|
مجموعة قصائد جديدة
نمر سعدي
الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 16:50
المحور:
الادب والفن
تأمُّلات حجريَّة
كلُّ ابتساماتِ صيفي زنبقٌ وندىً فمَنْ أحالَ دمي أو ضحكتي خشبا؟ ومنْ أحالَ شفاهي صخرةً.. وفمي ريحاً.. وحلمي الذي عانقتهُ لهَبا؟ وما تأوَّدَ من أغصانِ عاطفتي ومن ضلوعي وأطيارِ الرؤى حطَبا؟ أستفُّ ما في سديمِ الروحِ من لغةٍ عمياءَ تمشي على أشواكها خبَبا وأحملُ الطعنةَ النجلاءَ في عُنُقي كما حملتُ بأمسي قُبلةً كَذِبا خطايَ تخفقُ في الفردوسِ.. ألويةً وتقتفي أثرَ النورِ الذي احتجَبا كأنَّ مجدَ خطيئاتي يُتوِّجني ليلاً ويغدرُ بي فجراً.. ولا عجبا كأنني جئتُ مسمولَ الفؤادِ إلى حبيبتي نينوى الخضراءِ مُغتربا أشيلُ جمرةَ أشعاري على كتِفي ومن رمادِ خساراتي لها سبَبا وأنتضي سيفَ نيرودا الصقيلَ.. وقدْ يُغني عن النارِ قلبي ينتضي السُحُبا إنِّي تأمَّلتُ أنهاري على حجَرٍ تبكي وتتركُ في ريشِ الحمامِ ظُبى ***
في الحُلمِ يقضمُ ذئبُ النومِ زهرَ يدي يأساً وينعفُهُ فوقَ الضحى سلَبَا في الحُلمِ ينخسُني الجلاَّدُ.. يلدغني روعي كطيرٍ وحيدٍ يذرعُ القُطُبا في الحلمِ أغفو كزهرٍ في سدومَ على صفِّ الجماجمِ... روحي تقطفُ الشُهُبا ويلٌ لما خطَّ في سِفْرِ العذابِ دمي وألفُ ويلٍ لمَنْ أملى ومنْ كتَبا جوعُ الأصابعِ ممدودٌ ومٌرتعشٌ كثعلبٍ في ظلامٍ يبتغي العِنَبا والقلبُ ذئبٌ شريدٌ أنتِ ظبيتُهُ خلفَ السرابِ الذي من نارهِ شَرِبا طالَ التأمُّلُ في دنيا الغرورِ سدىً وعوسجُ الجمرِ في عينيَّ قدْ نشَبَا وجرَّدَتني الليالي منكِ في قِحَةٍ وقلَّدَتني الهوى والشوقَ والنَصَبا فرُحتُ أضربُ في الأرضينِ... أحملُ من إرثِ الخساراتِ همَّاً أصدأَ الذَهبا أرودُ والحكمةُ البيضاءُ تُوجُعني فضاءَ روحي.. وأقتاتُ الرؤى تَعَبا كلُّ ابتساماتِ صيفي زنبقٌ وندىً فمَنْ أحالَ دمي أو ضحكتي خَشَبا؟ إنِّي تأمَّلتُ أعضائي على حجَرٍ تبكي وتتركُ في دربِ الحصى عُبَبَا ***
شيءٌ بعينيكِ مجهولٌ يُحدِّثني بأنَّ ألفَ شقيٍّ دونَهُ صُلبا شيءٌ بعينيكِ مجهولٌ كخيطِ سناً جرَّ الضرامَ على قلبي فما انسَحَبا شيءٌ بعينيكِ مجهولٌ يُراوغني كأنهُ طيفُ وحيٍ في النهارِ خَبَا شيءٌ بعينيكِ مجهولٌ يُعرِّفني يوماً إلى آخري المُلتاعِ خلفَ صِبا شيءٌ بعينيكِ كالجوعِ القديمِ إلى ما تعرفينَ.. كأفعى تحرسُ الرُطُبا باتَت تُحاولُهُ الأيدي وتلثمُهُ عشقاً وتُخفيهِ بينَ جوانحي سبَبَا باتَتْ تُعصِّرهُ الأيدي وترفعهُ على السماءِ دماً يستنهضُ العرَبا قدْ قيلَ.. كُثرٌ بنارِ الحُبِّ من لعبوا فمَن بنورٍ على عينيكِ قدْ لعبَا إنِّي تأمَّلتُ أحلامي على حجَرٍ تبكي وتُطلقُ زهرَ الدمعِ لي نَهَبا ***
يا لوتسَ الروحِ في قاعِ الظلامِ غفا والعطرُ والطلُّ من أهدابهِ انسَكَبا إنِّي حملتُ جناحي والهوى مرضٌ عبرَ المتاهاتِ أمشي من رُبىً لرُبى أرمي لشبَّابةِ الراعي وغنوتهِ أذنيَّ... سحرُ مزاميرٍ لها سَرَبا وأجتلي من ربيعِ الحُبِّ في رئتي في كلِّ سفحٍ.. وراءَ السفحِ طيفَ صِبا عندَ المساءِ وفي فجرٍ يُغازلني يحلو بعينيَّ سهداً.. ليتَ ما ذَهَبا هنا سأخلعُ ثوبَ القلبِ من طَرَبٍ على رخامٍ مُقفَّىً... أو رمالِ خِبا ***
ظنِّي شظايا سؤالٍ سابحٍ أبداً خلفَ المجرَّاتِ كالبدرِ الجميلِ كَبَا صوتي تحجَّرَ في هذا المدى ودمي وأُمنياتي ولونُ البحرِ قدْ نَضَبا وصارَ حبري مُحاراً فوقَ أجنحتي يُضيءُ كُوَّةَ أفكاري إذا غَرَبا تأمُّلاتي وراءَ الصمتِ أغنيةٌ تحجَّرتْ وتهاوى برجُها غضَبا تأمُّلاتي وراءَ الصمتِ هاويةٌ تعلَّقتْ بوريدي في الفضا طرَبا ***
كلُّ ابتساماتِ صيفي زنبقٌ وندىً فمَنْ أحالَ دمي.. أو ضحكتي خشَبا؟ ومنْ أحالَ شفاهي صخرةً.. وفمي ريحاً.. وحُلمي الذي عانقتهُ لَهَبا؟ وما تأوَّدَ من أغصانِ عاطفتي ومن ضلوعي وأطيارِ الرؤى حطَبَا؟ هنا سأخلعُ زهوَ الشعرِ عن كثَبٍ لعلَّ ظبيَ الندى والشهقةِ اقترَبا
***********
نشيدُ الإنشاد
(1) كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ كوجهِ السماءِ المائيِّ كسهمٍ رمليٍّ كسيفٍ فاطميٍّ جميلةٌ أنتِ كأسطورةٍ وشفافةٌ كماري أنطوانيتْ ومُرتعشٌ ومخلوعٌ أنا كلويس السادسِ عَشرْ كالحُريَّةِ... كطفولةِ القصائدْ..
