أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - في عصرنا المتأزم تفقد حتى الاحداث الكبرى اهميتها















المزيد.....

في عصرنا المتأزم تفقد حتى الاحداث الكبرى اهميتها


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 18:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في عصرنا المتأزم تفقد حتى الاحداث الكبرى اهميتها
تجري في هذه الايام ثلاث احداث كبرى على الصعيد العالمي والوطني، هي اجتماع الهيئة العامة للامم المتحدة، واجتماع اقطاب الراسمالية العشرين والانتخابات البرلمانية العراقية . فالبشرية تمر اليوم في اشد مراحل تأزمها. حيث تعجز علاقات الانتاج الراسمالية ونظامها الاقتصادي الاجتماعي عن حل مشاكل البشرية الناجمة عن تناقضاتها، وفي نفس الوقت تعجز البشرية عن انهائها واقامة النظام الاقتصادي الاجتماعي الجديد الذي يحررها من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد ويطلق طاقاتها لبناء المجتمع الانساني الحقيقي الذي يتيح لكل فرد فيه العمل والابداع . فقد اقدمت الامبريالية الامريكية القطب الاكبر للعولمة الراسمالية في ظل تواطؤ الاقطاب الراسمالية الاخرى وطحن جميع الطلائع التي تطورت عبر القرون في موجهة الاستغلال الطبقي والوطني وتدجين جميع المنظمات الدولية، على اقتراف افضع الجرائم لحماية وتوسيع هيمنتها على العالم وكان افضعها الحرب لاحتلال العراق تحت شعارات مفضوح كذبها فضلا عن جرائم ادامة الاحتلال التي فاقت جميع جرائم اعداء البشرية على مر العصور . وبدلا من ان يحقق لها كل ذلك أي تقدم او انتعاش اقتصادي ادى الى مزيد من التازم الاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي على الصعيد العالمي والوطني، والقاء المزيد من التبعات على عاتق البشرية عموما والشعوب المستعبدة خصوصا . فقد قدرت الامم المتحدة تزيد اعداد الجياع في العالم باكثر من مليار نسمة وعدد العاطلين عن العمل بمئات الملايين وتفاقم اعداد الاطفال المحرومين من فرص الدراسة وتصاعد الامية حتى في شعوب الاقطاب الراسمالية . ومع تفسخها تعمل على تفسيخ المجتمعات . فشجعت كل انواع المفاسد والجريمة المنظمة ونشرت المخدرات والاتجار بالجنس وبالبشر وباعضائهم ونظمت مختلف اشكال الارهاب لارعاب البشر وشل طاقاتهم عن التفكير .
في هذه الاجواء تجري هذه الاحداث الثلاث الكبرى التي كان يمكن للبشرية عموما وشعبنا خصوصا استغلالها لمحاكمة اقطاب العولمة الراسمالية وايجاد الحلول لجميع مشاكل البشرية من خلال اطلاق حرية الشعوب في تقرير مصيرها واختيار سبل تطورها واطلاق طاقات الافراد في ابتكار سبل ووسائل الحياة الجديدة التي تتيحها الثورة العلمية التكنولوجية والمعلوماتية . ففي هذه الايام ينعقد اجتماع الهيئة العامة للامم المتحدة ويصدح صوت اوباما وتملأ صوره شاشات العالم وهو يحلم بادمة الهيمنة الامريكية المتداعية باسلوبه الناعم وشعارات السلم والصداقة مع الشعوب. وفي نفس الوقت يقر امر ارسال عشرات الالاف من الجنود لتعزيز قوات حربه في افغانستان، تنفيذا لاستراتيجية شركات السلاح والنفط القائمة على ادامة الحروب. ويصدح صوت نجاد بعنجهية فارغة لاتؤدي الا الى صب الزيت على استرتيجية ادامة الحروب الامريكية المباشرة او عن طريق اداتها اسرائيل. في حين يعاني الشعب الايراني الفقر والتجهيل في ظل افضع نظام سلفي اعاده قرون الى الوراء تحت شعارات امتلاك السلاح النووي واحلام الهيمنة . ولم تبرز وسائل الاعلام العالمية الا صوت القذافي الزعيم المتميز بتناقضات الافكار والمواقف التي لاتقل عما تتميز به تناقضات عصرنا، في نقد الهيمنة الامريكية ويعلن تمزيقه لميثاق الامم المتحدة في حين سمحت له امريكا بنصب خيمته على اراضيها . ويمضي الاجتماع دون ان يتح لما يزيد عن مليار من البشر في مختلف انحاء العالم حتى سماع خبره لانه لايملك أي من وسائل الاعلام . ولم يعبأ اكثر مليار اخر بخبر الاجتماع لانه مثقل بهموم يومية تستنزف وقته وطاقاته. ومليار اخر لايعبأ بها لانه يعتبرها مهرجانات لاشغال البشرية وادامة استعبادها.
