشجاعة ويوفر لهم الغذاء الروحي للرحلة ويخلق لهم الأرضية الآمنة التي فيها يمكنهم أن ينموا. نعم قد يحتاجون منك إلى مثل هذا الحضور الذي ينتمي إلى قلب الجماعة، ولكنهم أيضاً يحتاجون إلى غيابك الخلاق. قد تحتاج إلى أشياء لا يستطيع مجتمعك أن يقدمها لك. مثل هذه الأشياء تحتم عليك أن تبتعد عن الآخرين من وقت إلى آخر. وهذا لا يعني أنك أناني أو غير اجتماعي أو غير سوي بشكل أو بآخر. ولكنه يعني أن أسلوب تواجدك في وسط مجتمعك يحتم عليك الاهتمام بتغذية نفسك داخلياً بطريقة خاصة. فلا تخشى من أن تنهج ذلك النهج، فهو ما يسمح لك بأن تكون أميناً لدعوتك وأن تشعر بالأمان. إن هذا المنهج يمّـكنك من أن تخدم من تريد أن تقدم لهم الرجاء والحضور الذي يمنح الحياة."
* أيضاً المسئولية تعني أن الشخص لابد وأن يتحمل تبعات ونتائج اختياراته الحرة، وإلا حدث خلل في أحد أهم قوانين ونواميس الحياة التي وضعها الله. وهو قانون السببية (السبب والنتيجة cause & effect)، أو بلغة أخرى "الزرع والحصاد" (غل6: 7)، أي أن النتائج (الحصاد) لابد وأن تتبع السبب (الزرع) في تناسب مطرد. إن قانون السببية هو الذي يقول أن "من جدّ وَجد"، و"من يذاكر ينجح"، و"من أهمل خسر"، و"من لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً، وهكذا. لقد خلق الله الكون في اتزان شديد بالغ التعقيد. وما يحفظ للكون اتزانه هذا هو النواميس الطبيعية التي وضعها الله للفيزياء والكيمياء والفلك وعلاقات الإنسان بالطبيعة والأشياء وعلاقات الإنسان بالإنسان، إلى أخره.
وهنا أيضاً نجد تطبيقاً للحدود غير السوية وغير المتزنة في العلاقات. فعندما يتدخل إنسان ما في حياة إنسان آخر (مرة أخرى تحت ثوب جذاب خادع من الحب والخوف على مصلحته) للحيلولة بين تحمل هذا الآخر لنتائج ما قد تسبب فيه، فإن هذا عملُ فيه تعدي واضح واعتراض لقانون السببية غالباً ما لا يخلو من وقوع أضرار (عواقب/ نتائج) ما في المستقبل حتى وإن كانت نظرتنا نحن الإنسانية ترى عكس ذلك، حيث أن التدخل أو الاعتراض هذا هو أيضاً في حد ذاته فعل مسبب لنتيجة أخرى بدوره.
ونحن نجد خير مثال لذلك هو تدخل الأم المفرطة في حماية الابن أو المدللة له في حياة ذلك الابن في كل مرة يجب عليه تحمل مسئولية ما، أو تحمل عقاب أو عاقبة ما نتيجة لارتكابه خطأ معيناً، فإن تدخل الأم للحيلولة بين تحمل الابن مسئولياته وعواقب أفعاله في الحياة تحت الشعار الوهمي للحب والخوف عليه، أو حتى تدخل الأم العادية أو المحب لمنع الابن أو المحبوب من تحمل نتيجة حقيقية صعبة لخطأ ارتكبه، إنما يؤدي مثل هذا التدخل إلى أن يصير هذا الابن أو المحبوب إلى أحد ستة أحوال أسوأ؛ وهي إما أن يكون شخص غير مسئول، أو شخص اعتمادي، أو شخص مصاب بالإحساس بالنقص والقصور والعجز، أو شخص استغلالي أناني وربما نرجسي، أو شخص انفعالي يفتقر إلى ضبط النفس. أو ببساطة أن يستمر في ارتكاب الخطأ طالما لا يكلفه ثمن (لا يتعلم من أخطاءه). وهذا هو ما يحدث تماماً مع الشخص المدمن أو المقامر أو الشخص دائم الاستدانة أو الكذاب أو النصاب، حين يتدخل دائماً الشخص الآخر الذي يظن أنه يحبه ويعالج النتائج بدلاً منه حتى لا يدخل السجن أو ينفضح أمره فيفقده، ظناً