(2) جسدُكِ نبيلٌ كأنهارِ الذهَبْ وطافحٌ كالشهواتِ المؤجَّلةْ وبعيدٌ كحقلِ نوارسَ وغامضُ كالأنوثةِ ومُشتعلٌ بالزهرِ الملعونِ ومُتأهِّبٌ كسيَّافٍ من العصورِ الوُسطى ومُستسلمٌ كصحراءَ عربيَّةٍ وجامحٌ كمهرٍ إسبانيٍّ ونائمٌ كحقلٍ من السيوفِ وواضحٌ كالقبلةِ الأولى وحزينٌ كغناءٍ عراقيٍّ ومُكتظٌّ بالطيورِ الزرقاءِ والفسيفساءِ البيزنطيَّةْ وأنا فقيرٌ كمحراثِ الفلاَّحِ ومحنيُّ القلبِ والبسمةِ كسنابلِ القمحِ وحافٍ كنَهَرٍ في الصحراءْ
(3) جسَدي عُشبٌ بريءٌ وكُلُّ مجدهِ كزَهرِ الصحراءِ كما قالَ إرميا ذاتَ يومٍ وجسدُكِ زهرٌ لمجدِ الماءْ ونافورةٌ أندلسيَّةٌ للغناءِ العربيِّ الأصيلْ وموطنٌ للسيوفِ الدمشقيَّةِ والندى المولودِ من رحمِ الهواءِ ومن رحمِ الخطيئةْ
(4) كُلُّ الكلماتِ تُهاجرُ إليكِ فُرادى وزرافاتْ وتقبعُ في حنينِ صوتكِ المكسالْ والراقدِ مثلَ ظبيٍّ حجازيٍّ
(5) كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ وقائمٌ وسليمٌ قلبُ الكلامِ الإيروسيِّ وصحيحٌ قلبي النابضُ في أبياتِ ابنِ عربيْ فأنا منذُ آلافِ السنينِ أُحاولُ رشوةَ حاجبِ شقوتي بالأشعارْ ولكن دونَ جدوى أُحاولُ إصلاحَ العالمِ الغارقِ في الجفافِ بالينابيعِ الطافرةِ من أصابعكِ المحاريَّةْ ولكن دونَ جدوى أحاولُ إطعامَ الذئابِ فتاتَ الحُلمِ البريءِ وتكميمَ الخناجرِ بالأزهارِ وتغطيةَ المقاصلِ بالأُقحوانِ الحزينِ الغامضِ اللونِ ولكن عبثاً أُثقلُ أجنحةَ القلبِ بالرصاصِ
(6) جميلةٌ أنتِ كعَينَيْ إلسا ومُشرَّدٌ أنا كلويس أراغونْ وعلى قلبي تضغطُ نفسُ القدَمِ الحجريَّةِ التي ضغطَتْ على قلبِ مُحمَّدِ الماغوطْ
(7) مُطهرَّةٌ من خطاياكِ أنتِ كجانداركْ بالنارِ والدماءِ التي تحوَّلَتْ إلى بخَّورْ
(8) أجملُ قصيدةٍ تلكَ التي لن أكتبُها أبداً أجملُ الحرائقِ تلكَ التي تطلعُ كالعنقاءِ من دمائي أجملُ النساءِ من لن ألمسَها أبداً أجملُ الأيامِ ما قدْ مضى إلى لا رجوعٍ وأجملُ الأطفالِ على الأرضِ ناضم حكمَتْ
(9) أينَ أذهبُ من حُزنِ عينيكِ المُتربِّصِ بي كذئبٍ قاتلٍ؟ أينَ أذهبُ من لعنةِ الذهبِ الأحمرِ في جيدكِ؟ فهيَ تلاحقني أينما توجَّهتُ في الأرضِ أو طرتُ في الفضاءْ
(10) ينهشُ سربروسُ أصابعَ قلبينا في طريقنا إلى أولمبْ أو إلى المُعجزةْ وتعترضُنا ألفُ ميدوزا حيثُ لا هرقلَ يُخلِّصنا من قبضاتِ الأفاعي المُتدَّثرةِ بالأزهارْ
(11) كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ ومُشتعلةٌ كلؤلؤةٍ فريدةٍ برتقاليَّةِ اللونْ واضحةٌ أنتِ كشمسٍ بيضاءَ في ليلٍ ناصعِ السوادْ وراءَ جزيرةٍ من أشجارِ مُرجانٍ وبلَّورٍ وليمونٍ ونعناعْ
(12) وكسيرٌ ومُنطفئٌ أنا كآخرِ ملوكِ الأندلسْ وحزينٌ كنقشٍ فاطميٍّ في جامعِ السلطانِ حسَنْ ومُرتدٌّ قلبي إلى الخلفِ كعينَيْ زوجةِ النبيِّ لوط مائلٌ ميزانُ الأنوثةِ بينَ يديَّ
(13) ودمي كفتاتِ الخُبزِ على مائدةِ المساءْ وروحي كالغيمةِ الحجريَّةِ الذاهبةِ إلى الشمالْ تحدوها الذئابُ البشريَّةْ بسياطِ الأفاعي روحي قناعُ دانتي وقناعُ فرجيلْ والوجهُ الحقيقيُّ لابنِ الفارضْ
(14) في الليلِ الأخضرِ في الظُلمةِ الخضراءِ أمُدُّ صوتي إلى آخرِ العالمِ وأنتظرُ أن تهبَّ نورسةٌ أو قُبَّرةٌ لأصطادَها أنتظرُ أن تسقطَ ورقةَ حُبِّي عن شجرةِ الأحلامْ أنتظرُ إلى ما لا نهايةْ
(15) في الربيعِ الخضيلِ سأنفضُ الندى عن زهرةِ دمائي الضبابيَّة وأُطلقُ الظبيَ الحبيسَ في سفحِ جلعادْ الظبيَ الحبيسَ كقلبي وقلبكِ وراءَ قضبانِ الشتاءِ حيثُ السماءُ كلوحٍ صقيلٍ من الرمالِ تلمعانِ خلفهُ عينا بودليرَ الجائعتانْ إلى جسدٍ من الأبنوسِ المُصفَّى تحتَ الشموسِ الإستوائيَّةِ والشفَّافِ كالشهوةِ الأولى والمُشبعِ برائحةِ الصلصالِ وعنفوانِ خيولِ الإسكندرِ المقدونيِّ الجامحةِ في فضاءٍ لا مرئيٍّ إلى الأبَدْ
(16) أعترفُ الآنَ أنَّ كلَّ الكلامِ الذي كنتُ أوَدُّ أن أقولَهُ قد تساقطَ منِّي على حافةِ الطريقِ إلى مدينةِ (أين)
(17) ها أنا ذا أتوِّجُ خسارتي بجيتارةٍ أخرى وأبتسمُ مثلَ لوركا وأرقدُ تحتَ الزيتونةِ ذاتها في ذاتِ الضجعةِ ثُمَّ أرثي صديقي مُصارعَ الثيرانْ ....
آب 2009
******** يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي
إلى نلسون مانديلا
أنفاسُهُ في الريحِ أغنيةٌ مسافرةٌ ربيعٌ صمتُهُ المختالُ بينَ أظافرِ الجلاَّدِ.. نهرٌ صوتهُ يمشي على قدمينِ عاريتينِ من عاجٍ وفولاذٍ يقومُ كما تقومُ طفولتي الأنثى من الأطلالِ غُصَّتهُ غصونٌ وارفاتُ الصيفِ..
من ذا جاءَ من خلَلِ الضبابِ كأنَّهُ ما تخلعُ الأحلامُ من أسمالها وكأنَّهُ برقٌ يُروِّضُ بالشموسِ حديدَ هذا السجنِ والصلصالَ... أو عرَّابُ أرضٍ مزَّقتْ كُلَّ الغيومِ الذاهباتِ إلى شمالِ القلبِ....
يعترفُ النهارُ بأنَّهُ يبكي على قدمٍ وتعترفُ البحارُ بأنَّ أودوسيوسَ أغواها وأنَّ غناءَ حوريَّاتها لا زالَ يتبعهُ ويُرهقهُ... يُحيلُ دموعَهُ خشَباً من الأبنوسِ أو زهراً كلونِ الماءِ...
