أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - قط الصين العظيم!!














المزيد.....


قط الصين العظيم!!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 20:06
المحور: كتابات ساخرة
    


والله زمان يا عيد زمان..
حين كنا صغارا ، كنا نعيش أعيادا مختلفة..أعياد مليئة بالقبل على أيدي الكبار وعلى رؤوس الآباء و الأمهات ، وتستهوينا الجولات على الأقارب قريبهم و بعيدهم لعلنا نجمع ما يمكننا مساء من دخول السينما التي نعيش فيها أحلاما صينية قديمة مع بروس لي و رفاقه.. ولازالت رؤوسنا تحمل في ثنايا ذاكرتها تلك اللحظات التي نخرج فيها من القاعة منتفخي الصدور كديكة رهان فرنسية .. ونتمنى في قرارة نفوسنا أن يغضبنا أحدهم لكي نطبق على جسده درس اليوم في الكراطي .. ولا نكاد نستفيق إلا إذا ’’قلبنا’’ ذلك الأحدهم بسلخة نستفيق بها ونعود إلى الواقع..
إنه حلم صيني نعيشه في الأعياد فقط ، ونأسف كثيرا إن قامت قاعة السينما ببرمجة فيلم هندي لا نفهم منه سوى ألوان الزهور و أغاني فتيات بومباي.. ولكننا في زحمة العيد نفرح بلعبة موحدة ، حققت بها الصين وحدة فقراء المغرب إن لم نقل العرب جميعا..
رغم ما يبدو عليه الأمر من هامشية ، فإنه ذو معنى ، فأغلبنا يتذكر تلك اللعبة الوحيدة التي يأتينا بها آباؤنا كل عيد أو كل فرصة سانحة لإدخال البهجة علينا.. إنها ذلك القط الجميل و العادي كذلك الذي يختزل مخيلتنا في الكرة الملتصقة أمامه!!
تذكروه معي .. ياه يا زمان..!!
القط الجميل ذاك ، الحامل لكرة ملتصقة و الذي يتحرك من خلال عجلتين خلفيتين ، كان يحرك مخيلتنا من خلال التفكير الدائم في علاقته الوطيدة بتلك الكرة ، حتى أنه ربانا من حيث لا نشعر بالإستئناس بالقطط التي أصبحت تملؤنا سعادة إن رمينا لها بكبة صوف أشبه بالكرة..
وفي غمرة اللعب ، لانتوقف عن التساؤل عن عبقرية صانعه ، الشبيه ببروس لي ، الذي جعل التصاقه بالكرة مسألة حياة أو موت ، نحن الذين نستنفر كل عبقريتنا و همجيتنا في آن لكي ننزع تلك الكرة بعد الملل من القط كي نستعملها في لعبة أخرى بشكل منفصل..
إنها مسألة حياة أو موت فعلا ، فبمجرد ما ننزع الكرة حتى يصبح القط بلا معنى أو فائدة ، مشلولا ، تافها ، صالحا للرمي في بيت الخزين إلى أن نصدقه على مسكين اكثر منا فقرا !!
و الكرة كذلك ، ليست كرة بالمرة ، فما إن تنزعها من القط حتى تبدو على حقيقتها كرة مثقوبة معوجة غير صالحة سوى للإهمال و مثيرة للشفقة على القط المفقود و اللعبة المهملة في انتظار عيد آخر و لعبة جديدة..
لم تكن الخيارات كثيرة أمام آبائنا ، اثنان لا ثالث لهما ، إما دراجة هوائية صغيرة صنعت في الصين أيضا ، غالية حينها ، أو العودة الى شراء قط صيني آخر لكن بلون مختلف عن القط السابق المهمل المنسي القاعد دون حركة أو كرة ..
تصاب بالخيبة ، نعم ، حين يدخل عليك أحد أبويك حاملا قطا من نفس الفصيلة ، لكنك تدخل متاهة الفرحة حين تجده قطا أصفر بكرة خضراء عكس سابقه الأخضر بكرة صفراء!!
و الله زمان ياعيد زمان !! كانت الفرحة بسيطة و الأحلام بسيطة و الطفولة تعاش وفق حلم صنعته حضارة صينية تنمو إلى أن تجاوزت نظيراتها ، و تخلت بهدوء عن القط الملون الذي لا يتحرك إلا إذا حركته ، و لا يمنحك ما يمتلكه إلا إذا مامات دونه.. القط الذي دوخنا سنوات في لعبة البحث عن قطط مغربية ملونة تجيد لعب كرة القدم..!!



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان و الأقنعة
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره
- -التدخل الأمني- بسيدي إفني.. ما لانهاية من الحسابات الخاطئة! ...
- تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - قط الصين العظيم!!