حازم العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 16:49
المحور:
الادب والفن
هذا الجزء من المدينة لا تعرفه ُ...
الشوارع الفسيحةُ
، الساحاتُ
والأبراجُ
...بينها رافعاتٌ نحيلة
كأنها من سنينٍ
توقفت ْهنا ...
هذا الجزء من المدينة لا تعرفهُ
الدرّاجون َ
متمهلينَ في الساحة ِ
أوعلى الرصيفِ
الأمهات ُ
على الرصيفِ
، كأنهن في نزهةٍ ،
يربطن شعور بناتهن َّ
سائقو الحافلاتِ
وادعينَ
ينتظرون َ
في الحافلاتٍ الصغيرة البيضاء
ثلاثة جنودٍ
بأخفافٍ رياضية
مسرعينَ
ووادعينَ بطريقةٍ لم تعهَدَها
أعشابٌ لا تعرفها
بواجهات المخازنِ الزجاجِ
، معاجين ٌومراهمِ ُفي صفوفٍ
وجذورٌ ملونةٌ
لا تعرفها
دمى المخازنِ
- في الواجهاتِ الزجاجِ-
وقفنَ هكذا
و يرفعن يداً واحدةً
كأن في احتجاجٍ ما
الكوّائون
في المداخل العتيمةِ
وراء البخارِ مبتسمين َ
أو أمام الدكاكين
ميكانيكيو المراجلِ
منحنين على ألهابٍ زرقاء َ
يحولونها صفراء
.......
.........
في الوقت ذاته ، لا بد ،
قمرياتٌ في بساتين الليمون
ينقرنَ أغصان اللوزِ ..
اسقمريات ٌ
في الخلجان العميقةِ
من ساحلِ المتوسطِ
في شمسٍ مائلةٍ
، هي نفسها، لابد
كن يتقلبن َ
ويرسلن َهكذا
في الفضاء الكحلي
التماعاتٍ قُزَحية ً
...
يونانياتٌ.. من مرتفعاتٍ على المتوسط
بأثوابَ طويلةٍ بيضاء
يمهدنَ أعشاش التين
.......
.......
هذا الجزء من المدينة
لا تعرفه ُ
كأنه ،كل هذه السنينِ ،
كان خَفيَ عنك َ
وأنك الآن هنا
وجدتَكَ في مصادفةٍ ما
... في خطأٍ ما أحببته ُ
...
فرُحتَ تعيد هذا من أوله :
ثلاثة جنودٍ بأخفافٍ رياضيةٍ
مسرعين َ
... الكوّائون َ أمام البخارِ
مبتسمين َ
... سائقو الحافلاتِ
، ميكانيكيو المراجلِ ...
*
#حازم_العظمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