في شَغَفٍ أدُقُّ شتاءَ هذا السجنِ كالمحمومِ من وَلَهي وأُطلقُ من صميمي في الفضاءِ سفائنَ التحنانِ...
يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي كسهمٍ من فقاعاتٍ ومن شجرٍ ومن طينِ الهشاشةِ والتوحُّدِ... لا تُنِرْ دربي ودعني في السماءِ مُروَّعاً كيمامةٍ ومُجرَّعاً بأنينِ من غابوا وحاوِرْ فكرتي المُلغاةَ من قلبِ الرمالِ ولا تُعذِّبني بصلصالي....
هناكَ وراءَ صخرِ النارِ أفعى الليلِ يقبعُ في حريرِ الشمسِ فردوسي...
سأخرجُ ذاتَ حُلمٍ من مدى جَسَدي أنا الموعودُ بالأنهارِ تخفقُ في ضلوعِ حبيبتي الأولى وسيِّدُ ما تبقَّى من رؤى حُريَّتي وأميرُ هذا الموجِ والمُلقى على صدرِ الجحيمِ أنا انتباهُ فراشةٍ في جنَّةٍ أرضيَّةٍ.. عُلويَّةٍ ولهيبُ كُلِّ حدائقِ المُستعبدينَ يهبُّ من غضبي ولعنةِ كبريائي
ذهبٌ يُحوِّمُ حولَهُ تعَباً ويختمُ ساعديهِ بلمسةٍ عمياءَ يُرشدهُ إلى ما ليسَ في الأوهامِ من معنى ويختمُ قلبَهُ المُضنى برائحةِ السماءِ...
سيحملُ الأطفالُ مجدَ الأرضِ والمُستعبدونَ ووردةَ الشُعراءِ ميراثَ البياضِ وشهقةَ الأمطارِ قاموسَ الجماليَّاتِ سرَّ التُربةِ المُلتاعَ بسمةَ حاضرٍ يبكي على مُستقبلٍ ماضٍ حنينَ البحرِ للعينينِ..
أنفضُ عن دمي ماءَ النثارِ الحيِّ للأشياءِ تُسندُني الطفولةُ بانكسارِ الضوءِ والأشعارِ نظرةُ نرجسٍ في الليلِ تُسندُني وقطرةُ حكمةٍ بيضاءُ تُسندُني الثلاثونَ التي أمضيتُ في قبرِ العدوِّ وضلعُ أنثايَ الرقيقُ وحسُّ بلَّورِ الشبابيكِ الحزينةِ والندى المَلهوفُ.... زهرُ الأقحوانةِ والثلوجُ على الرسائلِ والعواطفِ.... يقتفي جَسَدي المحبَّةَ ثُمَّ تنخطفُ العيونْ
عُشبٌ يُزوِّجُ كاحليكَ إلى النضارةِ بينما الأعداءُ يلتفُّونَ حولَكَ يرشقونَ ربيعَ وردكَ بالرصاصِ وبالجماجمِ ثُمَّ ينتحرونَ عندَ التلِّ قبلَ الخائنينَ وقبلَ موتِ النجمةِ الحُبلى وقبلَ ذهابِ عُشتارٍ كنرجسةٍ مُعَذَّبةٍ إلى مهدٍ خفيفِ القُطنِ غضِّ النومِ قبلَ نحيبِ تمُّوزٍ على شفتيَّ تكسرهُ البحيراتُ العصيَّةُ....
ثُمَّ تنهزمُ الصخورُ على يدَيكَ وأنتَ وحدكَ من سيمتشقُ العواصفَ هالةً من عنفوانْ تمتدُّ من أقصى ضلوعكَ... جذرها في اللازمانْ
أنفاسُهُ في الريحِ أُغنيةٌ مُسافرةٌ ربيعٌ صمتُهُ المُختالُ بينَ أصابعِ الجلاَّدِ غصَّتُهُ غصونٌ وارفاتُ الصيفِ ظبيٌ قلبهُ المُلتاعُ سحرٌ نثرُهُ.... حُرٌّ فلا ينصاعُ إلاَّ للغناءِ وما تقولُ الياسمينةُ يقتفي عطرَ المحبَّةِ مثلَ خيطِ الثلجِ.. يبكي مثلَ نايٍ.. ثُمَّ تنخطفُ العيونْ.
تمُّوز 2009
************
هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ
مُطفأٌ مثلَ قنديلِ عينيكِ في هدأةِ الفجرِ.. فوقَ غصونِ الشرايينِ تعدو الوساوسُ خلفي كليلِ الشياطينِ في خطوتِكْ تحاصرني في زوايا الكلامِ ويخنقني شبحي المتمثِّلُ في صورتكْ
مُشعلٌ بدمي.. مُطفأٌ.. مُرجأٌ مثلَ زرقةِ صوتكِ... كالطفلِ في اليمِّ يا نورسَ الروحِ... يا ندمَ الشعرِ يا شغفي بالنصاعةِ في خنجرِ الحُبِّ يا ماءَ ضلعي وجمرةَ دمعي الحبيسِ... نداءَ دمي في النجومِ...
شفاهُكِ معصيتي... حطبُ الشهوةِ البِكْرِ سُلَّمُ روحي إلى النارِ في وهدةِ الندمِ المُرِّ... وجدي المُعلَّقُ مثلَ التمائمِ فوقَ الجبالِ وفي معصمِكْ
شفاهُكِ هاويتي في أقاصي سدومَ وعيناكِ نهرا هَوانْ وطعمُ الرمادِ المُطيَّبِ سرِّي وسرُّكِ أحشو بهِ رئتي وعظامي لتَجهشَ بالضوءِ إذْ ينتهي العاشقانْ ثُمَّ أطلو بهِ ريشَ زهوي وعُرفي لكيْ تستقيمَ الخطيئةَ... كَيْ يستقيمَ البيانْ ها هنا تنتَهي رغبتي في بُكاءِ الكمانْ
مُقسَّمةٌ في جميعِ النساءِ... موحدَّةٌ فيَّ أنتِ وضائعةٌ في خلايايَ ملءَ الفراغِ ومرهونةٌ لزهورِ الغوايةِ في كاحلِ الأرضِ يا وردُ يا لعنتي في الحياةِ العقيمةِ يا ما عصى المُخمَلُ الرَخْصُ منِّي ويا نقْصَ ما في ضلوعي من الطينِ يا وشمَ أفعى مُطهَّرَةٍ في العُنُقْ ويا فتنتي فوقَ أرضِ الصراطِ... وسرَّ الشفَقْ تُسمِّيكِ أشجارُ حمصَ عروسَ السماءِ يُضيئكِ حبرُ القلَقْ
مُوزَّعةٌ في الليالي التي انطفأتْ مثلَ شمعِ الشرايينِ مسكونةٌ بالبحارِ الأليفةِ منثورةٌ كالغمامِ الزجاجيِّ فوقَ دموعِ الطُرُقْ
كنتُ أبحثُ عن وجهِ معنايَ فيكِ فتحملني غُربتي مثلَ طيرٍ شريدٍ إلى ما وراءَ الأفقْ
نداؤكِ ألفُ شتاءٍ يصيحُ بأقصى دمائي ويطلعُ كالزنبقِ المتهدِّجِ من بحرِ رملي ويبزغُ كالنهرِ من لمسةٍ لرمادِ بُكائي
ذراعايَ أُغرودتانِ تهزَّانِ ليلكِ ذئبانِ يقتتلانِ بسهلكِ عندَ المساءِ هلالانِ يقتحمانِ حزيرانَ أو خنجرانِ يلُفَّانِ خصركِ فيما وراءَ الحياةِ ذراعايَ أُغرودتانْ وخصرُكِ عرسٌ لحمصَ التي انبثقَتْ من منامي كحلمِ النبيِّ... لحمصَ الفتاةِ التي فيكِ أحبَبتُ.. أو مهرجانْ