منه أنه يوماً ما سوف ينصلح. ولكن ما يحدث دائماً هو أن الشخص المنحرف يستمر في انحرافه طالما أنه لا يكلفه ثمناً بل أن هناك شخص آخر يدفع دائماً بدلاً منه الثمن. فلما لا يستمر هو فيما يفعله إذن؟! وهذا تماماً هو الحال الذي نراه في قصة جون مع والديه، والتي نقتبسها أيضاً من كتاب الحدود لكلاود، وتاونسيند(5): "حضر إلى والدي شاب فى الخامسة والعشرين من عمره يسألون من اجل أمر اعتدت سماعه من جميع الآباء، وهو أن اصلح من حال ابنهم "جون". وعندما سألتهم "وأين جون؟" أجابوا بأنه لا يرغب في الحضور لأنه لا يعتقد أن لديه مشكلة، فأجبتهم: "ربما يكون على حق". فبدت عليهم علامات الدهشة، فطلبت منهم أن يحكوا لي قصة جون. فأخذوا يسردون لي تاريخ المشكلة والتي بدأت منذ طفولته وقالوا: "لم يكن جون بذلك الشخص الساذج الذي يمكن خداعه بسهولة، وفى السنوات الأخيرة بدأت تظهر عليه مشاكل تعاطي المكيفات مع عدم الانتظام في الدراسة". كانت محبة الوالدين الشديدة لابنهم وقلبهما المكسور بسبب الطريقة التي كان يحيا بها واضحة جدا. لقد حاولوا بكل الطرق التي يعرفونها أن يغيروا من ابنهم ليحيا حياة مسئولة، ولكن كل محاولاتهم بائت بالفشل. واستمر الابن في تعاطيه للمكيفات وفي رفضه للالتزام وتحمل مسئولية أفعاله علاوة على ارتباطه بمجموعة من الشباب المشكوك في سلوكهم. وأضاف الوالدين بأن كل طلبات جون كانت مجابه، فلديه وفرة من المال وبهذا لم يكن مضطرا للعمل بالعطلة الصيفية لتوفير المال لتغطية مصاريفه الشخصية، الأمر الذي كان يمكنه من التفرغ للدراسة والاستمتاع بحياته الاجتماعية. وعندما تم فصله من أحد المعاهد، وأبدى عدم رغبته في العودة إلى ذلك المعهد، كان الوالدين في أتم الاستعداد لعمل أي شئ لإلحاقه بمعهد آخر قد يكون افضل له. فأجبتهم: "اعتقد الآن أن ابنكم كان على حق. فانه بالفعل ليس لديه مشكلة!" أخذت الدهشة والدي جون فترة من الزمن. وأخيراً قال الوالد: "هل ما سمعته صحيح؟ أتعتقد فعلاً ان ابننا ليس لديه مشكلة؟" فأجبته: "نعم، ليس لدى ابنكم مشكلة، بل انتم من لديه المشكلة. فهو يستطيع ان يفعل كل ما يريده من دون أن يواجه أي صعوبة في ذلك على الإطلاق. فأنتم من تقومون بتوفير المال له وتقلقون وتغتاظون وتخططون وتفنون أنفسكم حتى يستمتع هو بحياته. أما هو فليس لديه أي مشكلة لأنكم حملتم المشكلة نيابة عنه. كان يجب أن تكون تلك المشكلة مشكلته هو، ولكن كما هو واضح الآن أنها أصبحت مشكلتكم انتم، والآن هل تريدون أن أساعدكم لتساعدوا ابنكم في أن تكون لديه بعض المشاكل؟!" فأخذوا يحملقون في كأني مختل عقليا، ولكن بعد لحظات بدأت تظهر في عيونهم علامات التفكير العميق. وسألت الأم: "ماذا تقصد بقولك أن نساعده في أن تكون لديه بعض المشاكل؟". فبدأت أوضح الأمر لهم وقلت: "اعتقد أن الحل لمشكلة جون هو محاولة وضع بعض الحدود له بحيث أن تصرفاته تسبب له هو المشاكل، وليس لكم." الأب: "ماذا تقصد بكلمة (الحدود)؟" فأجبته: "دعنا نفكر في المشكلة بهذه الطريقة، فلنفترض أن جون هو جار لك، وهو لا يحرص أبداً على ري حديقته التي لا يفصلها عن حديقتك أي سياج. وعندما تقوم أنت بتشغيل نظام الرى الميكانيكي (غير المضبوط) الذي في حديقتك، يتساقط