عبد الحميد عبد العاطي
الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 00:56
المحور:
الادب والفن
لا اكترث بالأعوام ولا باتفاقيات السلام فالشق الأول من عمري مضي ممسوخا ،والشق الأخر تعلق بالضفة وما تبقى منه لا يعد بالحياة وإنما توليفة الحياة .
غريب أنا بين الناس أسير بشارع الجلاء ، لغتي تنهيدة وغصة ،ودمعة تأخذ من تجاعيد جبيني بيتا لها.. تسقط وقت الحاجة ، ملامحي متوهجة، جسدي بارد متصلب مختبئ برذاذ العظام وعيوني تنجب نهرا بريء لا يطفو عليه الغريق.. سوي ذكرياتي المخنوقة المرموقة بلفظ الواقع.
يا قارئ حروفي لا تتحسس ولا تتوجس فكل لحظة سترحل إلى منفها المفضل تاركتا خلفها رطلا رضيع لا يقوي على أزيز السرير الأحمر والقبلة المحتضرة على حاجز
" ايرز" لقد فرقنا يا جنين الحاجز ولم يفرقنا إلا هو.
منذ خمسة سنوات والأسف والمحاولات لم تجدي ولم تطعم إلا جهاز الجوال المشحون بفئة الخمسين شيكل ،لقد قضم الاحتلال حلمي وعلق مشانق الانتظار على مدينتي ، لم يمنعني من استنشاق الربيع ولا من الجلوس تحت المطر ولكن حين تغلق أبواب الرحمة ويتمنع غريمنا بالمفاوضات تصبح مشانق الإعدام أهون من مشانق الانتظار.
احتاج " يا صغيرتي" لقيتارة وقبعة كبوي ولرقصة هزلية كرقصة التانكو ، احتاج لمشاهدة فيلم""the notebook مليار مرة ،احتاج لرواية "مئة عام من العزلة " والي مليون رواية غجرية، احتاج لمسلسل سنوات الضياع ولنور ومهند ولباب الحارة ، احتاج للقران ولمريم العذراء ولكتب التوراة ولكل الديانات الأرضية ،احتاج لوصيفة ولمشعوذ ولكاذب ولمجنون ، احتاج لشكسبير وماركس ولنين ولهتلر وللوحة منوليزا ولضرغام وفندام، احتاج إلى كل نملة وعملة حتى تخفف وترفع عني بلاء نكسة 67 .
أيها الواقف على أطراف كلماتي لا تتوقف عن القراءة فبرغم هلوستي إلا أنني عاشق
قبل كل شئ، وأتمنى أن توصل الأمانة و تبلغ رسالتي لمن وافى الثري ووضع إكليل الزهور على قبره قل:" إن الوطن يلهث للوصل للساعة السابعة مساءا بتوقيت الوحدة الوطنية ".
محرر شبكة الكاتب العربي
#عبد_الحميد_عبد_العاطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