هَلْ كانَ عليَّ لكَيْ أُثبتَ برهانَ الحبِّ الصارخِ فيَّ وفي لغةِ الأشياءِ وفي أقصاكِ إلى أقصايْ أن أصنعَ من جسدي منفايْ..؟ هل كانَ عليَّ مُراودةُ الجُرحِ الناغرِ في جسدِ الليلِ بزهرٍ غامض؟ ودفعُ حياتي ثمناً للحُبّْ؟ هل كانَ عليّْ... قتلُكِ يا توأمَ روحي كيْ أُثبتَ لكِ برهانَ الحُبّْ..؟
تصحو دمائي على أطرافِ أُغنيةٍ زرقاءَ يحملها نهرٌ إلى الأبدِ وأنتِ ما أنتِ..؟ ما هذا التمنعُّ في حريرِ قلبكِ إذ يبكي وراءَ يدي أنحَلَّ مثلَ رفيفِ الضوءِ في جَسَدٍ ناءٍ وأجمعُ طيفي منكِ في جسدِ تصحو دمائي وأحلامي تراودها عن ضجعةٍ في خيالِ الشاطئِ الغَرِدِ خلَّفتُ ذاتي ورائي في سرابِ رؤىً وجئتُ أبحثُ في عينيكِ عن أمدي وأنتِ لا حمصُ لا قوسُ الحمامِ ولا أشجارُ روحي ولا حزني ولا بلدي أصبُّ عطرَكِ في كأسي وأشربهُ ناراً تُعشِّشُّ في قلبي وفي كبِدي أصبُّ عطرَكِ موَّاراً أربُّ بهِ نبتَ الحشا الغضَّ بينَ النارِ والبَرَدِ
مُطفاٌ مثلَ قنديلِ عينيكِ في هدأةِ الفجرِ لا سرَّ لي في دمائكِ.. لا ظنَّ لي في الحياةِ سواكِ ولا وجهَ لي... لا خُطىً لا مرايا تُصادقني ودمي فاغرٌ فاهُ يعوي كشوقِ الغريبِ إلى اللا مكانِ ...
دمي.. ديكُ جنِّي الذي صاحَ من نطفةِ الإثمِ في رحمِها سوفَ يُوقظُ – لا بُدَّ – أنثى القصيدةِ من نومِها.
تمَّوز 2009
********** يُخيَّلُ لي
صغيرٌ كثغرِ المنونِ.. وفي قلبهِ قمرٌ لا ينامْ يؤلِّبُ ما في الحصى المرمريِّ على ما تقولُ مياهُ الظلامْ ويُصغي لأبعدَ من بسمةٍ من شفاهٍ مُعذَّبةٍ... من نجومٍ على حافةِ القُبَلِ الضائعةْ للأنينِ المُوَّزعِ بينَ فمي بينَ يقظةِ روحي على تُربةِ الأنبياءِ وأحلامها اللاذعةْ يُخيَّلُ لي ما يُخيَّلُ لي من بلادٍ على أُهبةِ النايِ خلفَ دموعِ الهواءْ يُخيَّلُ لي ماياكوفسكي القتيلُ بما اجترحتْ كائناتُ الحَجَرْ تحتَ قبَّةِ فجرٍ شحيحِ النساءْ تميلُ... فتسندُها نقطةٌ من مَطَرْ يُخيَّلُ لي ما يُخيَّلُ لي وأنا من بكاءِ الثرى والسماءْ صغيرٌ كقبلةِ نرجسةٍ وكبيرٌ.. كبيرٌ كبحرِ الفضاءْ كحزني... كرعشةِ صوتِ المحبِّينَ فوقَ مياهِ القَمَرْ
سأُهدي الغزالةَ آخرَ ما في كلامي من العشبِ آخرَ ما في دمي من حليبٍ وشهدٍ وماءْ وآخرَ حبَّاتِ قمحٍ بأرضِ الجليلْ سأُهدي الوعولَ وأحزانها فرحةَ المستحيلْ
سأُهدي الحياةَ مقامَ الرَصَدْ وناري التي عانقَتْ أبدي ما وراءَ الأبدْ سأُهديكِ حُريَّةَ الشهداءِ وأيقونةً لمعَتْ كالشموسِ بليلِ الجسَدْ إنَّني لا أحدْ إنَّني لا أحدْ صغيرٌ كثغرِ المنونِ وشهوتهُ من زبَدْ صغيرٌ كثغرِ المنونِ... كبيرٌ كمعنى السديمِ يخاصرهُ شفقٌ لا يُحَّدْ
يُخيَّلُ لي ما يُخيَّلُ لي من أفاعٍ وفردوسِ شوكٍ ووردْ
آهِ مثلوجةٌ ضحكتي في الصباحِ المُسافرِ بينَ الغيومِ ومثلوجةٌ شهقاتُ القصائدِ فوقَ الأصابعِ ميِّتةٌ وردةُ المستحيلْ في حنايا الطلولْ ومرفوعةٌ فوقَ هذا الصليبِ خطى الغائبينْ.
********
حدائقُ من شهقاتْ
(1) من ظلمةِ أيامي الموبوءةِ بالحبْ من قاعِ الجُبْ من أقصى شمسٍ تلتحفُ القلبْ أصرخُ مسكوناً بلهيبِ الصمتْ ودبيبِ الوقتْ وأُزيحُ غباشَ الرملِ عن العينينْ في الدربِ إلى قيصرْ (2) من ظلمةِ أيامي أتعلَّقُ كالضوءِ المنهوكِ برمشينْ لامرأةٍ قاسيةٍ كشتاءِ المرِّيخِ وناعمةٍ كمياهِ الصوتْ يخرجُ من بينِ يديها ذئبْ يلعقُ أحلامي كالدَّمْ (3) آهٍ من يُرجعُ لي ماضيَّ الحُلمْ ؟ من يُرجعُ لي ماضيَّ الحُلمْ ؟ (4) من ظلمةِ أيامي استيقظتُ... وكانَ النومْ يلمسُ لي أوجاعي المخبوءةَ في أصدافِ الروحْ بأناملَ من حبقٍ مجروحْ (5) من ظلمةِ أيامي أصرخُ عبرَ بحارِ اللغةِ المعجونةِ بالأزهارْ (6) أبكي طفلاً أحمرَ كالزنبقِ سافرَ في أهدابِ الجنِّياتْ طفلاً أخضرَ كالفجرِ ينامُ على الشرفاتْ طفلاً أزرقَ كالبحرِ يسيرُ على الطرقاتْ ينثرُ أزهاراً مذعورةْ يُصبحُ مزموراً من أضواءٍ مكسورةْ يُصبحُ قمراً من فرحٍ وندىً وحدائقَ من شهقاتْ يُصبحُ مركبَ أُغنيَّاتْ في البحرِ الغافي الجاهلِ ما فينا يُصبحُ أُفقاً من آياتْ أُفقاً من قُزحِ الكلماتْ (7) يا أملَ الليلِ الهاربِ من أجفانِ المظلومينْ يا أملَ الليلِ الهاربِ من أسوارِ الخوفِ ومن أشواقِ المُتحدِّينْ يا صرخاتِ الدمعِ اليابسْ طوفي في الأرضْ طوفي أيَّتها القبلاتُ الثلجيَّةْ طوفي أيَّتها الأناتُ المسبيَّةْ مُرِّي من حيثُ يمرُّ النهرُ القلبُ.. العمرُ الحُبْ فجليدُ سمائي لا يكسرهُ إلاَّ صيفْ كالنسمةِ... كالضوءِ يُرشُّ على أفئدةِ المسحوقينْ تحتَ نعالِ الشيطانِ البائسْ هم فديةُ روما العذراءِ الشمطاءْ..!