الماء في أرضه هو. بعد وقت سوف تجد أن أرضك يصيبها الجفاف وتموت الحشائش المزروعة بها، بينما ينظر جون إلى أرضه الخضراء الجميلة ويفكر فى نفسه "إن أرضى على ما يرام". وهذا تماماً هو الأسلوب الذي به يحيا ابنكم. فبالرغم من انه لا يبذل مجهود فى المذاكرة، ولا يشغل تفكيره بالتخطيط لحياته، ولا يعمل شيئاً لنفسه فانه ينعم بمكان جميل يعيش فيه، ومال وفير، ويتمتع بكل الحقوق التي من حق أي فرد في الأسرة يقوم بواجباته. "فإذا قمت بوضع سياج يوضح حدود حديقتك بشكل أفضل، وقمت بإصلاح نظام الري الميكانيكي الخاص بك بحيث يتساقط الماء في حديقتك أنت، ولم يهتم هو برى حديقته، ستكون النتيجة انه سوف يجد نفسه يعيش في حديقة تنتشر فيها الفوضى والقذارة. ولن يحتمل ان يبقى بها. "من الواضح الآن أن ابنكم يتمتع بقدر كبير من عدم تحمل المسئولية و يحيا حياة رغدة في نفس الوقت، في حين تتحملون أنتم كل المسئولية وتحيون في تعاسة. فوضع بعض الحدود له سوف يفي بالغرض. فأنا اعتقد أنكم بحاجة لوضع سياج حول حياتكم لتبعدوا مشكلاته عن حديقتكم أنتم لكي تظل في حديقته هو لأنها تخصه هو." الأب: "ألا ترى أن التوقف عن مساعدته يعتبر شئ من القسوة؟" فسألته:"وهل مساعدتكم له ساعدته فعلا؟!" فأوضحت نظرات الأب انه قد بدأ يستوعب ما أقصده.
وهذا مثال للضرر البالغ والخلل الذي يحدثه تدخل الإنسان في حدود مسئولية الإنسان الآخر وكسره لقانون السببية في الحياة. ثم يستأنف الكاتبان شرحهما تحت عنوان الحدود غير المنظورة للملكية والمسئولية قائلين: من السهل تمييز الحدود فى عالمنا المادي، مثل السياج التي يحيط بمكان ما، العلامات والحوائط والخنادق المائية ذات التماسيح، الحدائق المحاطة بالأشجار المشذبة والحواجز، فهذه كلها على اختلاف أشكالها تبث رسالة واحدة وهى: "هنا تبدأ حدود ممتلكاتي". ويعتبر المالك هو الشخص الوحيد المسئول عما يحدث في ممتلكاته. وتعتبر الحدود المادية بمثابة خط الملكية المنظور أو صك الملكية الذي يمسك به المالك. فيمكن لأي شخص أن يتوجه إلى دار القضاء التابعة للمحافظة لمعرفة هذه الحدود بشكل أدق، ومن هو الشخص الذي يجب الاتصال به في حالة ما إذا كان لديك عمل متعلق بهذا الملك. أيضاً يوجد للعالم الروحي (الأدبي) حدود حقيقية بالرغم من صعوبة رؤيتها. والهدف من هذا الموضوع أن يعينك على تمييز حدودك غير الملموسة هذه، وإدراكها كواقع حقيقي يمكنك من الحفاظ على نفسك وعلى حياتك. في الواقع، أن هذه الحدود تمكنك من أن تحدد ذاتك وتحرسها وتحفظها. أنا وما ليس أنا: إن الحدود تحدد من نحن بطريقة تجعلنا معَّرفين وليس مبهمين. إنها تعّرف ما أنا عليه وما لست عليه من شخصية. فالحد يوضح لي أين أنا أنتهي وأين يبدأ الآخر، مما يقودني إلى الإحساس بالملكية الشخصية. فمعرفتي بما هو معطي لي كملكية وكمسئولية أمر يمنحني الحرية الشخصية. فإذا علمت أين تبدأ حدود قطعة الأرض التي أملكها وأين تنتهي، فان ذلك يعطيني الحرية الكاملة لأفعل بها ما أشاء. علاوة على أن تحملي لمسئولية حياتي يفتح أمامي باب الاختيارات المتعددة. فإذا كنت لا املك حياتي، فان فرصة الاختيار والتخير تصبح محدود جداً بالنسبة لي. وإلى هنا ينتهي اقتباسنا من كلاود وتاونسيند.
