أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - رحلة طويلة بين اللامبالاة والحقيقة الغامضة














المزيد.....

رحلة طويلة بين اللامبالاة والحقيقة الغامضة


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


قدم الشعر الفرنسي العديد من شعراءه الذين طرقوا أبوابا متعددة بعضهم ضمن تلك الإزدواجية المتناقضة والبعض الأخر ضمن تأملهم في الماضي ومنهم من وظف المراثي الأغريقية واللاتينية ومنهم من لجأ الى مسخ الواقع بالسخرية ومنهم من إرتكز على الطبيعة لمزاوجة موجوداته الشعرية ،
ولكن جيراد دو نبرفال والذي أصيب بنوبات جنون متكررة جعل من تجربة القلق النفسي خيارا للتدفق في الحياة الواقعية فهي حياة تختلط بين الأوهام وقدرة الإدراك في مسعى للبحث عن مضامين الذات سواء تلك الذات الشخصية أو الذات الإلهية وبُعدها الذي يتصل بالموت والحياة والشك واليقين والرضوخ للمشيئة أو محاولة تجاوزها ،
والشئ اللافت للإنتباه لدى قلق نبرفال
أن قلقه هذا لم يجرده من النظر الى التجربة الشعرية بكل أبعادها على مستوى اللغة الجديدة وعلى مستوى التعامل مع الرمز والموروث أي أنه كان يملك وعيا حقيقيا بذلك القلق النفسي ولكنه من جهة أخرى رضخ له كي يتمتع بمؤثراته ونتائجه على قريحته الشعرية ولتؤشر تجربتة تجربة شعرية على مستوى عال من الدقة في كيفية الإفادة من أي من تلك الإختلالات النفسية
ولاشك أن قراءة (أحلام متنزه وحيد ) لروسو كانت لها الأثر في صياغة توجهات نبرفال نحو المضامين الشعرية والتي تلتقي وذلك الإضطراب النفسي
ولكي يصل لمبتغاه فقد أطلق العنان لشكل تجربته تلك وكتب مايريد من تلك التجربة النفسية بين الأعوام (1843- 1854 ) ،
لقد شعر نبرفال بوصفه لنفسه تجاه العالم بأنه (المتروك وبأنه المهمل ) فلا ملاذ إلا بالأشياء المنطفئة وبشمس الأحزان السوداء وقد قدم في (المنبوذ ) ذلك الجمع من لغتيه المتوازيتين في رؤيا المجهول فأحلامه التي عبر عنها رأها بأنها غريبة ومؤلمة :

إجتزت نهر الجحيم منتصرا مرتين
وأنا أعزف
من حين لأخر
على قيثارة أورفية
أنا الغامض الأرمل الحزين ،

لقد إنغمر نبرفال في كتابة القصيدة غير المقيدة التي خلت من الإنطباعات الخارجية عكس اخرين من الشعراء الفرنسيين كونها إحتفظت بهيئتها الخاصة وهو يبدو أمر طبيعي وذلك لإختلاف نقاط الإتصال الشعري بين شاعر وأخر ضمن إختلاف المراحل الزمنية التي تعكس ذلك الإختلاف البنيوي في متطلبات صياغة الحدث النفسي الشعري ضمن إفرازات البيئة الفكرية وقدرات الشاعر على إحداث النقلات المطلوبة للتناسق والإنسجام والتغريب المطلوب في كلية وحدة القصيدة ،
إن صور المجهول في نصوصه كثيرة ومجهوله هذا يضيف بعدا لعدم إستقراره وعدم إستقراره معناه صحة مرضه النفسي الذي وجد به وسيلة للوصول الى أبعد أبعاد ممكنة لعالم شعري غائب يتجدد غيابه في طريق رحلته الطويلة التي جمعت كما ذكرنا ألمه النفسي المدرك وطقوسه الميثلوجية
سواء بإستعارة رمزية ما أو مكانا لحدث ما ضمن رغبة شعرية هدفها الإمساك بأي من المفاصل التي تديم الرغبة في إبقاء توتره النفسي على أشده :

في الليل القبر
أنت الذي واسيتني
أعد لي البوزيليب وبحر إيطاليا
والوردة التي ينشرح لها قلبي المفطور
والكرم المعرش يعانق العنقود مع الزهرة

أن نبرفال (المتروك أو المنبوذ ) وفي ذلك الكم من كتاباته الجنائزية كتب حياته على (شاهدة قبر )إذ ظل ممسكا الى لحظاته الأخيرة بذلك الفيض الروحي من قلقة النفسي المنتج لينتقل الى لغة أخرى أكثر وضوحا لكنها أكثر صدقا وإيلاما في التعبير عن حاجاته وتوقعه لمتطلبات رحتله الطويلة التي كانت بين اللامبالاة والحقيقة الغامضة وهو السؤال المزدوج لحقيقة الوجود البشري في هذه الحياة :
كان الموت عندئذ رجاه أن ينتظر
ريثما يضع النقطة الأخيرة في قصيدته
ثم دون أن ينفعل ،
ذهب ليتمدد في التابوت البارد
حين كان جسده يرتجف
رحل
وهو يردد
لماذا أتيت



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لندع الإنفعال يقلق النفس ويسلبها وقارها
- وهذا يعني...
- مكان بدون فراش
- كآبة بودلير ..حن تنبح السماء الثقيلة فوق روح موجعة
- بورخيس .. والكلمات التي لاتنتهي
- سان جون بيرس .. من نصف لغة واضحة إلى نصف لغة غير واضحة
- ورثة النعيم ...
- موجز للفردوس
- هسون تسو ...الكونفشيوسي الذي على درجة ما من الترندنتالية
- مالارمية : المخيلة التي تقدم معان لاتُفهم
- المهم في ذلك
- من على المنبر
- أين إتجاهي الذي سأسلكه
- الأفكار الفلسفية ..أم طبيعة ما يتوارثها الإنسان
- جبرا إبراهيم جبرا ... السنوات لي ماكانت لغيري(2 )
- جبرا إبراهيم جبرا ...السنوات لي ماكانت لغيري
- أليوت في رباعياته الأربع .. التدقيق في الزمن يعني عدم الإكتر ...
- اللحظة الخالده التي تصاحب قفزات المنتج
- من غيبوبة لأخرى
- الديانات القديمة .. مايحقق للإنسان الخلود وما يلقي به للجحيم


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - رحلة طويلة بين اللامبالاة والحقيقة الغامضة