********
نيسانُ أقسى الشهور
(1) رمَتْ في الفضاءِ المُلوَّنِ أزهارَ صفصافها رمَتْ نارَها في دمي ومضَتْ لا مُباليةً بالحرائقِ في نهرِ قلبي تعانقُ أشواقَ أطيافها (2) رمَتْ فوقَ وجهِ حياتي كخفقِ الصَبا شالَها وكُلِّي طيورٌ من الماءِ تعجنُ صلصالَها (3) كُلَّ عامٍ بأوَّلِ نيسانَ أُولَدُ من ضحكةٍ في الشفاهِ الرقيقةِ كالخيمياءِ الغريبةِ... يهمسُ بي القلبُ.. يبكي من الصدقِ والحُبُّ ألفُ دعيٍّ دعيّْ (4) كُلَّ عامٍ بأوَّلِ نيسانَ أحبو على جمرِ هاويةٍ في الفضاءِ جحيميَّةٍ تصلبُ الوجهَ فوقَ الرمادِ وتمتدُّ حتى أقاصي يديّْ ونيسانُ أقسى الشهورِ.. أحبُّ الشهورِ إليّْ (5) ضمِّديني بجيتارةِ الغجرِ الراحلينَ إلى أمسنا بأعشابِ جسمي وجسمكِ بالوَجعِ المتخفِّي كنهرِ الكلامِ الإباحيِّ في لغةِ الشاعرِ المُتمرِّسِ بالليلِ في مخدعِ الشمسِ يقتاتُ من شمسنا (6) لفتاتٌ وراءَ زجاجِ العبيرْ لفتاتُ الغريبِ على ماءِ وجهي تلوبُ كأنثى الطيورْ لفتاتُ الغريبِ يشيِّعنَ قافلةً من حياتي ويملأنَ قلبيَ بالأقحوانِ الكسيرِ النضيرْ (7) كلُّ ما في الرسومِ التي جسَّدتكِ ظلامٌ بريءٌ جريءٌ ونورْ كلُّ ما في دمائي التي عشقتكِ هباءٌ مُضاءٌ يمورْ (8) أنتِ بنتُ الحياةِ ابنةِ الكلبِ هذي الشقيَّةِ... من كنتُ أعطيتها قمراً وغزالاً وصفصافتينِ تضمَّانِ بعضَ رمادي وأعطَتْ حناني ذئاباً بلا رحمةٍ في ظلامِ النوايا وقلبي خناجرَ مسمومةً بلعابِ الأفاعي أنتِ بنتُ الحياةِ التي كلَّما صرتُ أعشقها ضعفَ ما كنتُ في الأمسِ روَّتْ ذوائبها بدموعِ انكساري وشهقةِ ناري الأخيرةِ والدمِ في أغنياتِ البراءةِ في عُرسِ قتلي أنتِ بنتُ الحياةِ التي كنتُ أعطيتها خاتماً.. وردةً من ضبابِ الأنوثةِ يوماً فناشَتْ وفائي بأقذرِ نصلِ (9) وجهُ نيسانَ لي.. قلبُ نيسانَ للشعراءِ وللنرجسِ الصرفِ أشعارُهُ للرياحِ المريضةِ أزهارُهُ للبحارِ.. وأنهارُهُ العاشقةْ لدَمي المتدفِّقِ في كلِّ أرضٍ وفي كلِّ شعلةِ برقٍ وراءَ انبهارِ الدجى مارقةْ (10) وجهُ نيسانَ لي.. ثمَّ لي... ثمَّ لي ولمعنى البياضِ الأخيرِ على شهقةٍ شاهقةْ (11) كانَ يكفي لكيْ أتأمَّلَ هذا الربيعَ قصائدُ مغموسةٌ برذاذِ الضلوعِ قصائدُ مرفوعةٌ كالنساءِ الوحيداتِ أو كالبحيراتِ... حُبَّاً نبيَّاً على هاوياتِ الصقيعْ
نيسان 2009
******** في مرتقى شفةٍ
(1) شفتايَ نرجستانِ ظامئتانِ في قفرِ الخيالْ قدمايَ قُبَّرتانِ ضائعتانِ في أبدِ الظلالْ وهسيسُ ماءِ الصبحِ يصنعُ نشوتي الحُبلى بأنداءِ الجمالْ (2) يا شاعري الضلِّيلُ... يا غجريُّ يا جوَّابَ بحرِ السندبادْ شُدَّ الشراعَ بما يجنُّ من العواصفِ أو يكادْ فكنوزكَ السحرّيةُ الأسماءِ خلفَ جزيرةٍ خضراءَ ما خلفَ البحارْ وشعاعكُ الخمريُّ تشربهُ العيونُ الساجياتُ إلى القرارْ (3) يا أنتَ يا أحدَ الذينَ ذووا كزنبقةٍ بلا معنىً هناكْ في مرتقى شفةٍ مراوغةٍ وشعرٍ كاسدٍ إرمِ الشباكَ على الشباكْ ما زلتُ ألمحُ من بعيدٍ... عبرَ قلبكَ من بعيدْ حشداً من الأسماكِ غافيةً ترودْ يا أنتَ يا قُزحاً تكسَّرَ أو تبعثرَ في دمي كفمِ الحبيبةِ شعَّ من خللِ الضبابِ المستنيرِ كأنَّما انفجَرَتْ رؤى الشعراءِ ملءَ الكونِ عن أزهارِ نارنجٍ وأجنحةٍ مضببَّةٍ.. وأنهارٍ مُلوَّنةٍ.... وعن فمها وراءَ البسمةِ العذراءِ يُرعشهُ ارتباكْ (4) ضحكاتها كذبٌ على قلبي " أراكَ غداً.... أراكَ...." تزمُّ خيطاً من نجومٍ ساهياتٍ في المُحالْ ويزمُّني شفقُ اعتلالْ ينسابُ في لغتي وفي رئتي كأطيافِ الزوالْ (5) بغرورها كسَرَتْ رؤى عينيكَ... قلبكَ... أو خطى قدميكَ فوقَ طريقكَ الحافي كعاطفةِ الرمادْ (6) بغرورها كسَرَتْ بياضَ قصائدِ الصبحِ الربيعيِّ الجميلِ وأنتَ من فزعٍ تُحدِّقُ في الرمادْ (7) عينايَ كالمطرِ الحزينِ تهوِّمانْ عيناكِ كالقمرِ الحزينِ تهوِّمانْ ودجايَ تثخنهُ الجراحُ وفي سمائكِ كوكبانْ أحسستُ في غوريهما كلَّ ارتعاشاتِ الزمانْ (8) يا عطرَ كلِّ حمامةٍ هبَّتْ على جهتي ويا ألقَ الخيولْ ضاعَ الكلامُ القرمزيُّ فلستُ أدري ما أقولْ والشهقةُ البيضاءُ بينَ يديَّ تهزأ بي وأوراقي وأقلامي تراقبُ في ذهولْ (9) تبَّاً لوحيِ الشعرِ لا يسعُ الصراخَ ولا العويلْ أتُرى تجفُّ الذكرياتُ وحالُ أيامي وأحلامي تحولْ..؟ (10) آهٍ من الحُبِّ الذي يمتدُّ بي كغمامةٍ كصراخِ بوقٍ موجعٍ كخطى النشيجِ على رمالِ هوايَ من وجعٍ ومن ولعٍ يهيجْ (11) حُبِّي الذي يمتدُّ من أقصى المحيطِ إلى الخليجْ (12) وأنا بلا مغزىً وفي سأمٍ أُفتِّشُ عن نجومِ المستحيلْ ضاعَ المَحارُ وضاعَ من كفيَّ وجهكِ والصليلْ (13) أوَّاهُ يا قصري الخرافيُّ الجميلْ يا رحلتي عبرَ الزمانِ ودهشةَ السفرِ الطويلْ سأظلُّ مثلَ السندبادِ بلا بلادٍ طائراً في الأرضِ من منفىً إلى منفىً... ويوصدُ دونيَ الصبحُ البهيجْ باباً من اللعناتِ فرَّتْ منهُ كلُّ حمائمي في منتهى ليلٍ يضرِّجهُ الضجيجْ (14) قلبي كخفقِ غزالةٍ ملءَ الفلاةْ قلبي شعاعُ الشمسِ يصحو ثُمَّ يمتلكُ الحياةْ وحنينُ فلاَّحٍ يُعانقُ فيكِ تربتَهُ الحبيبةْ وعلى ثرى كفَّيكِ قبلةُ عاملٍ في محجرِ النسيانِ في الأرضِ الغريبةْ تتصوَّرينَ لهُ فيغمضُ مقلتيهِ على طيوفٍ من لقاءٍ من تصابِ يهواكِ حينَ يراكِ موتاً فوضويَّاً مثلما يهوى صليبهْ ويغيبُ في أبدِ الرجوعِ إلى ابتداءاتِ التذكُّرِ والعذابِ (15) يا ليتني كنتُ اختصرتُ الأرضَ / سرَّكِ أنتِ في الكفِّ الخضيبةْ وشردتُ في المطرِ البهيرِ نفضتُ من كِسَرِ السحابِ عن وجهكِ المغسولِ بالصحوِ النقيّْ أوَّاهُ يا قمري الذي طمروهُ ما بينَ السنابلِ في الروابي يا خنجرَ الريحانِ والحبقِ الذي يحتلُّ خاصرتي كجيشٍ بربريّْ (16) هبطَ الظلامُ على خطاكِ وجرَّ كلكلَهُ عليّْ وعلى الضحى في مقلتيّْ قلبي فلم أرَ خُلَّبَ الأحلامِ فيكِ وما طلعتِ ولو لثانيةٍ بلهفةِ مقلتيّْ تحنو عليكِ زنابقُ الغيمِ الشفيفِ فمن تُرى يحنو عليّْ..؟
******** لعلَّ أزهاراً ستُشرق
(1) شِعري انسكابُ الشمسِ في دمها انسكابُ النرجسِ البيتيِّ في شفقِ اليدينِ.. شذى سؤالْ أبداً يُغمغمُ في النهاراتِ العصيَّةِ مثلَ ماءِ اللحنِ في المزمورِ يسكنُ كُلَّ أقواسِ المحالْ
(2) شِعري بلا شفةٍ يُقبِّلُ عريَ ما في عريكِ الناريِّ يلبسُ لونكِ المغسولَ بالأنداءِ ينشرُ في حوافِ الليلِ عاطفةً على حبلِ الجمالْ
(3) كُلُّ احتراقاتي على طرفِ الكلامِ تضيءُ صمتكِ بالقناديلِ القتيلةِ والندى كلُّ اندحاراتي تؤسِّسُ لانتصاركِ أنتِ في هذا الوجودِ على المغولِ القادمينَ من الجنوبِ لسحقِ أفئدةِ الورودِ وزهرِ نيسانَ الأخيرِ وما يخطُّ الشاعرُ المشغوفُ فوقَ النهرِ من دمهِ ومن عبثٍ سُدى
(4) أنا ظلُّ ظلِّكِ في المدى وأنينُ روحكِ وانهمارُ شذاكِ فوقَ دمي غدا وحصانكِ المحمومُ بالجمرِ السماويِّ انتشارُكِ في مساماتِ الحياةِ وفي متاهاتِ الردى
(5) أستلُّ من حجرٍ نداءَكِ عسجدا أستلُّ قافيةً تخاتلني وتقتلني وترفعني على نظراتكِ الحيرى تهوِّمُ فوقَ غاباتِ السكينةْ بغوايتي... وتضيءُ آفاقي التي انسدَّتْ وأُطفئتِ النجومْ فيها كأزهارِ السياجْ والليلُ ساجٍ في ضلوعِ الكونِ.. في أقصى انتباهكِ للحفيفِ وللخريفِ وقلبُكِ الأعمى وقضبانُ الحديدِ وماءُ عينيكِ المُعذَّبُ والسياجْ سجنوا طيورَ الحُبِّ فيَّ فلن تحومْ أبداً ولن ترفو ضميرَكِ بالأشعَّةِ ذاتَ فجرٍ أخضرَ القسماتِ لن تغفو وراءَ خطاكِ ثانيةً وتنشرَ ذلكَ الألقَ المُراشَ بها على وجهِ المدينةْ
(6) سأكونُ مثلَ رصاصةٍ بيضاءَ تقرأُ سرَّ جسمَكِ في الهواءِ الطلقِ كالإنجيلِ يقرأهُ الحواريُّونَ في دعةٍ حزينةْ
(7) سأكونُ روحَ مدينةٍ أنثى انكسرتُ على يديها مرَّةً كالعاشقِ الصوفيِّ أضواءً حزينةْ
(8) وسأجهلُ المعنى الذي تعنيهِ أنتِ أعيشُ كالغجريِّ تيَّاهاً بجيتاري وسوسنَتي.. وأحلامي وأوهامي لعلَّ فراغَ ما في الروحِ يصنعُ لي هنا أسطورتي ولعلَّ أزهاراً ستشرقُ من دمي أو فكرَتي
نيسان 2009
***********
كائنُ الشمسْ
( إلى الدكتور عز الدين أبو العيش في الطريقِ إلى نوبل للسلام )
(1) دمي خجلٌ منكَ... منكسرٌّ قمري في السماءِ الوحيدةِ مُغْرورِقٌ شجري بدموعِ البحارِ البعيدةِ صمتي يُجلِّلُ حزنكَ.... صوتي غريقٌ هناكَ فقلْ ما يَجيشُ بخاطرِ عشبِ الشواطئِ قُلْ ما يجيشُ بأحلامِ شاعركَ الطفلِ يعدو وراءَ طيوفِ النوارسِ خلفَ حقولِ الغروبْ وخلفَ التماعِ فراشاتهِ في مطافِ اللهيبْ
(2) آهِ يا قطعةً من نحيبي الخفيِّ وراءَ ضبابِ الحياهْ يا صديقي الوفيَّ الذي لا يُبدِّلُ أحزانهُ بابتساماتِ سيِّدةٍ من شعوبِ الشمالِ.... ولا لنْ أقولَ لأني أحبُّ أخي / آخري من شعوبٍ برابرةٍ... أو غُزاهْ ولا أتشاجَرُ مع آخري في المحطةِ من أجلِ سيجارةٍ مثلما فعلَتْ قبلَ أمسِ مسافرةٌ ربمَّا دونما سببٍ... ربمَّا من جنونِ الحرارةِ في شهرِ أيَّارَ.... يا سيِّداً لنصاعةِ أشواقنا للترابِ أضئْ شفقي في الظلامِ المُعذَّبِ وازرَعْ بعينيكَ / قلبكَ / كفَّيكَ ألفَ قرنفلةٍ في يبابِ الشفاهْ
(3) أُحدِّقُ في الغيبِ... لا شيءَ يستلُّني من حياديَّةِ الحُبِّ في الزمنِ الصعبِ..... أهذي بغيرِ انتباهٍ لزرقِ العصافيرِ تبزغُ من لُجَّةِ القلبِ أسألُ من يجلسونَ بقربي فلا ينبسونَ ببنتِ شفَهْ ويقولونَ لي بعدَ خمسِ دقائقَ كانَ يحبُّ حمامَ السلامِ صغيراً وسحرَ الزنابقِ في أوَّلِ الفجرِ كانَ صديقاً لنا في الأغاني صديقاً حميماً لنا في انشغالِ الأساطيرِ عنَّا.... وكانَ يُربِّي وحيداً زهورَ الأمَلْ - مثلَ أطفالهِ - في الجحيمِ المؤدِّي إلى بيتهِ... آهِ يا سيِّدي ما العمَلْ ؟
(4) صوتهُ في الصباحاتِ صفصافةٌ تتمَايلُ في زرقةِ الكلماتْ وعاطفةٌ للترابِ المُراقِ على جرحهِ في أعالي الضبابْ صوتهُ بسمةٌ تَرَكتْ دمعَها في كتابِ العذابْ
(5) زنبقاتٌ ثلاثْ يَتمايَلنَ في حلمِ يقظتهِ في مهبِّ السنينْ زنبقاتٌ على شُرفةِ الأبدِّيةِ لَوَّحنَ بالشمسِ والماءِ في الليلةِ التتريَّةْ
