|
مقتطف من رواية -حومة الشياطين-
هشام الحمريطي
الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 00:56
المحور:
الادب والفن
متوحشة،مجرمة،القبلة من شفتيها شلال من الإحساسات تسافر في كل جسدي، لسانها تعبان يحتال على لساني، يدفعه الى جحره، يغرقه بسمه اللعابي.مخالب براثنها مزقت كساء قفصي الصدري و ضلوع ظهري.و صرخاتها مع كل هزة، مع كل إيلاج، تزيدني اندفاعا، قوة، ورجولة...تستعطف ذكري أن يبقى منتصبا،و ارجوه أن لا يخذلني...قبل أن اروي الأرض التي حرثتها، بمحراث قضيبي...لابد أن يكون الإشباع الجنسي نهاية الطرفين...ليس ذنب بلقيس أن رعشتها تأتي متأخرة ككل النساء...مشكلتنا ننحن..جهلنا بطقوس جوهر الحياة..يجعلنا نعتقد سلبية المرأة في الفراش...جهلنا جعل من حواء مرحاض للرجل ،يتبول فيها كل ليلة،يرضي غروره ألذكوري،ويقابل أصحابه نافخا صدره،مبرزا رجولته الجنسية ،مفتخرا "لقد حرتث إمرأتي اربع مرات" يرد عليه غريمه " لن تكون متلي انا أكترك فحولة أنا في ليلة واحدة ست مرات"....ترى ماذا يقلن النساء –المرحاض-عن بعولهن في حالة التجمع النسوي...مادا تقول الزوجة التي تعيش تحت الطلب، كعاهرة تلبي رغبة زبون،أجرها ورقة بيضاء "عقد نكاح" أو ترخيص لولوج المرحاض...ما أتعسك يا حواء...ما أتعسك...عندما تعيشين خمسين سنة، تنجبين عشرة أبناء...و لم تصرخي يوما ...صرخة لذة الجماع..صرخة الشبق الجنسي...صرخة الرغبة في الزيادة..الزيادة في كل شيء..ممنوع أن تصرخي فوق الفراش..لك صرختان فقط..صرخة الولادة...وصرخة البكاء على الأموات. إلا سعاد...كانت تقود دفة السفينة،قبطان مجرب تربى وسط الأمواج في أعالي البحار.عرفت كيف تثيرني في البداية،وكيف تحافظ على الإيقاع.وكيف تجعلني أرضخ لشهوة أنثى من البداية،إلى حدود الإرتخاء.....لا أدري من ضاجع من...متى يكون الجنس عالما يتساوى فيه الجنسان... -سخفتني...المسخوط قالت بعد أن إرتمت على ظهرها في الطرف الأخر من السرير،وعيناها تتفحصان نقطة المركز في السقف. أخدت سيجارة ، أشعلتها، نفت دخانها في الهواء،. -منعرف شكون لي سخف لاخر...ماعمرني نعست مع شي واحدة..حارة فحالك. -مالك تتكدب...الطريقة ديالك تتخلي أي واحدة تولي كالوحش...انت ولد لحرام فنان أو مجرب. -ولو..ما عمرني شفت شي متوحشة فحالك.. -راه الراجل..هو لي تيخلى لمرا...تعيش الا كان تيعرف...علاش احنا نسا تنبغوا لمزوجين...لحقاش تيكونوا مجربين او عارفين..ماشي فحال واحد باقي عاد حل عينيه يستناني انا نعلموا... -لا...انتوما تتابغوا ...تاخدوا رجال النسا...تاتنتاقموا من الزوجات... -ماعمر المرا ولا زربات على شي واحد...راه أنتوما لي تايكون عندكم استعداد مسبقا... على أنت فاش تلقيت معاك في البوليفار...كون ماكانتيش مستعد كون ديك سعا...تنوادع معاك.. -حتى أنت كانت باغيا... -أو أنت كانتي تاتسنى إشارة مني...أو أنا متأكدة طوال الساعة لي كانا جالسين فيا سوى في القهوة ولا في دار صاحبك...كان عقلك غير فيا او ف ما تحت سمطة ديال سروالك. -والله ماتتحشمي... -وعلاش غادي نحشم،مالنا جالسين في جامع...أنا أو أنت ناعسين عريانين في فراش واحد...أو نحاشمواا....وباز...انتوما رجال متناقضين...غير مع ريوسكم.. استحلفك برجولتي المزيفة، لا تعري ضعفنا،صعب علينا أن ننتقد من قبل النساء...مادا تعني رجولتنا، لولا النساء..مادا سيبقى لنا لو وقفنا أمام المرآة عراة، و كشفت حقيقتنا...مادا تريدي ان تقولي...أننا نشتم أجسادكن المتمايلة في ثوبها الشبه عاري، وعقولنا تضعكن وليمة فوق مائدة العهر المحرم.. مادا تريدي أن تقولي...اننا نتحدث فيما بيننا عن الشرف المغربي ..و بنات الناس،ونضاجعكن كأنكن من جنس آخر... ماد تريدي أن تقولي...أن هدا الأصبع الذي بين فخدينا له عقل...وأن الشرف لدينا بعقل آخر... اعترف لك أننا، أوسخ مما تعتقدين، وأننا نعاني من شرخ في نفوسنا...لكن السنا نحن من صنع أمهاتنا...السن النساء- الأمهات-...من كانوا يصرخن فيكن أن "الولد لي دارها جات عليه". صدقيني، مشكلتنا أكبر منا جميعا، تراكمات من ثقل السنين مازلنا نحملها على كاهلنا، مشدودين أربعة عشرة قرن إلى الوراء، حتى التكنولوجيا نستعملها بعقلين..عقل التحضر المدني...و عقل الخفين و جمال الصحراء... صدقيني، نحن الرجال دجنونا هكدا...كل العالم من بداية الكون كان يخاطبنا، حتى الأديان كانت تعد الجنة و النار لنا وحدنا...متى كانت إمرأة نبية ...و متى كانت كل امرأة تختار لنفسها حرية...مجرد سبايا...غنائم...وجواري صدقيني ،نحن أحقر مما تعتقدين..لدلك نحتاج الى فأس ومعول، لنحطم أصناما مازالت عالقة في عقولنا، نحتاج الى عقل مغربي كإبن رشد، ليصفع الغزالي المتهافت....نكبتنا...نكبتنا...أننا نسينا عقلانيتنا المغربية...وتهنا في خيلات و أوهام مشرقية...
#هشام_الحمريطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خواطر عامل مجنون
المزيد.....
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|