صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:49
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
.... ..... .... .... .......
حروبٌ على مشارفِ الكهولةِ
متاخمة للشيخوخةِ
لحافّاتِ القبورِ
حروبٌ مدمِّرة لأبجداتِ العمرِ
تنبتُ معَ الإنسانِ
وتمتدُّ حتّى ما بعدَ الموتِ
تفرشُ شراراتَها المسمومة
فوقَ قبورِ الموتى
تتسرّبُ إلى عظامِهم
تفتِّتُ مفاصلهم
تثيرُ الرعبَ في عتمةِ القبورِ
تخيفُ دبيبَ الليلِ الزاحفِ
على غيرِ هدى
حروبٌ من لونِ المراراتِ
مركِّزةٌ بوارجها المختلّة عقليّاً
على عقلاءِ هذا العالم
هلْ انقرضَ الحكماءُ من هذا العالم؟
ايُّها العقلاء الحكماء
لماذا تختبئون في شقوقِ الليل؟
اخرجوا من شقوقِكم
ها قد آنَ الأوان!
نفوذٌ عقيمٌ يتفشَّى
في وادي الغرائزِ
تاريخٌ كالحٌ بالدمِ
خروجٌ تامّ عن شهقاتِ الخيِر
عن نسغِ الحياةِ
الإنسانُ تاريخٌ مؤكسدٌ بالاسفلتِ
تاريخٌ مبرقعٌ بالسوادِ
سوادٌ لا يضاهيه سواد
تآمرٌ على جمالِ النباتِ
على روعةِ البحارِ
على هدوءِ الليلِ
على شفافيّةِ الروح
.... ... ... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: خريف 2000
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