(6) كُنتُ أهذي بأحلامِ روحي وراءَ ندائكَ مُغرورقاً بالقصائدِ... مُخضَوضِراً بالبكاءْ أخي يا أخي لا تُمزِّقْ دمي بالخناجرِ لا ترفعْ الجَسدَ المتلعثمَ مثلَ حياءِ الصبايا على رمحِ قنبلةٍ في ظلامِ الفضاءْ
(7) دمي خجلٌ منكَ.... منتشرٌ ندَمي في قوافي الكلامِ الجريحْ وهابيلُ في قاعِ نفسي يَصيحْ ولا يسمعُ العالمُ المُتحضِّرُ شهقتهُ والبكاءَ كأنَّ احتراقكَ يا كائنَ الشمسِ أغرودةٌ من صفيحْ على سطحِ عالمنا الجلفِ.... أغرودةٌ من صفيحْ
(8) سأُرتِّبُ ما شئتَ من بَسَماتِ الطفولةِ فوقَ مرايا دمي وأُناديكَ في آخرِ الكلماتِ التي نَبتَتْ مثلَ عشبِ الجسَدْ فوقَ أُمنيةٍ قُتلَتْ في الطريقِ إلى بيتها... لم يُغثْها أحدْ
(9) سيِّدي آهِ يا سيِّدي كنتَ عذَّبْتني بكلامكَ من غيرِ قصدٍ إلى ما وراءَ الأبدْ...!
أيَّار 2009
***********
أمشي كيوحنَّا
بالحكمةِ المُثلى لقدِّيسٍ من اللاشيءِ أستلُّ القصيدةَ بالأصابعِ والنداءِ لذلكَ المجهولِ أحفنُ ما تبقَّى من نُثارِ الضوءِ في اللغةِ الأخيرةِ مثلَ صيَّادٍ جميلِ الصبرِ أنتظرُ الذي يأتي ولا يأتي بقلبٍ مُوجعٍ كصراخكِ الأعمى بهاويةِ السماءِ يمُرُّ كالمسحورِ والمبتلِّ بالرؤيا وبالأزهارِ قلبٍ مُفْعمٍَ بنداكِ فوقَ العُشبِ تحملهُ الخيولُ إلى الجهاتِ الستِّ تجمعُهُ وتنعفُهُ الفصولْ فوقَ الجبالِ الخضرِ حيثُ دمي هناكَ يُطرِّزُ القممَ العنيدةَ بانتباهاتِ الجمالِ ولسعةِ الأملِ العصيِّ وما تمخَّضَ عن لقاءِ البحرِ بالعينينِ في أعلى الهديلْ أمشي كيوحنَّا إلى حتفي على الحدَّينِ من سيفي وقلبي مُشبعٌ ومُجرَّعٌ بصدى الذبولْ
حزيران 2009
****************
في حضرةِ الماء
كنتُ في حضرةِ الماءِ مخضوضراً بالنجومِ أُهادنُ قلبَ البنفسجِ في السرِّ والعلَنِ المُرِّ أهذي بغيرِ مرايا وأقطفُ زهرَ المسافاتِ من جنَّةِ الغيبِ أركضُ خلفَ طيورِ السَمندَلْ
كنتُ في حضرةِ الماءِ وحدي كما شهوةٌ تترجَّلْ كلَّما مرَّ بي خُلَّبٌ لابتسامتها في الدروبِ الوحيدةِ تذبحني رغباتُ الحياةِ على جمرِ أعتابها بالسيوفِ الصديقةِ..... أعلى وأكمَلْ
وأنا لم أُوحِّدْ صدى دمها في دمي مثلَ عشقٍ مُؤجَّلْ يُبايعُني ليلها بالشموسِ القتيلةِ في طرفِ الأرضِ هذا الصباحَ المُشِّعَ على عطشي المُستباحِ كلعنةِ مُخمَلْ
وأنا لم أُشذِّبْ ينابيعها بالأصابعِ عندَ المساءِ ولمْ أتصدَّقْ على حقلها الليلكيِّ الهوى بمعلَّقةٍ من سرابٍ ومَقتَلْ
أُحاولُ أن أتوسَّدَ بعضَ النشيدِ كما يفعلُ الغجريُّ الطريدُ كما يفعلُ القمرُ المُتلعثمُ والوردُ في عتباتِ الوريدِ ولا أتوسَّلْ إلى شجرِ القلبِ في العاصفةْ إلى لغةٍ من دمي نازفةْ لأرفعَ هاويةَ الشعرِ فوقَ بهاءِ الوجودِ المُراقِ كحزنِ النجومِ... كشارةِ حُريَّةٍ في دُجى العُمرِ.... ثُمَّ أقولُ بأنَّ غدي رغمَ ما كانَ في حاضري من ظلامٍ ومن قسوةٍ في الحقيقةِ أحلى وأجمَلْ
بحرُ أسطورتي خلفَ ما تحملينَ وما تصنعينَ... قليلٌ ومُهمَلْ ومنفتحٌ مثلَ أبوابِ نرجستي في ربيعِ الحياةِ... ومُقفَلْ
كُلَّما عانقتني بأوجكِ صفصافةٌ من حنينٍ أرُدُّ اشتهائي إلى أوَّلِ النهرِ أو أنثني مثلَ سنبلةِ الروحِ نحوَ البهاءِ المُطوَّلْ
كأنَّ شتاءً من القُبلاتِ اليتيمةِ ملءَ المساماتِ يعوي انكساراً على إرثهِ المُتلاشي من النرجسيَّاتِ والموجِ في أرخبيلِ القصيدةِ لا يترجَّلْ
كنتُ أستنبتُ الهذيانَ العنيدَ من الصخرةِ / الحلمِ مثلَ الجنودِ القُدامى بلا أيِّ عاطفةٍ... ثُمَّ أُقتَلْ وحيداً... وحيداً كفجرِ قرنفُلْ
طارَ قلبكِ خلفَ دموعِ الينابيعِ.... كنتُ أُعدُّ السهوبَ لضحكِ الطيورِ وأشربُ ألوانها القرمزيَّةَ في شهوةِ الوقتِ.... هل طارَ قلبي وراءَ النداءِ المُضمَّخِ بالعسَلِ المُشتهى..... ؟
كنتُ في حضرةِ الشعرِ أغرقُ في لُجَّةِ الغيمِ أنفضُ عينيَّ من نزعةِ الإثمِ أنزعُ كُلَّ سهامِ كيوبيدَ عن ثوبِ قلبي وألبسُ دهشةَ روحِ الغريبِ على عجلٍ من هيامي... وأرحَلْ
ليسَ هذا النشيدُ رمادَ التأمُّلِ فيما وراءَ الأنوثةِ أو فسحةً لاخضرارِ البكاءْ ليسَ غيرَ دمائي التي لثمتها شفاهُ السماءْ وارتعاشةِ ضحكتها في خضمِّ الفراشاتِ خلفَ السديمِ المُضاءْ بأحلامِ زهرةِ نيلوفرٍ في خيالِ النساءْ
لستُ غيرَ نشيدي المُعلَّقِ فوقَ الرياحِ كيُتمِ التمائمِ فوقَ الصدورِ كنومِ الطيورِ كحلمِ المسيحِ على الجُلجلةْ
سوفَ أمضي إلى ما أُريدُ كعاصفةِ الأسئلةْ كالتماعاتِ عنقاءِ معناكِ في ظلماتِ الشرايينِ مثلَ انفجارٍ مؤجَّلْ
أُقتلي ألفَ تمُّوزَ بي مثلَ عبَّادِ شمسكِ مستسلمٍ في سهولِ الحنينِ لفتنةِ جسمكِ لا تنـزعي عن دمائي شذى الأقحوانِ الأخيرِ ولا تنعفي فوقَ نهري المجفَّفِ ضحكَ الطيورِ على ما نقولُ أُقتلي واصلبي ألفَ تمُّوزَ بي مثلَ عبَّادِ شمسكِ في حضرةِ الماءِ لكنْ رويداً رويداً.... على مهَلٍ من جنوني أُقتليني... أُقتليني لكَيْ أتأمَّلْ.
