نهرو عبد الصبور طنطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2776 - 2009 / 9 / 21 - 22:16
المحور:
الادب والفن
افتتحت حياتي
يوم رأيتك أول مرة
وأعرف أني لن أفلح
فقبل حياتي
بموت أو موتين
أو أكثر
وعلى بُعْد قبر
أو قبرين
أو أكثر
نظرت لنفسي، أتأملها
تعيسة، سعيدة، ربما
لا أدري
كانت نفسي قبلك شبحا
لا تعنيني
كانت دنياي
قبل شروقك باهتة
لا طعم، لا لون، لا رائحة
كانت مثيرة لسخريتي
مثيرة لضحكي الغامض
مخيفة سخيفة معتمة
كثيرا ما كنت
أحدق في الظل
وكأني أبحث عنكِ
أعود لنفسي
لتطاردني الدنيا، فأركض
حتى أتعثر في كلماتي
في أنفاسي، أتعثر حتى
في صمتي وسكوني
فتارة تدركني، وتارة أدركها
وتارة أركض معها خلفي
وحين تُمْسِك بي
تراني خُيُوطَ غبار
في شعاع الشمس
***
عجبت كثيرا من نفسي
يوم أبرق وجهك
في عيني أول مرة
حين ألمَّ بقلبي
مخاض الحب
أرغمتني نفسي
أن أتخفى
خلف ستار الخوف
أمرتني بالإجهاض
أو وأد الحب
وقالت لي لن تفلح
***
لكنكِ كنتِ الأقوي
بصمتك
بدفئك
بفجرك السابغ
الساطع في وجهك
***
كنتِ الأقوى
حين أطلَّت من عينيك
نظرة مرهفة مندفعة
كالسهم نحو ضلوعي
***
كنتِ الأقوى
أنك تمتلكين جسداً
غصناً غضاًً
عبقريا مجنونا
***
كنتِ الأقوى
بِمِشْيَتِك اللؤلؤة الراقصة
وخطوات ملكية واثقة
***
كنتِ الأقوى
يوم سَكَبَت لي شفتاك
إبريقا من عطر
بثته بسمة دافئة
وصَدَقَتْ رؤيا نفسي
فسرعان
ما همس الناعي في أذني
هذه ليست لك
كأني لم أسمع شيئا
كررها
هذه ليست لك
كأني لم أبصر شيئا
كررها
هذه ليست لك
كأني لم أحي بعد
كررها
هذه ليست لك
***
فجلست وبكيت
ورحت أمسح
من عيني الحزن
وأوراق الأمل
بللها الدمع
وتدثرت بأوجاعي
وغفوت
فرأيتك حلما يتبخر
وحبا في دمعي يترقرق
***
حاولت أن أُبق على دفء ما
بيني وبينك
حاولت أخذ شيء من قلبك
من وقتك، من حبك
لكن جدول أعمالك
لن يسمح
أيقنت أني أُهدرُ وقتي
أهدر قلبي، أهدر حبي
***
أجبرني حبك
أن أحني رأسي
أن أسند ظهري
إلى جذع الشجرة
وأبكي
حين يمر بي طيفك
***
أجبرني حبك
أن أهزي باسمك
طول الوقت، كالمحموم
بل كالعصفور يعزف لحنا
ويغني لحنا ويبكي لحنا
لا يتغير
***
أجبرني حبك
أن أتصبب عرقا
أن أنزف خجلا
أن ينعقد لساني
حين تمري أمامي
***
أجبرني حبك
أن أعمل بستانيا
أقتص آثار قدميك
فأجمع منها
أزهار الأمل
وورود الغد
***
أجبرني نورك
أن أنعي للدنيا الشمس
وأنعي لها القمر
وأنعي للكون كل الضوء
***
أجبرني حبك
أن أكلم ذاتي
أحدث مرآتي
أصب شكواي لأوراقي
***
أجبرني حبك
أن أترنح كالمجنون
يوم تصدقتِ ببسمة
على جائع مثلي
أجبرني حبك
أن أطرح آلاف الأسئلة
هل يعني حبي لها شيئا؟
هل تعني آلامي لها شيئا؟
هل تشفع لي آهاتي؟
***
هل يعني لك شيئا
أني أصبحت أسيراً
موثوقاً في قيدك؟؟
أني أسكن فيكِ؟
أني ألعق ظلك؟
***
إن قلتِ: لا يعنيني
أعدك أن أتربص بالحب
أن أحاول قتله
أن أكشف زيفه
أن ألقي القبض عليه
أو أختبئ في كهف الليل
بين غابات الشعر
كي أفتك به
وأعِدُكْ أني لن أُفْلِح
(خلجات من صيد الفؤاد)
نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]
#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