ويجدر بنا هنا أن نشير على جانب الموضوع إلى أن قانون السببية هذا لا يسري فقط في العلاقات البشرية وإنما أيضاً في علاقات الإنسان بالبيئة والطبيعة، فإن انتهاك الإنسان لقانون السببية في الحياة إنما يجلب أضرار جمة في المستقبل. وما أكثر الأمثلة الملموسة التي نراها في تلويث البيئة وثقب طبقة الأوزون والأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تنجم عن ذلك.
في نهاية هذا الموضوع يجدر بنا هنا الاقتباس مرة أخرى من خواطر الأب هنري نووين(4)، تحت عنوان "ضع حدوداً لمحبتك": "حين يظهر لك الآخرين حدودهم (قائلين، مثلاً: "عفواً، لا أستطيع أن أقدم لك ذلك") فإنك تشعر بالرفض. فأنت لا تستطيع أن تقبل بحقيقة أن الآخرين لا يستطيعوا أن يقدموا لك كل ما تتوقعه منهم. أنت ترغب في حب غزير ورعاية وعطاء لا ينتهيا. إن جزء من صراعك هو أن تضع حدوداً لمحبتك الشخصية، وهو الشيء الذي لم تفعله من قبل. فأنك تعطي كل ما يسأله الناس منك. وحين يسألون المزيد، فإنك تعطي المزيد، حتى تجد نفسك مستهلكاً، ومستغلاً، ومستنفذاً. فلن تستطيع أبداً أن تعترف وتحترم وتـُقدر أيضاً حدود الآخرين قبل أن تتمكن من أن تضع حدودك الشخصية أولاً. في محضر من تحبهم تأخذ احتياجاتك في التزايد والتنامي إلى الدرجة التي فيها يشعر الآخرون بأنهم مغلوبون من جراء احتياجاتك حتى أنهم يضطروا عملياً إلى تركك بمفردك حتى ينجوا بأنفسهم. إن مهمتك الكبرى هي أن تطالب نفسك بنفسك، فتحتوي احتياجاتك في حدود ذاتك وتمسكها في محضر من تحبهم نفسك. إن التبادل الحقيقي للحب يتطلب أناس يملكون أنفسهم ويقدرون على العطاء بعضهم للبعض في الوقت الذي يتمسكون فيه بهويتهم الذاتية. لذا فلكي تتمكن من العطاء بأكثر فاعلية وتتمكن أكثر من كبح احتياجاتك، يجب أن تتعلم أن تضع حدوداً لمحبتك."