حزيران 2009
****************
وشمُ نوارسْ
وترٌ لماءِ الصمتِ بينَ حديقتينِ صغيرتينِ لساعدَيها تسمعانِ النبضَ في قاعِ البحارِ وترفعانِ على حدودِ الليلِ قلباً غيرَ مُكترثٍ بما البلُّورُ يهمسُ فيهِ مثلَ صليلِ أجسادِ المُحارِ الحيِّ في شغفِ الأصابعِ......
ها هنا أتأمَّلُ الأيامَ دونَ عواطفٍ سوداءَ أُصغي لانتباهاتِ الحفيفِ وراءَ فصلِ الصيفِ كيفَ تُشعُّ من أفكارِ ماضيها وأُبصرُ فوقَ عنقكِ أنتِ وشمَ نوارسٍ زرقاءَ أو بيضاءَ.... أحلمُ مُرهفاً ندَمي على حلمِ الحصى الملتاعِ في طوقِ الحمامةِ من مرورِ سحابتينِ عليهِ
لا أُلوي إلى ما فاتَ حكمةَ شهرزادَ من انصياعِ دمي إلى فجرٍ خرافيِّ يهدهدُ زرقتي المُلغاةَ في الأشعارِ......
أسألُ كُلَّ ما في الأرضِ عن ماهيَّتي الأولى وعن شبقِ الترابِ إلى الندى....
أتأمَّلُ الأوهامَ تغدرُ بي وتصنعُ من شراييني مشانقَ لي وللشعراءِ فيَّ...
هناكَ منفيُّونَ يقتسمونَ خبزَ الحزنِ في عينيَّ ينقسمونَ آونةً عليَّ... ولستُ أُبصرُ من رمادِ الكونِ - إن أبصرتُ – غيرَ نوارسٍ موشومةٍ زرقاءَ.. أو بيضاءَ نائمةٍ على أبهى انكساركِ كالضلوعِ على السنينْ
حزيران2009
***********
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ لعلِّي بما يتكاثرُ منِّي وراءَ ظلامِ الخطايا أعودْ لعلِّي بما يتناثرُ منِّي على وردةِ الثلجِ أخطو على جمرِ روحي وأستلُّ من نهرِ قلبي طيوراً مهاجرةً في فضاءِ النشيدْ
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
هنالكَ خلفَ المجازِ المُفخَّخِ بالعطرِ يوماً سأشربُ سحرَ الحجازِ وأُقعي كذئبِ الفرزدقِ في آخرِ السطرِ أصعَدُ غيمَ الندى والحنانِ وألبسُ أوجاعَ قيثارتي في مهبِّ الزمانِ وفي مُرتقايَ إلى ما أُريدْ
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
آهِ يا جسداً للقصيدةِ في بحرهِ يتشمَّسُ في غابةٍ للمُحارِ يُقايضُني بالنهارِ أنا.....؟ ما أنا....؟ من أنا دونهُ..؟ ما دمي... ما عروقُ الينابيعِ في فضَّةِ الإنكسارِ..؟ وما ظلُّ أُمنيتي ؟ ظلُّ أُغنيتي قادماً من بعيدْ..؟؟
إغمدي قبلةً في خفايا الوريدْ
بسمةُ القلبِ تنسلُّ منِّي وراءَ الرمالِ المُشعَّةِ في كوكبٍ مُجدبٍ كفراشاتِ ضوءٍ وماءْ يُجاذبها صوتُ بايرونَ ليلاً بخيطِ الدماءْ بسمةُ القلبِ تنسلُّ منِّي وتخفقُ مثلَ السنونو بعالمكِ الطفلِ أو مثلَ بوحِ السنابلِ في قلبِ أيَّارَ تنمو رؤىً للبراءةِ يسحقُها شبقٌ من حديدْ
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
الضلوعُ سفينٌ تكسَّرَ.. عيناكِ موجُ السنينْ ودمي سندبادٌ وحيدٌ تشرَّدَ في العالمينَ حصاناً كخفقِ الأغاني على لهفةِ الحاصدينْ
حفيفُ القصيدةِ ملءَ مساءِ حزيرانَ يُوجعُني كالجمالِ ويُشعلُني كالرخامِ الوحيدْ ومعنى كلامِ ابنِ حزمٍ يُحيلُ فمي بُرعماً من رمالٍ على ضفةٍ من نداءِ الورودْ فاغمدي ها هنا قُبلةً فلعلِّي بما يتكاثرُ منِّي وراءَ ظلامِ الخطايا.... أبيدْ..!
حزيران2009
#نمر_سعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأمُّلات حجريَّة
-
أُنوثةُ القصيدة لدى الشاعر شوقي بزيع
-
سلامٌ على قمرِ البنفسجِ في عينيكَ
-
نشيدُ الإنشاد
-
مجموعة قصائد
-
يا قَمَراً يُصوِّبني إلى نفسي
-
هذيَانُ ديكِ الجنِّ الحمصيِّ الأخيرُ
-
مقالات وحوارات في الأدب
-
قُبلةٌ للبياتي في ذكرى رحيلهِ العاشرة
-
يُخيَّلُ لي
-
محمد علي شمس الدين..
-
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
-
مُعضلةُ الصَداقةِ اللدودةْ
-
وشمُ نوارسْ
-
في حضرةِ الماء
-
أمشي كيوحنَّا
-
كائنُ الشمسْ
-
لعلَّ أزهاراً ستُشرق
-
في مرتقى شفةٍ
-
نيسانُ أقسى الشهور
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|