كما يجري الاستعداد في هذه الايام لاجتماع دول العشرين في امريكا لمتابعة الحلول التي وضعتها في السنة الماضية للازمة الاقتصادية العالمية وتستعد مجموعات من مناهضي العولمة الراسمالية للتظاهر ضدها وضد حلولها التي لن تؤدي الا الى اطالة عمر الراسمالية مع استفحال تأزمها الى جانب تحميل البشرية المزيد من الحرمان والمآسي . فلا يمكن لابدال هيمنة الدولار باية عملة اخرى سواء كانت لاحد الاقطاب الاخرى او عملة جديدة ان تحل ازمة علاقات الانتاج الراسمالية، وعجزها عن حل مشاكل البشرية. ولا حتى تشكل عالم متعدد الاقطاب الراسمالية، بعد تزعزع مواقع امريكا، لانه لا يحرر البشرية من تنافس هذه الاقطاب وحروبها من اجل تبوء مركز القطب الاكبر والاوحد. ولايقل جشع واستغلال أي منها لثروات البلدان التابعة، عن جشع واستغلال امريكا ، كما نشاهد تزاحمها على عقود النفط العراقي مع الشركات الامريكية . ويمر الاجتماع العشرين هذا كما مر الاجتماع الاول قبل عام دون ان تعبأ به عموم البشرية .
وفي العراق حيث يعاني شعبه من تفاقم كل جرائم علاقات الانتاج الراسمالية عبر كل مراحل تطورها ، يمر حدث كبير ومهم، الانتخابات البرلمانية التي اتخذتها الادارات الامريكية المتعاقبة كمظهر من مظاهر الديموقراطية التي يتبجحون بنشرها والتي اتقنوا تزويرها واستخدامها للدعاية لهيمنتهم ولادامتها، من خلال تنصيب ادوات تدين بالولاء لهم بل ولم يتردد بعضهم في الصراع لنيل الحضوى لدى المحتلين لتامين مقاعدهم في البرلمان القادم عن الطلب صراحة ببقاء قوات الاحتلال او التريث في سحبها الشكلي كما صرح نائب رئيس الجمهورية عبد المهدي ورئيس ما سمى تنظيمه الجبهة الوطنية لانقاذ العراق وغيرهم من اقطاب العملية السياسية . واذ جرب الشعب العراقي مهزلة الانتخابات النيابية لدورتين سابقتين في ظل الاحتلال، وما ادت اليه من تنصيب ادوات كان همها التمتع بالامتيازات الباذخة والحماية المشروطة بالولاء دون تحقيق أي من وعودها في كسب اصوات الناخبين، اتسع عدم الاهتمام بالحملة الانتخابية. وتفشل كل وسائل الدعاية والاعلام المسخر لها وتتعرى كل وسائل التضليل بما فيها الدينية والطائفية . ورغم انخراط بعض القوى السياسية في خوضها على الرغم من معرفتها بان نتائجها محسومة للكتل والقوى السائرة في ركاب المحتلين، لقناعتها بالمتاح على امل ابقاء صوت الشعب مرفوعا وان غير فعال . في حين تجهد بعض الطلائع للاستفادة من فترة التحضير للانتخابات من اجل رفع وعي الجماهير وتعبئتها من خلال خلق اشكال من التنظيم الجماهيري الملائمة ورفع يقظتها وتطوير وسائل واساليب كفاحها من اجل مطالبها الانية وربطها بالتحرر من الاحتلال وادواته واتفاقياته وقوانينه.
ويبقى الامل على الصعيد العالمي والوطني بالطلائع العلمية والفكرية من اجل تطوير القاعدة المادية والفكرية للعصر الجديد وابداع الاشكال الملائمة للعلاقات الاجتماعية بين البشر فلم يعد بالامكان تحرير أي شعب بمعزل عن تحرير عموم البشرية على الرغم من كل الاختلاف في درجات تطورها واختلاف نظمها الاجتماعية والاقتصادية . فالثورة العلمية التكنولوجية والمعلوماتية قادرة على طفر الشعوب المتخلفة على كل مراحل التخلف بسرعة نتيجة لعدم ترسخ وسائل واساليب الراسمالية المتقدمة في مقاومة تطور المجتمع الانساني.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهم تناقضات العصر التطور الهائل لقوى الانتاج والازمة المستعص ...
- تمر البشرية باعظم واخطر منعطفات تطورها
- مسرحية الانتخابات في ظل الاحتلال وادواته واول فصولها تفجيرات ...
- لنجعل دورة الجمعية العامة للامم المتحدة القادمة محكمة عالمية ...
- اخطر اسلحة الامبريالية لادامة هيمنتها اقامة انظمة تابعة اشد ...
- الاسراع بمحاكمة مجرمي الحرب على العراق ضمان لحماية البشرية م ...
- الطبقة العاملة العراقية تقاوم التركيع وتعزز ثقة شعبنا بدورها ...
- دعم اضراب عمال النفط في البصرة مهمة وطنية وعالمية لحسم الصرا ...
- احتدام تناقضات عصرنا في ظل التطور العاصف للمعلوماتية العلم و ...
- المجد لشهداء الوطن والانسانية والتحية للشهداء الاحياء
- ثورة 14/تموز
- الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال جزء من استراتيجية فاشلة لحل ا ...
- الشعب الايراني اخترق في انتفاضته عصرين من التخلف ودخل عصر ال ...
- دعم كفاح عمال وزارة الصناعة ضد تعليماتها بغلق معامل الدولة م ...
- الماركسية علم ونهج مادي دايلكتيكي وليس ايديولوجيا
- الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا
- لن يقتلوا السليقة الثورية للشعب العراقي وضميره الحي بقتل حار ...
- تحت شعار الحرب ضد الارهاب لبوش وغصن زيتون اوباما نفقات التسل ...
- استرشاد رئيس القطب الاكبر للعولمة الراسمالية بحكمة خادم الحر ...
- في يوم الطفل العالمي يباد ملايين الاطفال في العالم رغم القوا ...


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - في عصرنا المتأزم تفقد حتى الاحداث الكبرى اهميتها