4 - الرؤية الموضوعية للآخر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن الشخص الناضج يستطيع وهو يرى وينظر إلى الحياة وإلى الآخرين من عينيه أن يراهم كما هم على حقيقتهم دون تعرضهم للتحريف والتشويه من خلال منظوره الذاتي. وهذا يعني أني أستطيع أن أرى الآخر كما هو دون إسقاط خبراتي الشخصية ورؤيتي الشخصية عليه، كما أني أيضاً أستطيع تحرير الآخر من توقعاتي عنه ومنه، ليكون كما هو وليس كما أريده أن يكون. وفي هذا المجال يجدر بنا ذكر ما أسهمت به عالمة النفس الأمريكية ميلاني كلاين في نظريتها المسماة "العلاقة مع الآخر/ العلاقات الموضوعية Object Relationship"، إذ تقول أننا في عدم نضجنا قد نتعامل مع الآخرين ليس وفقاً لحقيقتهم فقط، ولكن أيضاً وفقاً لما نختزنه داخلنا من صور لعلاقات ماضية أو وفقاً لانتظارات ذاتية أو توقعات مسبقة. كأن أقابل رمزاً للسلطة مثلاً فأجدني أطرح عليه علاقتي الماضية بوالدي، أو أن أقابل أحد أصدقاء الطفولة فأجدني أحتفي به ببهجة شديدة ولكن ليس بسبب حبي لشخصه بل لأنه يمثل لي رمزاً لذكريات أيام الطفولة المبهجة. أي أنني أرى الآخر وأتعامل معه من خلال خلفية شخصية غير موضوعية ومخزون شخصي خاص بي. فهنا أنا في الحقيقة لا أرى شخص ذلك الإنسان ولا أتلامس معه هو على الإطلاق بل أتلامس فقط مع صوري وخيالاتي أنا من خلاله كرمز. وقد تذوب وتنتهي هذه الحفاوة متى أمضيت مع هذا الشخص يوماً واحداً واضطررت للتعامل مع شخصه هو. مثال أخر نجده حين أدخل في علاقة ما مع إنسان لكي يسدد لي احتياج نفسي ما، أو يكمل نقص ما في شخصيتي. ففي هذه الحالة فأنا لا أرى الآخر سوى من جزئية إمكانيته على تسديد هذا الاحتياج، أي أني أجزئه وأشيئه، أي أنتقص من كينونته كإنسان مكافئ لي وأجعله مجرد شئ أنتفع منه، وهو الموقف الذي يتسم بالأنانية ومركزية الذات وربما حتى النرجسية. وفي الواقع أني قد أفعل نفس الشيء تجاه الله ذاته، بمعنى إني قد أقبل إليه وأطلبه وأرتبط به لأنه لي رمز العطاء ومصدر الحكمة والراحة والسلام، مجرد رمز أو شئ وليس لشخصه هو في ذاته. فأنا هنا أرى إسقاط احتياجاتي أنا وقد لا أرى الله في ذاته كشخص أو أقيم علاقة شخصية معه، بل أتعامل معه فقط من منطلق قدرته على تسديد احتياجاتي هذه.
إن تصوراتي وانتظاراتي الذاتية إنما تجعلني لا أستطيع أن أرى الشخص الآخر كما هو بل أنه يكون سجيناً لرؤيتي عنه، مما يشوش العلاقة معه ويجعلها غير حقيقية، إذ أن الشخص الآخر نفسه يصير مشوهاً وغير حقيقي بالنسبة لي. ولذا من النضج هنا أن يستطيع الإنسان أن يخرج من ذاته ومن تصوراته وانتظاراته الذاتية ليرى الآخرين كما هم بدون أو بحد أدنى من التشويه، وأستطيع أن أتعامل معهم من منطلق من هم حقيقة وليس من منطلق رؤية ذاتية. إن احترامي وقبولي للآخر يستند أساساً على أنه كائن مخلوق على صورة الله مساو لي، فقط وليس شئ آخر. ومن هذا المنطلق أستطيع أن أمارس علاقات ناضجة تخلو من التشيئ والاستغلال، والمطالبة والطرح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع: 1- ماي، رولو. "بحث الإنسان عن نفسه". ترجمة: "د. أسامة القفاش". دار الكلمة، القاهرة 2006 2- بندلي، كوستي. "مواقفنا من أولادنا: امتلاك أو إطلاق". جروس برس. طرابلس – لبنان 1994 3- السعداوي، د. نوال. "الرجل والجنس". دار ومطابع المستقبل، القاهروالأسكندرية. الطبعة الرابعة 1991 4- Nouwen, Henri, “The Inner Voice of Love”, Doubleday. USA 1996 Dr. Henry & Townsend, John & Cloud,. “Boundaries”. Zondervan Publishing House 1992.
#مشير_سمير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معايير النضج النفسي (2) القدرة على التفرد Individuation ومقا
...
-
معايير النضج النفسي (1) - العلاقة الصحية/السليمة مع الذات
-
ليه لازم؟
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|